طرحت سيدة سؤالا على صفحة دار الإفتاء الرسمية في مصر، تقول فيه " كيف أسامح زوجي القاسي بعد وفاته، خاصة أنه كان يعاملني معاملة سيئة؟".
وفي الجواب، رد أمين الفتوى بدار الإفتاء "أحمد ممدوح" قائلا: "زوجك الآن بين يدي الله عز وجل.. وهو أحوج إلى السماح والعفو من كل شخص أساء إليه حال حياته".
وأضاف أمين الفتوى خلال البث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء: "الغضب والانفعال طبيعة من طبائع الإنسان ولك كل الحق فيما تشعرين به نتيجة معاملة زوجك السيئة تجاهك، ولكني سأطرح عليك صفقة رابحة".
وتابع: "ماذا لو جاء يوم الحساب ووقفت أنت بين يدي الرحمن للحساب وطالب كل شخص من أقاربك أو أصدقائك بحقوقهم التي في رقبتك.. سواء كانت هذه الحقوق سبابا أو غيبة ونميمة أو أي شيء من الحقوق الدنيوية".
واستدل أمين الفتوى بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أتدرون من المفلس؟" قالوا: "المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع"، فقال: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار".
وتابع: "لو كنت كذلك ألم تكوني لتتمنى أن يصفح هؤلاء الناس عنك حتى لا تفنى حسناتك؟، فالصفح والعفو لهما أجر عظيم عند الله".
وطالب أمين الفتوى السيدة بإعلان الصفح والعفو عن كل من أساء إليها بمن فيهم زوجها المتوفي، ناصحا اياها بأن ما ستفعله من صفح وعفو سيرد لها يوم القيامة ذلك بأن يلهم الله عز وجل من أساءت لهم بأن يعفو عنها، من باب الجزاء من جنس العمل.
واختتم الشيخ قائلا: "اعلمي أنك تتعاملين مع مالك الملك ذي الجلال والإكرام الرحيم الغفور، ولا تتعاملي مع زوجك الضعيف، فأعلني عفوك عن زوجك وستجدين من يصفح ويعفو عنك يوم القيامة أيضا".
