نعى مغردون وناشطون مصريون وعرب المفكر الدكتور "عبدالوهاب المسيري"، الذي حلت ذكرى وفاته الحادية عشرة باعتباره مفكرا وشاهدا على نصف قرن من الزمان، ومناضلا ضد الادعاءات الصهيونية التاريخية.
وتوفي "المسيري" في مثل هذا اليوم من العام 2008، حيث تنوعت كتابته بين الكتابة التاريخية والأدبية، وتميز بكتابة أدب الطفل، وحصد في هذا المجال على عدة جوائز، واشتهر بالعمل السياسي، وشغل قبيل وفاته منسق حركة كفاية المعارضة.
كما يعتبر "المسيري" أحد أبرز الكتاب المعاصرين الذين كتبوا عن اليهود والحركة الصهيونية بشكل موسوعي وضخم، حيث ألف "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية"، أحد أكبر الأعمال الموسوعية العربية في القرن العشرين الذي استطاع من خلالها حسب رأى البعض إعطاء نظرة جديدة موسوعية موضوعية علمية للظاهرة اليهودية بشكل خاص، وتجربة الحداثة الغربية بشكل عام.
كان لـ"المسيري" عدد من الأطروحات الفكرية والتي من أبرزها ما طرحه حول "المجتمع التراحمي" و"المجتمع التعاقدي" وإسقاطه لهذه الأطروحة على حياته ابتداء من نشأته في مصر إلى انتقاله إلى أمريكا لإكمال الدراسة.
وفي مقاله المنشور بعد وفاة "المسيري"، لفت الكاتب "بشير نافع، إلى أن المفكر الإسلامي الجزائري "مالك بن نبي" قبل وفاته بسنوات قليلة، نشر مذكراته تحت عنوان شاهد نصف قرن (...) بينما نشر "عبدالوهاب المسيري"، هو الآخر بعضاً من مذكراته تقدم شهادته على نصف قرن آخر، النصف الثاني من القرن العشرين، شاباً وكهلاً، طالباً ومناضلاً ومفكراً، شيوعياً وقومياً وإسلامياً، ومراقباً لأحوال عالمنا الذي عاشه بين مصر والولايات المتحدة.
ويرى "نافع" أن "المسيري" الذي كتب في مجالات النقد الأدبي، العربي والإنكليزي، كتب نصوصا مهمة في الشعر الحديث والقصة، وحتى قصص الأطفال. ولكن إسهاماته الكبرى كانت في دراسة اليهود والصهيونية، في قراءته للعلمنة، وفي تحليله لإشكالية التحيز.