رصدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، التحولات التي يشهدها المجتمع السعودي فيما يتعلق بعمليات المواعدة بين الشباب والشابات، في ظل تخفيف القيود الاجتماعية الصارمة، منذ صعود ولي العهد "محمد بن سلمان".

 وأشارت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دور فعال في هذا الصدد.

وأوضحت الصحيفة أنه بالرغم من أنه أصبح بإمكان الشباب السعودي تلبية الكثير من اهتماماتهم العاطفية مقارنة بفترات سابقة، إلا أن عمليات المواعدة لا تزال معقدة، وفى بعض الأحيان محفوفة بالمخاطر في مجتمع لايزال تقليديا للغاية، على حد وصفها.

واستشهدت الصحيفة بقصص لشباب سعودي في هذا الاتجاه، من بينها قصة "عبدالرحمن عبدالله"، الذي استغل فرصة غياب عائلته عن المدينة لإحضار بنت إلى البيت، مشيرة إلى أن الاثنان بدءا علاقتهما بعد لقاء من خلال تطبيق مواعدة عبر الفيديو.

وذكرت الصحيفة أن الطالب البالغ من العمر 24 عاما، كان يعتقد أنه بمأمن من مراقبة والده، لكن بعد دقائق من دخوله البيت مع صديقته رن هاتفه النقال، حيث اكتشف الأب الخطة من خلال تطبيق بث على الفيديو. وكانت الرسالة له "أعدها إلى بيتها" وهو ما فعله مذعنا.

وأضافت الصحيفة أن المتغيرات الجديدة في السعودية، والتي يقف ورائها ولي العهد، من فتح دور سينما وإقامة حفلات موسيقية مختلطة ورفع حظر القيادة، قد أتاحت لشباب المملكة فرصا جديدة للتعارف والمواعدة، غير أن الحكومة لم تحدد قواعد لتلك الأمور، فلا يزال السعوديون عرضة للاعتقال عندما يخرقون قواعد الأخلاق، لكن دون توقيع عقاب قانوني.

وأوضحت الصحيفة أنه رغم حالة الانفتاح التي شهدتها المملكة، لا تزال العائلة تشرف على العلاقات بين الجنسين، والترتيبات التي تقود للزواج. لكن الشباب يلجؤون إلى كثير من الحيل لعدم كشفهم من قبل أولياء أمورهم أو السلطات.

واستشهدت الصحيفة بقصة "عزيز"، (24 عاما) الموظف في الحكومة، الذي يستخدم تطبيق يسمح للمستخدمين بتسجيل الأماكن التي كانوا فيها ومشاركتها في مواقع التواصل مع أصدقائهم، بغرض ترتيب لقاءات مع الجنس الآخر.

ولفتت الصحيفة أنه قبل زمن منصات التواصل الاجتماعي، كان لدي السعوديين طرقا أخرى للتواصل، حيث كان الشاب أحيانا يقود سيارته إلى جانب فتاة ويرمي ورقة عليها رقم هاتفه. فيما كانت تتلاقى العيون في مركز التسوق ويترك بطاقته في مكان ما وفيها كل المعلومات عنه.

وقالت الأكاديمية السعودية المعارضة المقيمة في لندن؛ "مضاوي الرشيد" - نشأت في السعودية أثناء السبعينات من القرن الماضي -إن "الجيل الحالي مختلف عن الجيل السابق. ويقول الجيل الشاب لأهله أنهم ذاهبون لزيارة أصدقائهم وصديقاتهم مع أنهم على موعد في المطاعم أو المقاهي".

وعلقت الرشيد: "أنا مندهشة من جرأتهم".

وفى حديثها للصحيفة الأمريكية، قالت "مي"، مطلقة (29 عاما)، تعمل في مجال الإعلانات، إنها تستخدم تطبيق " Tinder" للمواعدة.

وأشارت إلى أنها في مرة حجزت غرفة في فندق مع صديقها، وكانت منقبة وأحضر صديقها بطاقة أخته لكي تستخدمها لو سئلت عن علاقتها به.

وقالت "الرجال والبنات لديهم طرق مختلفة في التفكير هذه الأيام".