تناولت الصحف السعودية فيلم "آخر زيارة" للمخرج السعودي "عبدالمحسن الضبعان"، مؤكدة أنه يسير تزامنا مع التطورات والانفتاح والتغيير الذي تشهده المملكة العربية السعودية، وبنظرة دقيقة للفيلم الذي شهد عرضه العالمي الأول، الأحد، في "مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي" يتضح مدى مواكبته لعملية التغيير الكبيرة.

وبطريقة تأكيد الأمر بالتضاد، غاب عن الفيلم العنصر النسائي تماما، على عكس الوضع الراهن الذي يسلط الضوء بإلحاح على تواجد المرأة لأول مرة في مختلف القضايا بالمملكة، في تغييب مقصود الهدف منه تقديم نظرة نقدية للمجتمع الذكوري تماشيا مع ما تعيشه المملكة من انفتاح مؤخرا لتمكين السعوديات.

وعن الحبكة، تدور القصة، التي كتبها "فهد الأسطا"، حول العلاقة المضطربة بين أب وابنه، وهي تيمة عامة موجودة في كل المجتمعات.

ونجح "عبدالمحسن الضبعان" في رسم المشهد على أرض الواقع السعودي، ما دفع إلى إدراج فيلم "آخر زيارة" ضمن مسابقة "شرق الغرب" التي تضم للمرة الأولى في تاريخ مهرجان "كارلوفي فاري" فيلما سعوديا.

فالفيلم الذي يعدّ العمل الروائي الطويل الأول لمخرجه، يصور بحس نقدي، الفجوة بين الأجيال والخوف من المجتمع من خلال علاقة "ناصر" بابنه "وليد"، في علاقة تتسم بالتشنج والتوتر والارتباك، بعيدا عن الميلودراما أو البكائيات.

وتتسلل تلك العلاقة المشحونة منذ اللقطة الأولى للأب وابنه وهما في السيارة، يتجهان نحو زفاف أحد الأصدقاء، لمنحى أكثر مباشرة بعد مخابرة هاتفية، تجعل "ناصر" يغيّر مساره، ويتجه نحو بلدته بعدما ساءت حال والده العجوز كثيرا.

وهناك، بعيدا عن ضوضاء الرياض، سيعيد الرجل وابنه اكتشاف بعضهما بعضا لتتحول الرحلة إلى بداية لصفحة جديدة لا تخلو من إسقاطات على الواقع في المجتمع السعودي.

وتختتم الصحيفة بالقول إنه سواء خطف الفيلم جائزة ما أو لم ينجح، تبقى المكافأة باختياره للمسابقة في سابقة في تاريخ المهرجان الذي قدم في دورته الـ54 سينما سعودية واعدة.