استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

تحذيرات تؤخذ على محمل الجد!

الاثنين 15 يوليو 2019 12:05 م

إعادة الانتخاب تشكل الهاجس الأكبر لدى ترامب الذي يخلو سجله من أي إنجاز في السياسة الخارجية.

إيران استثمرت في البنى التحتية للمقاومة خلال عقود ولهذا المحور استراتيجية واضحة بعكس دول محور الاعتدال العربي.

تحذيرات نصرالله تستهدف جزئياً الساحة الأمريكية لأن الرئيس لا يدخل حربا كبيرة في الشرق الأوسط عشية سنة الانتخابات.

لا يمكن عمليا ألا توسع إيران رقعة الحرب وتكتفي بتلقي ضربات أمريكية دون أن تكون لها القدرة والفرصة لضرب مصالح أمريكا وحلفائها.

*     *     *

تأتي تحذيرات السيد حسن نصرالله الأخيرة بأن إيران ستستهدف إسرائيل والسعودية والإمارات عسكريا في حال اندلعت مواجهة عسكرية شاملة في سياق معادلة الردع التي تحاول إيران فرضها في مواجهتها مع الولايات المتحدة.

بطبيعة الحال، تلتقي هذه التصريحات الأخيرة لحسن نصرالله مع الموقف الإيراني الرسمي الذي يستند إلى تذكير الولايات المتحدة ومن يقف معها بأن هناك كلفة باهظة ستطول الجميع في حال انفجرت الاوضاع واندلعت الحرب التي لا تريدها الولايات المتحدة ولا إيران.

في سنوات سابقة اكتسبت تصريحات حسن نصرالله مصداقية عند الخصوم إذ تأخذها مثلا إسرائيل على محمل الجد.

يحاول حسن نصرالله والإيرانيون التدخل في النقاش العام في الولايات المتحدة من خلال محاولة ترجيح كفة القوى التي تعارض الحرب وتزويدها بذخيرة لاستخدامها في النقاش العام، فهذا هو مجلس النواب الأمريكي يحاول تجريد الرئيس ترامب قرار الحرب ضد إيران.

والحق أنه لا يمكن الحديث عن إجماع أمريكي على عمل عسكري ضد إيران إذ لم تنجح كل محاولات صقور الإدارة الأمريكية لغاية الآن في كسب الرأي العام أو تعبئة الشارع الأمريكي خلف مقولاتهم الصقرية التي توصف العلاقة الامريكية الإيرانية وكأنها لعبة صفرية.

لا يبدو أن محاولة محور الاعتدال العربي بالتعاون مع إسرائيل لردع حسن نصرالله تنجح، فمقولة إن القوى اللبنانية الأخرى تعارض زج لبنان في معركة إيران مع الولايات المتحدة وأن حزب الله لا يمتلك حق توريط لبنان في مواجهة إقليمية محتملة لا تستقيم مع واقع السياسة اللبنانية.

فعلى مدار عقود خلت انتهج حزب الله سياسة خارجية مختلفة عن موقف الحكومة اللبنانية، واللافت أن هذه السياسة الخارجية المستقلة تكتسب شعبية نظراً لانتصار حزب الله على إسرائيل في حرب تموز ونظرًا للشلل الذي دب في أوصال الحكومات اللبنانية المتعاقبة.

على عكس ما يقوله خصوم حزب الله بأن تصريحاته ما هي إلا عنتريات فارغة من أي مضمون، فحزب الله يعني ما يقول، فارتباطه الإستراتيجي مع المشروع الإيراني يدفع الحزب إلى القفز عن منطق الدولة!

فأي محاولة داخل لبنان لتقييد الحزب لن تنجح، لأن الأخير يمثل شريحة واسعة من المجتمع اللبناني، ولأن موازين القوى الحقيقية في لبنان تميل لصالح حزب الله.

ما لا يعرفه خصوم إيران وحزب الله في الاقليم أن إيران استثمرت في البنى التحتية للمقاومة على مدار عقود، وأن لهذا المحور استراتيجية واضحة بعكس دول محور الاعتدال العربي التي دخلت في الفترة الأخيرة في تناقضات كبيرة، الأمر الذي أدى إلى ضعف هذا المحور وبخاصة بعد أن تحولت مفردة (الاعتدال) لتصبح تعبيراً ملطفاً للتبعية للولايات المتحدة.

بتقديري ينبغي أن تؤخذ تصريحات حسن نصرالله على محمل الجد، ويبدو أن التحذيرات الإيرانية من أن الحرب في حال اندلاعها ستشمل المنطقة برمتها هي جادة، فلا يمكن عمليا ألا توسع إيران رقعة الحرب وتكتفي بتلقي ضربات أمريكية دون أن تكون لها القدرة والفرصة على ضرب مصالح أمريكا وحلفائها في المنطقة.

لا يمكن لإيران نظريا أن تواجه أمريكا بمفردها دون أن توظف أدواتها وتحالفاتها الإقليمية في سياق منطق رفع الكلفة على أمريكا ومن يقف معها. لكن الأهم بتقديري ليس موقف بعض الدول الخليجية أو إسرائيل وإنما ما يجري على الساحة الأمريكية بعد أن خسر الرئيس ترامب الشارع الأمريكي في مسألة الحرب ضد إيران.

فتحذيرات حسن نصرالله تستهدف جزئياً الساحة الأمريكية، لأنه يعرف جيداً أن الرئيس لا يمكن له أن يدخل في حرب كبيرة في الشرق الأوسط في عام الانتخابات. فمسألة إعادة الانتخاب تشكل الهاجس الأكبر لدى ترامب الذي يخلو سجله من أي إنجاز في السياسة الخارجية.

  • د. حسن البراري - أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأردنية

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية