حرائق الأراضي الزراعية العراقية.. هل تمت بفعل فاعل؟

الخميس 27 يونيو 2019 12:06 م

أثارت الحرائق التي بدأت تلتهم الأراضي الزراعية بالتزامن مع موسم حصاد محصولي القمح والشعير في العراق، موجة استياء وغضب شعبي، وسط اتهامات أنها تمت بفعل فاعل، وبطريقة منسقة.

وحسب إحصائية رسمية صادرة عن مديرية الدفاع المدني العراقي، فإن 328 حريقا لأراض زراعية وقع منذ 8 مايو/أيار وحتى 24 يونيو/حزيران الجاري.

ووفقا للإحصائية فإن مجموع المساحة المحترقة بلغت 54 ألفا و380 دونما (الدونم في العراق يعادل 2500 متر مربع)، ومجموع المساحة المنقذة بلغ 2.005 مليون دونم بجهود فرق الدفاع المدني. 

نينوى الأكثر تضررا

وبدأت الحرائق تلتهم الحقول والمساحات الزراعية والبساتين في محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين وكركوك والأنبار والنجف وكربلاء وهي محافظات ذات طبيعة زراعية. 

وسجلت محافظة نينوى شمالي البلاد أكبر مساحة زراعية محترقة؛ حيث التهمت النيران 40 ألف و957 دونما، تلتها محافظة صلاح الدين بواقع 5 آلاف و641 دونما، ثم محافظة كركوك بواقع 5 آلاف و506 دونمات.

ووفقا للدفاع المدني العراقي، فإنه من مجموع 321 حريقا استهدف الأراضي الزراعية كان 41 حريقا متعمدا، و106 حرائق لا تزال قيد التحقيق، و34 حريقا ناتجا عن ماكينات حصاد محصولي القمح والشعير. 

بدوره، قال مستشار اللجنة الزراعية في البرلمان العراقي، "عادل المختار"، إن "اجمالي المساحات التي احترقت في محافظة ديالى بلغت 2500 دونم، والآن موسم الحصاد في المحافظة انتهى، وبالتالي لا توجد مشكلة في المحافظة، لكن المشكلة الأساسية حاليا هي في محافظة نينوى شمالي البلاد".

وأعطى "المختار" أرقاما أكبر بخصوص حرائق نينوى، لافتا إلى أن "المساحات التي احترقت في هذه المحافظة بلغت حتى الآن 100 ألف دونم، والمشكلة هناك أن عملية حصاد محصولي القمح والشعير لا تزال في بداياتها".

وأشار إلى أن "الحرائق في نينوى تسببت بمصرع 10 مزارعين واصابة 40 آخرين بجروح، إلى جانب خسائر عديدة أخرى تتعلق باحتراق حاصدات ومنظومات ري".

وتابع: "عدد الحاصدات التي تتولى عمليات الحصاد في نينوى تبلغ حاليا 1271 حاصودة، وهي أعداد غير كافية، ونحن في البرلمان أطلقنا نداءً لغرض نقل حاصدات من محافظات أخرى إلى نينوى للإسراع بعمليات الحصاد". 

اتحاد الفلاحين: أغلب الحرائق مفتعلة

ويرى "اتحاد الفلاحين" في العراق (رسمية مستقلة تعنى بالدفاع عن حقوق الفلاحين) أن أغلب الحرائق التي استهدفت الحقول الزراعية والبساتين هي مفتعلة وأثرت سلبا على واقع الفلاحين.

وقال رئيس الاتحاد، "حسن التميمي"، إنه "لا يمكن القول بأن الحرائق التي التهمت الحقول الزراعية في أغلب المحافظات طبيعية، والسبب هو أن تلك الحرائق تحدث بطريقة منسقة ومنظمة إلى حد كبير". 

وأضاف أن "بعض الحرائق تحدث عندما تكون فرق الدفاع المدني تخمد حريقا ما في أرض زراعية، وعندها يندلع حريق آخر في حقول زراعية بمسافة بعيدة جدا حتى لا تتمكن فرق الدفاع المدني من الوصول، وبالتالي تلتهم النيران أكبر مساحة من الأراضي". 

وأوضح "التميمي" أن "خسائر الحرائق بالدرجة الأولى ليست في تأثيرها على الاكتفاء الذاتي من محاصيل الحبوب، لكن التأثير المباشر هو على حياة الفلاحين؛ حيث إن أغلب الفلاحين حصلوا على الأسمدة والبذور من موزعين بطريقة الدفع بالأجل بعد بيع المحصول، وبالتالي ستحدث أزمة كبيرة بين الفلاحين والموزعين".

تنظيم الدولة الإسلامية و الحرائق

بدوره، يقول "راجي العبيدي"، وهو أحد مزراعي محافظة صلاح الدين، إن "حقولي المزروعة بمحصولي القمح والشعير تعرضت للاحتراق بصورة كاملة، وبعد التحقق وجدنا أجهزة إلكترونية تستخدم لأحداث الحرائق وبالتالي كانت الحرائق مفتعلة". 

وتابع "العبيدي" أن "تنظيم الدولة الإسلامية ليس بعيدا عن إحداث هذا النوع من الضرر بالمزارعين، كما أن هناك جهات تسعى لمنع العراق من الوصول إلى الاكتفاء الذاتي وبالتالي عدم استيراد محصولي القمح والشعير وهذه الجهات محلية أيضا؛ أي ليست فقط ذات أجندات خارجية".

كان رئيس الوزراء العراقي "عادل عبدالمهدي" قال، في 11 يونيو/حزيران الجاري، إن الحرائق التي التهمت بعض الحقول الزراعية في محافظات شرق وشمال وجنوب البلاد "طبيعية".

وأكد أن "حرائق محاصيل الحبوب ليست كلها أعمال عدوانية، بل أغلبها بسبب بعض الخلافات، وارتفاع درجات الحرارة". 

وأشار "عبدالمهدي" إلى أن "الكميات التي احترقت ليست كبيرة جدا، وهذا يحصل غالبا وفي معظم دول العالم في موسم الحرارة الشديدة، وهي معدلات متواضعة مقارنة بالدول الأخرى".

وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، التهمت حرائق كبيرة مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في مناطق مختلفة من البلاد، ولم تتمكن السلطات من معرفة الجهات التي تقف وراء ظاهرة حرق الحقول الزراعية حتى الآن.

كانت وزارة الزراعية العراقية قالت في وقت سابق إن البلاد ستحقق الاكتفاء الذاتي من محصولي القمح والشعير خلال الموسم الزراعي الحالي بعد زراعة مساحات واسعة من الأراضي على خلفية ارتفاع مناسيب المياه في فصل الشتاء.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية