بن سلمان بصدارة "العشرين" بعد 9 أشهر على مقتل خاشقجي

الجمعة 28 يونيو 2019 01:06 م

في خضم غضب دولي إزاء مقتل الصحفي "جمال خاشقجي"، والحملة العسكرية المتواصلة التي تقودها السعودية في اليمن، ظهر ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، في أقصي يمين الصورة الجماعية التقليدية لقادة قمة العشرين في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي، في لقطة تنم عن تجاهل الزعماء الأخرين له.  

وظهر "بن سلمان" منبوذا بالمعني الحرفي للكلمة، وانزوى منفردا بعد التقاط الصورة الجماعية لقادة القمة، في الوقت الذي اختلط الزعماء الأخرين ببعضهم البعض، فيما طالب المتظاهرون خارج المكان باعتقاله.

ومع ذلك، وبعد مرور نصف عام فقط، لم يعد ولي العهد معزولا في قمة العشرين الحالية. ففي الصورة الجماعة التي التقطت يوم الجمعة لزعماء الدول العشرين المشاركين في القمة التي استضافتها أوساكا، تبوأ "بن سلمان" موقع الصدارة بين الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، ورئيس الوزراء الياباني "شينزو آبي" ، الذي تستضيف بلاده القمة.

بالنسبة لمؤيديه، فإن ماسبق بمثابة علامة على أن الأمير السعودي نجا من المحاسبة، لكونه الحاكم الفعلي للمملكة، فها هي المؤسسات السياسية العالمية قد عادت لاستقباله بأذرع مفتوحة.

وقال "علي الشهابي"، مؤسس مركز الجزيرة العربية، الذي يتخذ من واشنطن مقرا له وهو موالي للرياض: "من الواضح أنه (محمد بن سلمان) احتفظ بالكثير من مكانته".

وأشار "الشهابي" إلى أن ولي العهد السعودي حظي باستقبال جيد من قبل زعماء الهند والصين واليابان وكوريا الجنوبية خلال الأشهر الستة الماضية.

وأضاف: "إذا كان هناك شيء، فإن ظهور البارز في قمة العشرين يعزز فقط من سمعته"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن ثياب ولي العهد ساعدت في ظهوره بشكل بارز.

وقد لا يكون الزي التقليدي لولي العهد الشيء الوحيد الذي جعله أكثر بروزا في صورة هذا العام. حيث يفرض البرتوكول الرسمي الأماكن التي يجب أن يقف فيها الزعماء في الصورة الجماعية، فضلا عن  وجود قواعد عامة، تقتضي أن يكون رؤساء الدول في المقدمة، وليس رؤساء الحكومات او المنظمات الدولية، وأن يكون الرؤساء الذي قضوا مددا أطول في مناصبهم أقرب من موقع الصدارة.

وعلى الرغم من أن "بن سلمان" ليس رئيسا من الناحية النظرية حتى الآن، وأقل خبرة من الآخرين، لكن من المقرر أن تستضيف السعودية قمة العشرين العام المقبل، والتي ستبدأ في 21 نوفمبر بالرياض.

وقال وزير خارجية بريطانيا السابق "ديفيد ميليباند"، إن الترحيب الحار إلى حد كبير بـ"بن سلمان"، وغيره من الزعماء الذين يفترض أنهم منبوذين مثل الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، في قمة العشرين هذا العام، يعكس عصرا من الإفلات من العقاب في السياسية العالمية".

وأضاف "ميليباند"، تعليقا على قمة العشرين في الرياض، " كل تلك الدول التي لها علاقة بالمملكة تحتاج إلى استخدام تلك العلاقات بطريقة من شأنها كبح استراتيجية الحرب الفاشلة في اليمن".

وكان "بن سلمان"، الذي لايزال يبلغ من العمر 33 عاما فقط، قد حظي في بداية ظهوره على المسرح العالمي باحتفاء دولي لقيادته استراتيجية طموحة للإصلاح الداخلي بالمملكة لا تسعي فقط لتنويع الاقتصاد السعودي المعتمد على النفط، بل وأيضا لتخفيف القيود الاجتماعية الصارمة في البلد المحافظة.

لكن دور ولي العهد في شن المملكة حربا على اليمن، والذي جاء بعد اتخاذ الرياض مواقف عدوانية ضد قطر وإيران، أثار الكثير من الشكوك حول حكمة سياسته الخارجية. كما عزز مقتل "خاشقجي" في القنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما تردد على نطاق واسع أن حكومته لا تهتم بحقوق الإنسان.

وفي العام الماضي، تجنب بعض قادة العالم ولي العهد السعودي، بينما انتقده أخرون في وجهه، وسمع ذلك بوضوح في محادثة بين "بن سلمان" وولي العهد، وفيها قال "ماكرون" نصا: "أنت لا تنصت لي مطلقا".

لكن قادة العالم الأخرين، لايزالون يستقبلونه بحماس. فقد ضحك "بوتين" وهو يسلم على ولي العهد خلال لقائه- وهي صورة قال "ميليباند" إنها تجسد "الغطرسة الجديدة للقوة" بين أولئك الذين يتصرفون وفق تصور الإفلات من العقاب.

وعلى الرغم من الجهود التي بذلها الكونغرس، لمنع مبيعات الأسلحة إلى المملكة ودعوة الأمم المتحدة إلي إجراء تحقيق حول دور مزعوم لولي العهد في مقتل "خاشقي"، لم يكن هناك مؤشر على وجود مشكلة، عندما التقي "بن سلمان" مع "ترامب" لالتقاط الصورة الجماعية يوم الجمعة، حيث صافحا بعضهما وتبادلا الابتسامات.

وذكرت صحيفة "بلومبرغ" أنه من المقرر أن يتناول الرئيس الأمريكي وجبة الإفطار مع ولي العهد السعودي صباح السبت .

المصدر | أدم تايلور - واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية