صدام عسكري وشيك شرقي سوريا بين إيران وروسيا

السبت 6 يوليو 2019 10:57 ص

تشهد منطقة شرقي سوريا استنفارا عسكريا غير مسبوق بين الميليشيات الموالية لإيران والقوات الروسية الداعمة للنظام على خلفية مساعي موسكو لتحجيم نفوذ طهران في تلك المنطقة.

وذكرت مصادر، وفق هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أنه من غير المرجح أن تقبل طهران بسهولة تحجيم نفوذها أو تخفيف حضورها بالمنطقة.

ويكتسي شرق سوريا المحاذي للحدود مع العراق، أهمية خاصة لإيران؛ حيث ترمي عبره تشييد جسر يربطها بشرق البحر المتوسط، وبحليفها "حزب الله" في لبنان.

وتتقاسم القوات الإيرانية والروسية من جهة، و"قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من جهة ثانية المنطقة، بعد طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" منها.

وحسب مصدر أمني عراقي رفيع، ارتفع منسوب التوتر بين قوات البلدين في منطقة شرقي سوريا إلى حد الاستنفار العسكري "وهو ما كاد يتدحرج إلى اشتباك بينهما".

التوتر مردّه، حسب المصدر العراقي، إلى قيام القوات الروسية بمنع فصائل حليفة لإيران من التمركز في عدد من المناطق بما في ذلك نقطة حدودية مع العراق.

وأكًد مصدر في "غرفة عمليات حلفاء سوريا"، التي تضم "الحرس الثوري" الإيراني و"حزب الله" اللبناني وفصائل عراقية، هذه الأنباء، دون إعطاء المزيد من المعلومات.

وعلى مدى الفترة الماضية، حرصت إيران على تعزيز تواجدها في شرق سوريا، مع مساعيها المستمرة إلى استقطاب العشائر في تلك الأنحاء.

ووفقا لمصدر سوري مطلع، فإن رأس جبل جليد الخلاف يتمحور حاليا حول نقطتين؛ الأولى: مشروع سكة الحديد الواصل بين إيران وسوريا عبر العراق والذي يمر في محافظة دير الزور حيث حصل الاستنفار الأخير.

أما الخلاف الثاني فيتمحور حول استلام إيران لمرفأ اللاذقية الذي سيكون المحطة الأخيرة في مسار السكة الحديدية.

كان مدير شركة خطوط سكك الحديد الإيرانية "سعيد رسولي"، أكد قبل أيام، وخلال لقاء مع نظيريه السوري والعراقي، أن خط السكك الحديدية سينطلق من ميناء الإمام الخميني في إيران، مرورا بشلمجة على الحدود العراقية، ومدينة البصرة العراقية، ليصل إلى ميناء اللاذقية.

الوجود الإيراني على البحر المتوسط مصدر قلق بالنسبة لروسيا التي تريد أن تكون صاحبة القوة الرئيسية على الساحل الشرقي للمتوسط، وهو ما يضمنه لها مرفأ طرطوس الذي استأجرته لمدة 49 عاما.

ورغم أن إيران حصلت على حق التشغيل التجاري حصرا لمرفأ اللاذقية أواخر 2018، إلا أن مجرد وجود إيران هناك يشكل قلقا لروسيا التي تملك قاعدة عسكرية قريبة من المرفأ في حميميم، وهو ما قد يُعرّض قواتها للخطر حال حدوث أي توتر كبير بين إيران و(إسرائيل) أو بين إيران وأمريكا.

إلى جانب هذا، يقول المصدر السوري إن روسيا تفضّل أن يكون مرفأ اللاذقية مع الصين بدلا من إيران.

نقطة ثالثة، قد تكون أيضا جزءا من مسببات التوتر مرتبطة بالحضور العسكري العضوي الإيراني من خلال فصائل سورية دربتها طهران، وهي تعوّل أن تكرر بها تجربة "حزب الله" في لبنان والحشد الشعبي في العراق.

يشار إلى أن الوجود الإيراني، يشكل أيضا، أحد الأسباب الرئيسية في تردد الإدارة الأمريكية في عملية سحب قواتها من تلك البقعة الجغرافية.

وسبق أن أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، عن قرار مفاجئ بسحب القوات الأمريكية، وقوامها أكثر من ألفي عنصر من سوريا، بيد أنه جوبه بمعارضة شديدة من الداخل والخارج، خاصة أن الأسباب الموجبة لهكذا انسحاب لم تنتف بعد ومنها الوجود الإيراني.

ويرجح على نطاق واسع أن يكون تم التوصل خلال المحادثات الروسية الأمريكية لاتفاق بشأن سبل تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، رغم التصريحات الروسية التي تؤكد على رفضها لمنطق الصفقات وحرصها على المحافظة على مصالح كل الأطراف بمن فيها إيران.

المصدر | الخليج الجديد + بي بي سي

  كلمات مفتاحية