خلاف بين الجيش والشاباك حول السماح لعمال غزة بدخول إسرائيل

الثلاثاء 16 يوليو 2019 01:04 م

يؤيد الجيش الإسرائيلي السماح لنحو 5 آلاف عامل فلسطيني من قطاع غزة بالدخول إلى (إسرائيل) بغرض العمل. ولكن جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" ما زال مترددا في تأييد هذه الخطوة.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الثلاثاء، إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدرس السماح لنحو 5 آلاف عامل، من سكان قطاع غزة، بالعمل في الزراعة والبناء في التجمعات السكانية الإسرائيلية في مناطق غلاف قطاع غزة.

ولفتت إلى أن بحث هذا الأمر يجري في سياق خطوات إسرائيلية عدة، تهدف إلى الحفاظ على التهدئة في قطاع غزة.

واشارت في هذا الصدد إلى أن الفلسطينيين من الضفة الغربية الذين يحملون تصاريح عمل يعملون بالفعل في البناء بمدينة سديروت، على بعد كيلومترات عدة من غزة، بينما يُمنع الفلسطينيون في غزة من العمل في إسرائيل منذ الانفصال عن القطاع عام 2005.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني إسرائيلي يدعم خطوة السماح لعمال غزة، قوله إن "العمالة الغزية" أرخص تكلفة من التايلانديين الذين تجلبهم إسرائيل، مضيفا: "لن يضطروا (العمال) للنوم في إسرائيل، والأهم من ذلك في حال عملهم، فإنه سيكون لديهم شيء يخسرونه، وبالتالي فإنهم لن يفجروا ويحرقوا الأماكن التي يعملون فيها (خشية فقدان تصاريح عملهم)".

وقبل نحو السنة، بدأ فلسطينيون بإطلاق بالونات حارقة من قطاع غزة باتجاه التجمعات الإسرائيلية المحاذية، ما تسبب بحرائق، من دون أن تتمكن إسرائيل حتى الآن من إيجاد وسيلة لوقف البالونات التي تقض مضاجع الإسرائيليين.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول في الجيش الإسرائيلي، مؤيد لخطوة السماح للعمال، لم تذكر اسمه، قوله: "في غزة، سيختار الناس العمل في إسرائيل على حفر الأنفاق، سيتم فحص كل واحد من الخمسة آلاف شخص في طريقه من وإلى قطاع غزة، وسيكسب 3500 شيكل إسرائيلي (قرابة 1000 دولار أمريكي) في الشهر، مقابل 1000 شيكل (280 دولار أمريكي) من الممكن أن يجنيها في قطاع غزة، في حال كان محظوظا ولديه عمل هناك".

وأضاف: "نحن نتحدث عن 25 مليون شيكل شهريا (أكثر من 7 ملايين دولار) ستدخل إلى القطاع شهريا من خلال العمال، مما سيتيح شراء المنتجات في غزة وتحسين الوضع الاقتصادي هناك، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى هدوء".

وتابع المسؤول الإسرائيلي: "إن أي اشتعال، سوف يعني بالطبع إغلاق الحدود، لكنهم اليوم في مكان لا يوجد لديهم ما يخسرونه فيه".

غير أن الصحيفة أشارت إلى أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" يعارض هذه الخطوة، لأنه "على عكس الضفة الغربية، فإن إسرائيل ليس لها وجود داخل قطاع غزة، وهو ما لا يمكنها من تنفيذ اعتقالات فورية للمشتبهين إذا لزم الأمر".

وقالت الصحيفة: "يخشى الشاباك من أن ترسل حماس العمال إلى داخل المجتمعات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة من أجل جمع المعلومات عن دوريات الجيش الإسرائيلي، والجداول الزمنية المدرسية، والمعلومات الحساسة المماثلة".

وأضافت، نقلا عن "الشاباك"، إنه علاوة على ذلك، تسيطر حماس على الجانب الغزي من المعابر الحدودية مع إسرائيل، بينما في الضفة الغربية تديرها قوات السلطة الفلسطينية بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي، وهذا من شأنه أن يجعل عمليات التفتيش الأمني للعمال الذين يغادرون القطاع ويدخلونه "أكثر صعوبة".

وكانت مؤسسات دولية قد حذرت في السنوات الماضية من خطورة تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية