شرح الكاتب الهولندي "يارنو ريتزن"، الأساليب التي لجأت إليها حكومات في الشرق لأوسط عقب الربيع العربي؛ لإسكات المعارضة عبر "تويتر"، وتحويل منصة التواصل من أداة للشفافية إلى روبوت للدعاية.

وفي مقال بعنوان "كيف دمرت جيوش بحسابات مزيفة تويتر في الشرق الأوسط"، نشره موقع "الجزيرة" الإنجليزية، كشف الكاتب عن وجود آلاف الحسابات المزيفة، تستخدم في أوقات الأزمات السياسية من أجل إسكات المعارضين ولجم أصواتهم ومنع المواطنين من سماعها. 

وتعتمد تلك الحكومات على برنامج "ديافولو" (أي الشيطان باللغة الإيطالية) وهو عبارة عن برنامج يقوم أتوماتيكيا بالدخول على صفحات معنية، وإرسال تغريدات لأي عدد من الحسابات المضافة لـ"تويت ديك"، أو لوحات قيادة، ما يتيح التلاعب بـ"تويتر" ومنابر التواصل الاجتماعي، التي نظر إليها على أنها وسيلة للتحرير أثناء ثورات الربيع العربي 2011.

وأضاف "ريتزن" أن "ديافولو" طوره موظف في شبكة قنوات سعودية كوسيلة مختصرة لزيادة المشاركة لشبكات "تويتر". 

وقال مطور "ديافولو" الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: "أرادت القنوات أن تصل أشرطة الفيديو إلى أكبر عدد من المشاهدين، ولهذا قاموا بنشرها على التويتر وكانت مهمتي هو فتح أكبر عدد من الحسابات على تويتر ونشر أشرطة الفيديو على كل واحد".

وأضاف: "كان هناك أربع لوحات قيادة للحسابات وكل واحد منها احتوى على 100 حساب على تويتر".

وتابع: "قمت ببناء البرنامج في أقل من أسبوع ولم أكن أريد الجلوس أمام جهاز الكمبيوتر، وكان البرنامج يقوم بالمهمة"، مشيرا إلى أنه قام ببيع البرنامج لجهة (لم يحددها) مقابل المال.

ورصدت "الجزيرة" أن عدد الحسابات المزيفة التي استخدمت كان أكبر 40 ضعفا من الرقم الذي زعم صاحب البرنامج أنه استخدمه، فعدد الحسابات التي استخدمت "ديافولو" هو 17.000 وليس 400 حسابا.

واعتبر كاتب المقال، أن الروبوتات الإلكترونية غزت "تويتر" الناطق باللغة العربية، وأغرقته بدرجة أصبح فيها الحوار حول السياسة أو الموضوعات الخلافية مشحونة بالغضب والتشوش، كذلك أصبحت التغريدات الخلافية تواجه فيضانا من مئات الحسابات المجهولة والمشكوك بها والتي وجدت من أجل الدفع باتجاه رواية معينة.

ووفق تحقيق "الجزيرة" التي قامت بتجربة لشراء حسابات مزيفة وأعادت نشر تغريدات مستخدمين حول العالم، فإن خلق وإدارة حسابات مزيفة أصبحت تجارة رائجة على الإنترنت، مشيرة إلى وجود مواقع تعرض كل شيء من مئات الحسابات إلى استئجار جيش من الروبوتات الإلكترونية الجاهز للزحف.

ومن آن لآخر، تعلن "تويتر" عن حذف ملايين الحسابات المزيفة والمقفلة، في محاولة منها لجعل بيانات مستخدميها أكثر دقة.