بالعسل وماء الذهب.. ترميم مصحف تاريخي في تركيا

الثلاثاء 23 يوليو 2019 10:35 م

حفظا لحق الأجيال المقبلة في الاطلاع على الجواهر التاريخية، تتواصل بتركيا أعمال ترميم مصحف عمره 455 عاما، تمهيدا لعرضه في أحد المتاحف التابعة لإدارة القصور الوطنية في البلاد. 

مصحف صُنع غلافه من الجلد الطبيعي والمدهون بالذهب، وقُدّم كهبة للقصور العثمانية في الأول من يوليو/تموز 1816، من قبل "خادمة ديلسازا"، إحدى زوجات السلطان العثماني "محمود الثاني"، حسب سجلات الأرشيف التركي.

 ويشرف على ترميم المصحف، التركي "أحمد قورناز"، مؤسس ورشة التجليد التابع لإدارة القصور الوطنية.

وفق المصادر نفسها، فقد تم الانتهاء من كتابة المصحف التاريخي في 10 فبراير/شباط 1564، من قبل الخطّاط علي الشهير بـ"أبي الحسن الأُسيلي".

وفي حديث للأناضول حول طبيعة عمله وتفاصيل ترميم المصحف التاريخي، قال "قورناز" إنه بدأ بتعلّم فن التجليد في سن صغيرة على يد والده الذي كان مسؤولا عن ترميم المؤلفات التاريخية بمكتبة السليمانية الشهيرة بإسطنبول.

وبعد عمله لسنوات في مساعدة والده، افتتح "قورناز" ورشته التي يواصل فيها منذ عام 1988 ترميم القطع الجلدية، والأوراق لصالح إدارة القصور الوطنية التركية.

وأوضح "قورناز" أنه يجمع في عمله بين الأساليب القديمة والحديثة المتعارف عليها في فن التجليد، ويختار بنفسه نوعية الجلد الذي سيستخدمه في أعماله.

وأشار إلى أنه أتمّ ترميم أكثر من ألفي مؤلف منذ افتتاح ورشته وحتى الآن.

وتابع قائلا: "شملت أعمال الترميم التي أنجزتها حتى الآن مؤلفات تابعة لمكتبة السلطان العثماني عبد المجيد أفندي، والأرشيف العثماني، وغمد سيوف تاريخية عليها".

وفيما يخص ترميم المصحف التاريخي، قال المجلّد التركي إنه بدأ العمل فيه قبل 6 أشهر.

ولفت إلى أن أعمال ترميم المؤلفات والقطع التاريخية التي يتولاها، تبدأ بتأمين المستلزمات اللازمة لذلك العمل، ويشترط أن تكون طبيعية وتتطابق مع النسخة الأصلية للقطعة المراد ترميمها.

كما أشار إلى أن غلاف المصحف التاريخي مصنوع من جلد الماعز الطبيعي، ومدهون بماء الذهب، مبيناً أنه يستخدم الطرق والأساليب القديمة في ترميمها.

وعن طريقة استخدامه الذهب في زخرفة المؤلفات التاريخية، قال "قورناز" إنه يفضّل الذهب ذو العيار 23 في أعماله، وذلك بعد عجنه يدوياً بالعسل من 7 إلى 8 ساعات.

وأعرب عن شعوره بالسعادة لترميمه المؤلفات والمقتنيات التاريخية.

وأردف: "إنه لشعور جميل أن تساهم في إحياء المؤلفات التاريخية القادمة إلينا من أجدادنا. وأنا بدوري أستمتع لممارستي هذا العمل، مدركا في الوقت نفسه عظمة الأشخاص الذين أنجزوا هذه الأعمال في الماضي بهذه الروعة، نظرا لقلة الإمكانيات في تلك العهود".

وانطلاقا من رغبته في نقل إرث التجليد إلى الأجيال المقبلة، يواصل "قورناز" منذ 3 سنوات، تقديم دورات في فن التجليد، وترميم المؤلفات التاريخية.

وحول محتوى الدورات التعليمية هذه، قال "قورناز" إنها تتضمن في المرحلة الأولى تعليم أساليب الترميم والتجليد القديمة، ومن ثم الانتقال إلى الأساليب والطرق الحديثة.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

التراث العثماني