نساء أفغانستان على طاولة التفاوض مع حركة طالبان

الثلاثاء 30 يوليو 2019 02:33 م

أكد دبلوماسيون أن المرأة الأفغانية لا تعد أولوية بأي حال من الأحوال بالنسبة للمجتمع الأفغاني، وهو ما اتضح في محادثات "طالبان" مع المسؤولين الأمريكيين.

وبعد تعيين "زالمي خليل زاد" ممثلا خاصا عن عملية صلح أفغانستان لدى الولايات الأمريكية في سبتمبر/أيلول 2018، بدأت تلوح في الأفق أخيرا، نهاية أطول حرب خاضتها أمريكا.

وبعد إعلان "دونالد ترامب" المفاجئ في نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول 2018 أن الولايات المتحدة الأمريكية ستسحب 7000 من قواتها من البلد، تزايدت الضغوط على "خليل زاد" بشدة، ليضمن اتفاقا مع طالبان.

وبات يخاف العديدون من أن يسعى "ترامب" إلى الانسحاب من أفغانستان بغض النظر عن العواقب، خاصة بالنسبة لنساء هذا البلد، حيث يعد تقدم النساء الأفغانيات ضروري لأفغانستان ككل، إلا أن النساء اختفين فجأة من تغطية وسائل الإعلام الدولية كما اختفين في جزء كبير من المجتمع الأفغاني.

ويعترف العديد من الدبلوماسيين بأن حقوق المرأة ليست أولوية قصوى في المحادثات مع طالبان: "فهي فكرة جيدة لكنها ليست ضرورية، ونظرا للطريقة البشعة التي كانت تعامل بها جماعة طالبان النساء، عندما تولت شؤون البلاد عام 1990، يُحتمل، أن تجهض هذه الفكرة من البداية".

وفي تقرير لموقع "قنطرة" الألماني، بعنوان "نساء أفغانستان على طاولة التفاوض مع حركة طالبان"، قال إن قيادة طالبان تدرك أن لديها مشكلة بخصوص صورتها، وقد يكون هذا المشكل كارثيا "فالمجتمع الدولي نبذ حكومتها في التسعينيات من القرن الماضي، وذلك راجع إلى حد ما إلى طريقة تعاملها مع النساء".

ومن أجل قبولها كحركة سياسية شرعية، وشريكا مناسبا في أي اتفاق بشأن تقاسم السلطة في المستقبل، تؤمن مجموعة "طالبان" بأن عليها أن تبرهن تغييرها لأفكارها، ولو قليلا.

وأصبحت "طالبان" تقول إن الفتيات يمكنهن الذهاب إلى المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرة طالبان والتي تشكل 60% من مساحة البلاد تقريبا، مادام الفصل بين الجنسين قائما.

ويعد ذلك بحسب الموقع، "تَحسُّنا لا بأس به مقارنة مع الجيل السابق، عندما منعت حكومتها كل الفتيات تقريبا من حضور المدارس، ومنعت النساء من العمل خارج المنزل".

وفي استطلاع للرأي قالت مئات النساء الأفغانيات إن أكثر المشاكل التي يعانين منها هي "نقص التعليم والأمية"، ومن الضروري أيضا دعم الرعاية الصحية للأفغانيات، إذ تواجه امرأة من بين كل 10 نساء في أفغانستان خطر الوفاة أثناء الولادة.

وضع قطاعي التعليم والصحة

ورغم أن النساء الأفغانيات خطين خطوة كبيرة منذ أن أُبعدت طالبان من السلطة في عام 2001، فإن مكاسبهن في خطر بحسب التقرير، وهناك الكثير مما ينبغي القيام به.

وفي استفتاء أجري مؤخرا وشمل 1500 أفغاني، قالت النساء إن أكثر المشاكل التي يعانين منها هي نقص التعليم والأمية. الاستثمار في التعليم وخلق فرص تدر ّ مدخولا للنساء أمر ضروري، شأنه في ذلك شأن مضاعفة الجهود للنهوض بالرعاية الصحية للمرأة.

وصف التقرير أن "الوضع مؤلم إلى درجة أن قادة طالبان يطلبون من الحكومة والمنظمات غير الحكومية إرسال المزيد من القابلات للمناطق الخاضعة لسيطرتهم. كما أن عدد الفتيات في المدارس يتراجع، والميزانية المخصصة للحماية القانونية للنساء تنخفض، والنساء في الحياة العامة يتعرضن للتحرش والعنف".

وتمثل معالجة هذه القضايا أمرا ضروريا ليس فقط للنساء الأفغانيات، بل حتى لأطفالهن وعائلاتهن والبلد.

واقترح الموقع أن "أفضل طريقة تضمن تمثيل مصالح المرأة في محادثات السلام هي ضم النساء إلى طاولة النقاش، مع منحهن دورا متساويا في المفاوضات بشأن أي عملية سلام وتصميمها وتنفيذها"، حيث يعد فشل عمليات السلام التي تشارك فيها النساء ضعيفة في المتوسط، كما أنه من الأرجح أن يدوم أي اتفاق يصلن إليه.

ويُشار أن مجموعة من النساء الأفغانيات عملن مع ممثلي طالبان في أوسلو عام 2015، وتعمل كل هؤلاء النساء كمسؤولات عاليات المستوى في الحكومة وناشطات.

وتقول "شُكرية باراكزاي"، السفيرة الأفغانية لدى النرويج التي حضرت المفاوضات، والتي كانت تدير مدرسة سرية خلال نظام طالبان، إن النساء لم تكن لديهن أي شكوك بشأن إجبار حكومة طالبان على تبرير طريقة تعاملها مع النساء في الماضي.

وتضيف قائلة: "لن يصدق معظم الناس أننا كنا قاسين جدا في حكمنا على حكومة طالبان، لقد كانت تستمع بصبر إلى ما كنا نقوله واحترمته، وكان واضحا أنها ليست طالبان التي واجهناها في تسعينيات القرن الماضي".

دعم تفاوض طالبان مع الأفغانيات

ولفت الموقع أن المجتمع الدولي ملزم بالتدخل، ففي إطار المهمة الحالية للناتو، أرسلت 39 دولة قواتها إلى أفغانستان، وتقدم العديد من الدول الأخرى المساعدات لها. و"سيكون التزامه ضروريا لدعم أي اتفاق بشأن السلام، وعليه استعمال هذه القوة لضمان مشاركة النساء في طاولة المفاوضات".

واقترح المقال أنه "يمكن لهذه الدول إطلاق حوار مواز غير رسمي ودعمه، ويركز هذا الحوار على حقوق المرأة بشكل حصري. وعليها الرفع من الدعم الموجه للقطاعات الحساسة مثل صحة المرأة وتعليمها".

وتابع أن "أي اتفاق تنقصه ضمانات بشأن معاملة نصف سكان أفغانستان ليس ذي قيمة، وأي اتفاق بشأن السلام لم تشارك النساء في التفاوض بشأنه أبعد من أن يستمر".

واختتم الموقع مؤكدا أن "حقوق المرأة في أفغانستان وغيرها من البلدان الأخرى، ليست سياسة خارجية "زائدة"، بل هي ضرورية لأي جهود جادة تسعى لحل النزاعات".

المصدر | الخليج الجديد + ميدل إيست أونلاين

  كلمات مفتاحية

نساء أفغانيات أفغانية المرأة الأفغانية

قطر تعلن نجاح محادثات السلام الأفغانية بالدوحة

ترامب يجتمع بمسؤولي إدارته لبحث خطط الانسحاب من أفغانستان

طالبان ترفض سفر النساء بمفردهن أكثر من 72 كم