دراسة: أصحاب المليارات «مهندسون» ذوي ثروات كبيرة وتركات دائمة

الأربعاء 17 يونيو 2015 05:06 ص

كشفت دراسة تحليلية لألف وثلاثمائة ملياردير لعام 2015 أن أصحاب المليارات مهندسون بارعون ذوي ثروات كبيرة وتركات دائمة في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وآسيا، جمعت بياناتهم على مدى السنوات الـ19 الماضية بين عامي 1995-2014 في 14 من أكبر أسواق أصحاب المليارات، والتي تمثل 75% من ثروات أصحاب المليارات حول العالم، وبالإضافة إلى إجراء مقابلات مباشرة وجها لوجه مع أكثر من 30 مليارديرا.

تكوين الثروات 

وأشارت دراسة أطلقها مصرف «يو بي إس» السويسري وشركة «برايس ووترهاوس كوبرز»، إلى أن  917 مليارديرا عصاميا نجحوا في تكوين ثروة تفوق قيمتها 3.6 تريليون دولار أمريكي حول العالم، وبدأت رحلة العديد منهم في مرحلة الشباب، حيث أطلق 23% منهم أول مشاريعهم الناجحة قبل بلوغهم سن 30 عاما، فيما قام 68% بذلك قبل بلوغهم سن الـ40 عاما.

قال «جوزيف ستادلر»، الرئيس العالمي لـ«فائقي الثروة الصافية»: «نحن نعيش حاليا في عصر الفرص والتكوين المتسارع للثروات، والذي يشبه العصر الذهبي في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، عندما دفعت ريادة الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا أول أمواج الابتكار في التاريخ المعاصر، ولكن تكوين الثروة مسألة دورية، وقد استفدنا على مدى العقود القليلة الماضية من مكانتنا القوية في هذه الدورة».

وفيما يشترك أصحاب المليارات عادة بعدة صفات شخصية –مثل الإقبال على المخاطرة، والتركيز الكبير على الأعمال وأخلاقيات العمل القوية– إلا أنهم اتبعوا أساليب مختلفة لتكوين ثرواتهم.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، كان قطاع الخدمات المالية العامل الأكبر في تكوين ثروات أصحاب المليارات العصاميين 30%، وبلغ متوسط ثروة كل ملياردير في القطاع 4.5 مليار دولار أمريكي، ومن جهة ثانية، كون أصحاب المليارات العصاميين من أوروبا 49.5% وآسيا 20% ثرواتهم اعتمادا على قطاع المنتجات الاستهلاكية خلال العقدين الماضيين، ومع متوسط ثروة قدرها 5.7 مليار دولار أمريكي، يعتبر رواد الأعمال الأوروبيين أكثر ثراء من نظرائهم في آسيا 3.2 مليار دولار أمريكي حتى الآن.

ومع ذلك، فإن عدد أصحاب المليارات العصاميين في آسيا فريد من نوعه لأن تكوين الثروة في المنطقة تم في مرحلة حديثة جدا بالمقارنة مع بقية أنحاء العالم، ويعتبر أصحاب المليارات الآسيويين عموما أصغر سنا من نظرائهم في العالم، حيث يبلغ متوسط أعمارهم 57 عاما، وهو أصغر بـ10 سنوات من أصحاب المليارات في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وبالإضافة إلى ذلك، فقد نشأ قسم كبير منهم في الفقر 25% بالمقارنة مع 8% في الولايات المتحدة الأمريكية و6% في أوروبا، وبنتيجة هذه العوامل، يتوقع كل من «يو بي إس» و«برايس و«وترهاوس كوبرز» أن تكون آسيا المركز الجديد لبروز أصحاب مليارات جددا في المستقبل.

حماية الثروة

وتتخطى أعمار أكثر من ثلثي أصحاب المليارات في العالم عتبة الـ60 عاما، ولديهم أكثر من طفل واحد، مما يجعل مفاهيم الحفاظ على الثروة ونقلها وتوريثها مسائل في غاية الأهمية، وتنخفض الثروة على مر الزمن، وخاصة في ظل تزايد أعداد الأفراد في العائلات، ومع تقدمهم في السن، يواجه أصحاب المليارات صعوبة في اتخاذ القرار الصعب حول ما يتوجب القيام به حيال الشركات التي كوّنت ثرواتهم: هل يحتفظون بها أو يقومون ببيعها كلها أو أقساما منها؟

وخلصت الدراسة إلى أن معظم أصحاب المليارات العصاميين في أمريكا وأوروبا اختاروا الاحتفاظ بشركاتهم وتعزيز ثرواتهم 60%، فيما أعرب الثلث 30% عن ميلهم إلى بيع أقسام من الشركات عبر الاكتتاب العام أو البيع؛ وفضل 10% بيع كل شيء.

وقال «مايكل سبيلاسي»، الرئيس العالمي للثروة في «برايس ووترهاوس كوبرز» الولايات المتحدة الأمريكية: «ارتبط تكوين ثروة أصحاب المليارات على مدى العقدين الماضيين بالأسواق المالية التي اتسمت بحركة بطيئة أو –الأسوأ من ذلك– بتقلباتها الشديدة في أي لحظة، ومن هنا تأتي أهمية التخطيط الاستراتيجي بالنسبة للحفاظ على الثروة، سواء كان ذلك عبر الشركات العائلية، أو الاستثمارات الشخصية أو بأي وسيلة أخرى».

وتظهر الدراسة أن الغالبية العظمى من أصحاب المليارات العصاميين الذين قاموا ببيع كل شيء أصبحوا مستثمرين ماليين مستقلين يسعون إلى تحقيق أهداف محددة تعود عليهم بالفائدة، و/أو تفويض المال لشركة عائلية أو أحد المستشارين الماليين الشخصيين.

وفي أوروبا وآسيا، يبدو أصحاب المليارات أكثر ميلا نحو تشكيل عائلة أعمال مع مبادرة عائلات أصحاب المليارات في أوروبا 57% وآسيا 56% إلى استلام الشركات العائلية بعد تقاعد كبير العائلة أو مؤسسها، فيما يبدو هذا السيناريو أقل احتمالاً في الولايات المتحدة الأمريكية 36%.

التركات والأعمال الخيرية

ويزداد اهتمام أصحاب المليارات اليوم بالأعمال الخيرية، ويقدمون دعمهم للتعليم، وخدمات الرعاية الصحية، والقضايا الإنسانية في شتى أنحاء العالم، وعلى وجه الخصوص، يميل هؤلاء الأشخاص إلى التركيز على الجهود التي تعطي نتائج ملموسة وقابلة للقياس، حيث يطلعون على عدد الأشخاص الذين تأثروا بعطاءاتهم السخية، ويتلمسون تحسن الظروف الصحية أو المعيشية، أو يقدمون التمويل اللازم للعديد من المسائل المختلفة عبر قروض متناهية الصغر.

وتبرز الأعمال الخيرية واضحة في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى سبيل المثال، انضم أكثر من 100 شخص من أصحاب المليارات في أمريكا إلى حملة «تعهد العطاء» التي أطلقها «بيل جيتس» في عام 2010، ووافقوا على التبرع بأكثر من 50% من ثرواتهم لصالح الأعمال الخيرية. ويتوقع كل من مصرف «يو بي إس» وشركة «برايس ووترهاوس كوبرز» أن تسهم مبادرة «تعهد العطاء» والمساهمات الفردية في زيادة الأعمال الخيرية بمختلف أشكالها على مدى العقدين المقبلين.

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة أوروبا آسيا الثروة

أغنى 6 سعوديين يملكون نحو 45 مليار دولار