استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ورشة المنامة وصفقة القرن

الخميس 27 يونيو 2019 07:06 ص

ورشة المنامة وصفقة القرن

الجماهير لم تقل كلمتها الأخيرة ولم تسكت عن بيع المقدسات وإن بدت ساكنة تنتظر.

النظام الرسمي العربي بلغ منتهاه ولن يصمد أمام موجات التغيير مهما قدم من تنازلات.

خيارات النظام الرسمي العربي محدودة ولا يمكن أن يستمر بوجه الثورات الشعبية إلا بتنازلات متواصلة.

صفقة بيع قضية فلسطين وتطبيع السعودية والإمارات والبحرين مع (إسرائيل) من تداعيات ثورات الشعوب.

محور التطبيع الجديد قد استنفد كل أوراقه في سبيل البقاء في السلطة والتشبث بالكرسي الذي تهدده ثورات الشعوب القادمة بقوة.

*     *     *

ليست الجهود الكبيرة التي يقوم بها النظام الرسمي العربي في محاولة إنجاح اللقاء الذي ينعقد في العاصمة البحرينية إلا سعيا منه للتأكيد على ما رشح عربيا ودوليا ضمن ما يعرف بصفقة القرن.

أي أن الجهود التي تُبذل في البحرين هي مواصلة لموجة التطبيع الحثيثة كردة فعل على الهزات الارتدادية التي خلقتها ثورات الربيع.

فرغم التنديد الشعبي الواسع بهذه المبادرة، ورغم رفض القوى الفلسطينية الوطنية المشاركة فيها باعتبارها إعلانا عن بيع الأرض وبيع القضية، فإن الدول الراعية لها لا تزال تكابر وتصر على عقدها.

الصفقة معلنة صريحة ولا تخفي، حتى ثمن الأرض الذي سيدفع للطرف الفلسطيني الموافق على البيع وهو خمسون مليار دولار ستدفعها طبعا الدول العربية الغنية وعلى رأسها السعودية والإمارات لحيتان السلطة.

لم تنجح الدول العربية الرافضة للمشروع في إقناع بقية الدول المهرولة بحساسية القضية. فلا المغرب ولا الأردن ولا بقية الدول نجحوا في إقناع أطراف الصفقة بأنها تتم على حساب الأمة وعلى حساب مقدسات هذه الأمة وعلى حساب ملفات مصيرية قد تفجر المنطقة المشتعلة بأسرها.

لكن يبدو أن محور التطبيع الجديد قد استنفد كل أوراقه في سبيل البقاء في السلطة والتشبث بالكرسي الذي تهدده ثورات الشعوب القادمة بقوة.

إن صفقة بيع قضية فلسطين والتطبيع الجاري على قدم وساق بين دول خليجية بعينها وعلى رأسها السعودية والإمارات وكذلك مصر ليست في الحقيقة إلا أحد تداعيات ثورات الشعوب المباشرة.

لقد عملت قوى الثورة المضادة على سحق الانتفاضات الشعبية بالقوة العسكرية وعملت على قطع كل خطوط الإمداد الداعمة للشعوب فمولت انقلاب تركيا وحاصرت دولة قطر ودعمت كل الجيوش والمجازر الانقلابية وآخرها قوات الجنجويد أو قوات الدعم السريع في السودان.

لكن كل ذلك لم يكن كافيا لتنال الدعم الدولي الذي يحميها من ثورات شعوبها مثل ما كان الأمر في سوريا التي حال النظام الدولي دون سقوط النظام فيها.

كان النظام الدولي يعلم أن خيارات النظام الرسمي العربي محدودة وأنه لا يمكن له أن يستمر خوفا من الثورات الشعبية إلا بتقديم التنازلات بعد التنازلات وهي الفرصة النادرة التي استغلتها الصهيونية العالمية لتفوز بتفويض رسمي عربي يمنحها الأرض والقدس دون طلقة واحدة.

لكن كل هذه القوى أغفلت أن الجماهير الشعبية لم تقل كلمتها الأخيرة، وأنها لن تسكت عن بيع المقدسات حتى وإن بدت ساكنة تنتظر، كما أغفلت أن النظام الرسمي العربي قد بلغ مداه وأنه لن يستطيع الصمود أمام موجات التغيير مهما قدم من تنازلات.

* د. محمد هنيد أكاديمي تونسي، أستاذ السياسة بجامعة السوربون، باريس.  

المصدر | الوطن القطرية

  كلمات مفتاحية