الشيخ الصباح أكد لمشعل التزامه الحل المصري

الاثنين 21 يوليو 2014 12:07 م

الشرق الأوسط

استبق خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، لقاءه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الدوحة، مساء أمس، بزيارة خاطفة إلى الكويت التقى خلالها أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة والجهود المبذولة للتوصل إلى حل للأزمة. وأكد أمير الكويت تمسكه بالمبادرة المصرية للتهدئة ووقف إطلاق النار في غزة. وفي غضون ذلك، وجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي سيتوجه إلى القاهرة، انتقادات حادة لحماس ووصف موقفها بـ«المتعنت»، داعيا الحركة إلى قبول وقف إطلاق النار.

وكان مرتقبا أمس عقد اجتماع في العاصمة القطرية الدوحة يضم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وعباس، بحضور أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لبحث جهود التهدئة في غزة، في الوقت الذي أكدت فيه الدوحة أنها لن تمارس أي ضغط سياسي على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لدفعها لقبول وقف غير مشروط لإطلاق النار مع إسرائيل.

وكان مصدر قطري مسؤول قال أمس إن الاجتماع الثلاثي سيرأسه الشيخ تميم آل ثاني، الذي يعمل «كقناة اتصال» بين حماس والمجتمع الدولي. وأضاف، حسب وكالة «رويترز»، أن «قطر عرضت مطالب حماس على المجتمع الدولي، وأن هذه القائمة قدمت لفرنسا وللأمم المتحدة، والمحادثات الثلاثية ستكون مزيدا من التفاوض بشأن هذه الشروط».

وتطالب حركة حماس بأن يتضمن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع الجانب الإسرائيلي إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة والالتزام باتفاق 2012 والإفراج عن أسرى أعيد اعتقالهم مؤخرا وفتح المعابر الحدودية بين غزة وإسرائيل ورفع الحصار الإسرائيلي عن ميناء غزة البحري.

من جهتها، أكدت مصادر في حركة حماس لـ«الشرق الأوسط» أن مشعل سيبحث مع عباس في الدوحة شروط حماس التي قدمتها لقطر وتركيا والجامعة العربية ولعباس نفسه، وسيطلب منه تبني هذه الشروط إما عبر إقناع المصريين بإدخالها إلى مبادرتهم أو عبر طرح مبادرة أخرى.

وبحسب المصادر، فقد حظيت شروط حماس للتهدئة بـ«مباركة» قطرية وتركية، وأن «حماس في ظل المجازر الجديدة بحي الشجاعية في غزة، لن تتنازل عن مطالبها، لأن هذه المجازر تؤكد أحقية المطالب». وقدمت الشروط بالتنسيق مع «الجهاد الإسلامي» والفصائل الأخرى.

وكانت التطورات في غزة موضوع محادثة هاتفية أجراها خالد العطية وزير خارجية قطر، مع أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركية، أمس. وقالت وكالة الأنباء القطرية إن الوزيرين بحثا «آخر تطورات الوضع في قطاع غزة والسبل الكفيلة لإنهاء العدوان الإسرائيلي».

وفي زيارة خاطفة، توجه مشعل إلى دولة الكويت، حيث استقبله أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وعلمت «الشرق الأوسط»، نقلا عن مصادر دبلوماسية رفيعة، أن اللقاء تخلله سؤال من مشعل عن نية الكويت إطلاق مبادرة لحل الأزمة في غزة، وهو ما ردت عليه الكويت بالنفي، مؤكدة التزامها بالمبادرة المصرية التي تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار تنفيذا لاتفاق التهدئة الموقع عام 2012. وأوضحت المصادر أن الكويت تعد كثرة المبادرات المتعلقة بالأوضاع في قطاع غزة من شأنها إطالة أمد الأزمة وتشتيت الجهود العربية لوقف العدوان، مع تأكيد الكويت في الوقت ذاته التزامها بأي جهد عربي من شأنه إنهاء الأزمة في غزة.

وبينت المصادر أن مشعل عرض خلال اللقاء تطورات الأوضاع في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي حصد أكثر من 400 قتيل وقرابة 2800 جريح، ودمر مئات المنازل.

ومن جانبه، التقى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح أيضا مشعل. وذكر بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية الكويتية، وقوف دولة الكويت إلى جانب الشعب الفلسطيني وإدانة ما يتعرض له من أعمال إجرامية وعدوانية إسرائيلية في قطاع غزة، والتي أدت إلى مقتل وإصابة الكثير من الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن.

وذكر البيان أن الشيخ صباح الخالد جدد دعوته للمجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته الإنسانية وممارسة الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ودعم الجهود الرامية لتحقيق السلام العادل والشامل. واختتم البيان بتأكيد التزام دولة الكويت ودعمها ما جاء في المبادرة المصرية.

ومن المقرر أن يلتقي اليوم (الاثنين) أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال زيارته للبلاد ضمن جولته في منطقة الشرق الأوسط لإنهاء أزمة قطاع غزة. وبحسب بيان للأمم المتحدة، فإن كي مون سيزور الكويت بصفتها رئيسة الدورة الحالية لجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية، وسيلتقي خلال الزيارة التي تستمر ثلاث ساعات الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح.  

يشار إلى أن جولة الأمين العام للأمم المتحدة في الشرق الأوسط تشمل المملكة العربية السعودية والكويت وقطر ومصر والأردن ورام الله وإسرائيل. ويذكر أن دولة الكويت أعلنت تبرعا بقيمة عشرة ملايين دولار للشعب الفلسطيني خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي ترأسته الكويت في القاهرة الأسبوع الماضي. كما أطلقت جمعية الهلال الأحمر الكويتي، أمس، بمبادرة من أمير الكويت الرئيس الفخري للجمعية، حملة تبرعات شعبية لصالح الشعب الفلسطيني في غزة.

  كلمات مفتاحية