فيلم أفليك الجديد.. أب يحاول النجاة بطفلته في عالم بلا نساء

الاثنين 29 يوليو 2019 02:22 م

هناك شعور بأن الفيلم الجديد للممثل "كيسي أفليك" (شقيق بن أفليك) والذي كان عرضه العالمي الأول في مهرجان برلين، يتم تهريبه عبر باب خلفي، فصحيح أن "أفليك" حائز على جائزة الأوسكار، لكن سمعته تأثرت بشدة بعد مزاعم التحرش الجنسي ضده.

جاء فيلم Light of My Life إلى برلين دون ضجة كبيرة وتم وضعه في قسم البانوراما بدلا من المنافسة الرئيسية، لكنه فيلم رائع وحميم وصُمم بشكل جميل ومكثف بشكل لا تجده في معظم دراما الخيال العلمي.

يلعب "أفليك" دور أب شغوف، يظهر للمرة الأولى من منظور علوي وهو يروي قصة لطفله قبل النوم، تدريجيا ندرك أنهم في خيمة في أعماق الغابات، يختبئون من العالم، حيث أدى فيروس غامض يطلق عليه "الطاعون الأنثوي" إلى وفاة معظم النساء في العالم، وتتنكر الطفلة كصبي، لئلا تقتل هي أيضا.

يصور الفيلم الذي أخرجه "أفليك" أيضاً، برية الغابات الجميلة التي يعيش فيها الأب وابنته، في أبرد فترة من الشتاء، حيث لا توجد أشعة الشمس هنا. الضوء دائما رمادي، كما تضيف الخلفية الموسيقية الحزينة إلى الإحساس المنذر.

يحتاج الأب والطفلة للفرار بمجرد معرفة مكانهم في الغابة، لقد وجدوا منزلاً مهجوراً يغطيه الغبار. يبدو أن هذا هو المنزل الذي عاش فيه الأب ذات مرة مع زوجته، التي شوهدت في ذكريات الماضي، وماتت منذ فترة طويلة، حيث يبقون فترة من الوقت ثم يضطرون للعودة خارجا.

في بعض الأحيان، يشبه فيلم Light of My Life الأفلام التي يواجه فيها طفل وبالغ الحياة معاً، ويشحذون مهارات البقاء على قيد الحياة، في عالم مستقبلي، حيث ينقل "أفليك" اعتماد الثنائي على بعضهما البعض وقوة الروابط العاطفية، ويقول الأب للطفلة: "مهما حدث، سأكون دائمًا معك"، إنها قوية وتعتمد على نفسها بنفسها.

يستخدم "أفليك" الضوء الطبيعي حيثما كان ذلك ممكنًا، إنه يملأ الفيلم بصور مرسومة بحب من الغابات والحقول المغطاة بالثلوج، لكن الطبيعة ليست لطيفة دائماً، حين يقترب الأب وابنته من التجمد حتى الموت، ولا يمكنهم أبدا معرفة ما إذا كان الغرباء الذين يواجهونهم ودودين أم عدائيين.

بالنسبة للأكشن، فإن مشاهد القتال مبنية بذكاء، وتم تصويرها في ضوء غامض لا يمكننا فيه تمييز الخصوم عن بعضهم البعض.

ليس من الصعب كشف المعاني الخفية في الفيلم، إذ يبدو أن "أفليك" كان يكتب السيناريو في الوقت الذي كان يمر فيه بالطلاق، شخصيته في الفيلم مليئة بالندم، وقال: "على الرغم من كل الخيال العلمي، فهذه قصة عن كونك والدًا وحيدًا مصابا بالأسى على فقدان عائلة"، الفيلم مظلم، وأحيانًا يكون قاتماً، لكنه في الوقت ذاته يعبر عن مشاعر صانعه بطريقة بالغة الجمال.

المصدر | الإندبدنت

  كلمات مفتاحية

فيلم جديد كيسي أفليك