و.س. جورنال: الهجوم على أنبوب النفط السعودي مصدره العراق وليس اليمن

الجمعة 28 يونيو 2019 09:06 ص

قال مسؤولون أمريكيون، إن تحقيقاتهم خلصت إلى أن الطائرات المسيرة التي استهدفت منشآت نفطية حساسة بالسعودية، منتصف الشهر الماضي، وتبنى الحوثيون إطلاقها، كان مصدرها العراق وليس اليمن.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الإدارة الأمريكية نقلت معلوماتها للحكومة العراقية، مما دفع بغداد لمطالبة واشنطن بمزيد من المعلومات التي تدعم هذا الزعم.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن مسؤولين أمريكيين مطلعين على معلومات المخابرات بشأن الهجمات التي تمت بطائرات مسيرة في مايو/أيار الماضي، قالوا إن مصدرها جنوب العراق، موضحة أن ذلك يشير على الأرجح إلى فصائل بالمنطقة مدعومة من إيران.

وقالت الصحيفة، إن الولايات المتحدة أرسلت مذكرة إلى المسؤولين العراقيين، لإبلاغهم بهذا الاستنتاج، وإن وزير الخارجية الأمريكي؛ "مايك بومبيو"، تحدث في هذا الأمر، مع رئيس الوزراء العراقي؛ "عادل عبدالمهدي"، في اتصال هاتفي، جرى في وقت سابق من الشهر الجاري.

وأشارت إلى أن "بومبيو"، حث "عبدالمهدي"، على اتخاذ خطوات لضمان ألا يستخدم العراق كقاعدة جديدة لشن الهجمات.

ولم يناقش المسؤولون الأمريكيون المعلومات التفصيلية مع العراق، لكنهم قالوا إن هجمات الطائرات بدون طيار، كانت أكثر تطوراً من الهجمات السابقة التي شنتها قوات الحوثيين في اليمن.

وقالت الصحيفة، إن هذه المعلومات تؤجج الخوف من سعي حلفاء إيران في المنطقة لفتح جبهة جديدة في الصراع بين طهران وواشنطن.

وذكرت أن القادة العراقيين يشككون في ذلك الاستنتاج الذي توصلت إليه الولايات المتحدة، وأنهم طالبوا الإدارة الأمريكية، بمزيد من الأدلة لإثبات هذا الادعاء.

وسبق أن نفى "عبدالمهدي"، الثلاثاء، صحة ما ذكرته التقارير الأمريكية، بأن الطائرات المسيرة، جاءت من الأراضي العراقية، وقال: "كل أجهزتنا الاستخبارية وكل قواتنا لم ترصد ولم يثبت لها هذا الشيء".

وفي 14 مايو/أيار الماضي، تبنى الحوثيون هجمات بسبع طائرات مسيرة استهدفت منشآت نفطية حيوية سعودية في محافظتي الدودامي وعفيف بمنطقة الرياض.

وأحدثت الهجمات ردود أفعال إقليمية وعالمية واسعة، نظرا لتوقيتها، بعد استهداف ناقلات نفط، منها سعودية، قبالة سواحل الفجيرة بالإمارات.

وتحاول الحكومة العراقية الحالية، منذ مجيئها إلى السلطة، في أكتوبر/تشرين الأول 2018، النأي بنفسها، قدر الإمكان عن التجاذب الإيراني الخليجي بالمنطقة، والخروج من عباءة طهران التي ظلت مسيطرة على العراق بقوة غير مسبوقة خلال الحكومات السابقة.

ونجح "عبدالمهدي" جزئيا في بلورة صورة مستقلة للعراق، بعيدا عن الحظيرة الإيرانية، بل وسعى لأن تكون بغداد وسيطا بين إيران والسعودية، استنادا إلى استمرار علاقتها المتميزة مع طهران، ورغبة الرياض في التقارب مع الحكومة العراقية الجديدة.

لكن تلك المساعي لا ينظر إليها بعين الارتياح، من قبل ميليشيات وكيانات سياسية مؤيدة لإيران في البلاد، بحسب مراقبين.

ويستبعد مراقبون معقولية انطلاق طائرات الهجوم على منشآت النفط السعودية من الأراضي العراقية، لكنهم لم يطرحوا صحة الاحتمال تماما، على افتراض أن إيران ربما أرادت إرسال رسالة مزدوجة إلى السعوديين والأمريكيين، مفادها أن العراق لا يزال ساحتها التي تتحرك فيها بأريحية أمنية حتى الآن، وأنها يمكن أن تستهدف السعودية من أماكن أخرى غير اليمن.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مخاوف عراقية من طرق صادرات النفط.. والأردن بديلا