صرخات أبناء الحرائر بسجون السيسي "لا تُسمع" أحدا

الثلاثاء 2 يوليو 2019 09:07 ص

أيام وشهور تمر والمعتقلات المصريات يقبعن في غياهب السجون وسط صرخات ومناشدات من ذويهم بـ"إطلاق سراحهن" ومخاوف من تعرضهن للتعذيب أو فقدانهن حياتهن على إثر منعهن من العلاج.

وتتصاعد الاتهامات ضد السلطة الحاكمة في مصر بارتكاب مخالفات جسيمة في حق النساء، وليس فقط مجرد اعتقالهن وإيداعهن السجون في ظروف بائسة، بل وصل الأمر إلى تقارير تشير إلى تعرضهن لصنوف مختلفة من الإيذاء النفسي واللفظي، بل والاعتداء الجسدي.

"علا القرضاوي"

عامان مروا سريعا على اعتقال "علا القرضاوي" وزوجها "حسام خلف"، دون ظهور أية أدلة إدانة بحقهم، ومازلوا خلف القضبان رغم انتهاء المدة القانونية للحبس الاحتياطي.

"آية حسام خلف" نجلة المعتقلة "علا القرضاوي" ناشدت في مقطع فيديو تم نشره قبل يومين السلطات المصرية الالتزام بالقانون وإخلاء سبيل والديها خاصة بعد تجاوزهم المدة القانونية للحبس الاحتياطي وفقا للقانون المصري.

ووضع القانون المصري شروطا للحبس الاحتياطي، منها ألا يتجاوز العامين، قبل أن يصدر قرار جمهوري عام 2013 يعطي الحق في تجديد الحبس الاحتياطي 45 يوما قابلة للتجديد دون التقيد بالمدد السابقة، وهو ما أثار انتقادات حقوقية واسعة.

وقالت "آية"، في مقطع الفيديو الذي نشرته عبر صفحة "الحرية لعلا وحسام": "لو بابا وماما مخرجوش الجلسة الجاية يبقى في حاجه غلط وفي حاجة مش مظبوطة؛ لأن حسب القانون المصري مينفعش ماما وبابا يكملوا أكتر من سنتين ما دام مظهرش ضدهم أي دلائل".

وفي 30 يونيو/حزيران 2017، أوقفت السلطات المصرية، "علا" و"حسام"، إثر اتهامهما بـ"الانتماء لجماعة أسست مخالفة للقانون (في إشارة لجماعة الإخوان المسلمين)، والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف الأمن ومؤسسات الدولة"، ومنذ ذلك الحين يُجدد حبسهما بشكل دوري.

وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن "السلطات المصرية تستمر في انتهاك حقوق علا ابنة الشيخ يوسف القرضاوي، وزوجها حسام خلف، بعد اعتقالهما من دون مذكرة قضائية وحجزهما في الحبس الانفرادي".

وأوضحت مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة "سارة ليا ويتسن" أن "وزارة الداخلية المصرية لا تعتدي على سلطة القضاء المحاصر فحسب، بل على الحقوق الأساسية للمصريين مثل علا القرضاوي وحسام خلف كل يوم، قضيتهما مثال محزن لما أصبح مألوفا بالبلاد".

"هدى عبدالمنعم"

"إحنا هنموت من الرعب على ماما خصوصا في حالتها الصحية دي وسنها"، كلمات تكشف حالة الخوف والقلق التي تعيشها بنات المحامية الستينية المعتقلة منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي "هدى عبدالمنعم".

 "فدوى خالد" نجلة المحامية المعتقلة أعربت، في عدة تدوينات عبر صفحتها الشخصية على "فيسبوك"، عن قلقها عن صحة والدتها بعد حالة الإهمال الطبي الحاصل في السجون المصرية، الذي أدى لوفاة عدد من المعتقلين بينهم الرئيس المصري "محمد مرسي".

التخوف ذاته كشفت عنه "جهاد خالد"، في مقطع فيديو عقب اعتقال والدتها "هدى عبدالمنعم"؛ حيث أكدت أن والدتها مريضة، وتتناول أدوية 3 مرات يوميا، ولا تدري هل يسمح لها بها أم لا؟.

والشهر الماضي، جددت محكمة جنايات القاهرة حبس "هدى" 45 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات، متجاهلة شكواها بشأن إهدار حقوقها الإنسانية.

وطالبت "هدى" بإخلاء سبيلها بضمان محل الإقامة، وهو ما رفضته المحكمة التي أصدرت قرارها بتجديد الحبس على ذمة قضية أمن دولة لسنة 2018.

وأسندت إليها نيابة أمن الدولة العليا تهم "مشاركة جماعة إرهابية (في إشارة لجماعة الإخوان) في تحقيق أهدافها، وتلقي تمويل بغرض إرهابي، والاشتراك في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب جريمة إرهابية".

"عائشة الشاطر"

صرخات أبناء "عائشة خيرت الشاطر" يا ماما أنت وحشتيني" ومحاولاتهم المضنية لرؤيتها أثناء ترحيلها أو حتى سماع صوتها ستظل مشهدا لن يُنسى. 

"عائشة" ابنة "خيرت الشاطر" نائب المرشد العام للإخوان بمصر المعتقلة منذ 8 أشهر، تم تجديد حبسها الشهر الماضي 45 يوما آخرين بعد اتهامها بـ"مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها وتلقي تمويل بغرض إرهابي، والاشتراك في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب جريمة إرهابية".

وقالت "عائشة" في مقطع صوتي بثته قناة "مكملين" التابعة للمعارضة المصرية، وهي تخاطب القاضي، في جلسة يونيو/حزيران الماضي: "أنا مش بتكلم عشان الخروج، عشان دا قدر ربنا، بس أنا عايزة أعرف فين القانون اللي بيقول أنا في زنزانة انفرادية 180×180 سم، وممنوعة من قضاء حاجتي في دورة مياه، وعندي فقط جردل (دلو) عشان أقضي حاجتي فيه"، مشيرة إلى أنها "ممنوعة من رؤية أولادها، ولا تعرف عنهم شيئا".

وتعرضت المرأة المصرية للعديد من الانتهاكات الأمنية منذ الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد في الثالث من يوليو/تموز 2013، مع وصول عدد المعتقلات المصريات الباقيات في الحبس حتى العام 2019 إلى 52 معتقلة على ذمة قضايا سياسية، من بينهن 16 امرأة صدرت بحقهن أحكام بالفعل، و36 أخريات محبوسات احتياطيا، بالإضافة إلى السيدات اللاتي تعرضن للإخفاء القسري في مدد مختلفة، ثم ظهرن بعد ذلك ويقدرن بحوالي 1993 امرأة، منهن قاصرات لم يتخطين الـ18 عاما.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية