إعلام الإمارات ينهش من «بن تيمية» باتهام «الإخوان» وإيران!

الأحد 21 يونيو 2015 12:06 م

تشن الصحافة الإلكترونية في أبوظبي حملة منظمة يقودها نخبة من الكتاب المقربين لولي عهد أبوظبي موجهة ضد الإمام «بن تيمية»، وذلك بتصويره كصنم في نظر أتباعه، وإرهابي يحرق الكتب وينزعون عنه لقبه الذي اشتهر به لقرون «شيخ الإسلام».

يتولى الحملة «علي بن تميم» أمين جائزة «زايد للكتاب» بمقال «ابن تيمية ذلك الذي حفر حفرة لابن حيّان فوقع فيها»، و«علي أبو الريش» الأديب الإماراتي بمقال «تصنيم ابن تيمية» وغيرهما. وبالتوازي شكلت اللجان الإلكترونية“ - كما يصفها المعارضون - خط دفاع عن مقالين للكاتبين، حتى ذهب بعض المحللين إلى أن القمع في الإمارات الآن سيتوجه للسلفيين بعد وضعت السلطة أعضاء جميعة «الإصلاح» (المحسوبة على الإخوان) في سجون الإمارات.

الإعلام الموازي

تمتلك أبوظبي مجموعة من القنوات الإعلامية الموازية والموالية في آن واحد، فعلاوة على مواقع التواصل الاجتماعي تقف المواقع الإلكترونية المساندة والموالية من عينة موقع «الإمارات 24» و«ميدل إيست أونلاين» وموقعي «إم بي سي» و«العربية نت»، معبرة عن النظام الحاكم في الإمارات.

فقبل يومين نشر موقع «ميدل إيست أونلاين» تقريرا عن المقال الجدلي للكاتب «بن تميم» عنونته بأن «الإخوان ينسقون مع الإيرانيين لاستهداف الكاتب علي بن تميم»، وأنه تم «تحريف مقال لكاتب إماراتي بهدف الإساءة له».

ومن اللافت أن يأتي التقرير بمقتطفات من مقال «بن تميم» معتبرا التحريف تمثل في نقل عبارة «الوهابية» بدلا عن «السلفيين» وعبارة «من لف لفهم» عوضا عن «الإخوان» ولكن التقرير لم يستطع تجاوز المحتوى الهجومي لمقال «بن تميم» ونيله من شيخ الإسلام بقوله «إن وجهة النظر هذه تعكس ذهنية المفتي الذي يسعى إلى تضليل السلطة ودفعها إلى كراهية العلماء، لينفرد بالمكانة والمنزلة، تلك المكانة التي تجعل صوته يعلو فوق كل الأصوات، حتى فوق صوت الأمير نفسه».

وأضاف «بن تميم»: «واللافت أن ينبري السلفيون والإخوان المسلمون فيهاجمون هذا القرار، متناسين أن ابن تيمية قد أتلف بنفسه مع تلاميذه وأتباعه آلاف الكتب بحجج غامضة، وقد أسهم هذا الإتلاف في فقدنا كنوزا معرفية وأدبية وعلمية هائلة».

خلط ولجان الكترونية

من جانبهم، سارع نشطاء موالون للسلطات الإماراتية في الدفاع عن «بن تميم» مدشنين هاشتاجات عدة، حيث نشر المغرد «علي السويدي» على «تويتر» هاشتاج «علي بن تميم يمثلني»، فيما قال «حامد»: «السب والقذف في الرد على علي بن تميم هو تطبيق حي لما ذكر في مقال ابن تيمية».

وكتب «سيف القمزي» عبر «تويتر»: «لقد لقنت يا دكتور علي بن تميم للداعشيين درسا كبيرا في الكتابة والأخلاق والشجاعة..»، وعلق «بو يوسف الولهان» قائلا: «كانت مقالة على بن تميم عميقة ومنصفة لابن حيان وابن تيمية ونحتاج إلى المزيد..».

أما «زيود آل علي» أو «طبعي شيوخي» فكتب على «توتير»: «مقالاتك جرت السلفية الإخوانية الداعشية المتخفية في الإمارات إلى المستنقع وعرتهم».

وقال «جار القمر»: «كنت وما زلت علي بن تميم وستبقى سهما تقض مضاجعهم العفنة».

وأضاف «صعـ«ألمنآل»ب»: «حسستني بالشفقة على هذيل الكائنات الظلامية ..دعاة الجحيم».

وعلق «حامد الهاشمي» بقوله: «تركيبة الفئة المناضلة لابن تيمية توضّح فعلاً صحة ما كتب في مقال بن تميم».

«أبو الريش» و«بن وقيش»

نشر موقع «24.ae» سلسلة من المقالات كان آخرها قبل يومين لكتاب يهاجمون شيخ الإسلام «ابن تيمية» تالية لمقال «بن تميم» التي نشرها نفس الموقع في 13 يونيو/حزيران الماضي ساهمت في تعرية ما وصفوه بالتحريف والاتفاق الإيراني الإخواني!

الكاتب الإماراتي «علي أبو الريش» كتب مقالا هجوميا من عنوانه «تصنيم ابن تيمية» قائلا: «بعض المسلمين حولوا ابن تيمية إلى صنم من دون الله»، وأضاف: «هؤلاء أنفسهم الذين نصبوا للعالم والفقيه ابن تيمية صنما ووقفوا أمامه أو ربما جثوا على ركبهم، معتبرين ذلك شيئا من الإيمان».

وتحت عنوان «لو كان ابن تيمية بيننا» كتب الإماراتي «ماجد بن وقيش» يهاجم فيها من أطلق عليهم لفظة «المشايخ» قائلا: «ما أود قوله لأولئك المقدسين المقلدين الذين لا يقرؤون ولا يفهمون ويغلقون عقولهم عن الحقيقة، ابعدوا عن الفجور في الخصومة، والأدب عنوان الحكمة، وأقول للمشايخ الكرام كان الأولى بكم، بدلا من الهمز واللمز واستغلال عواطف المجتمع الدينية البسيطة، أن تنصحوا أولئك الذين فجروا في الخصومة ووصلوا إلى الأعراض لا أن تركزوا على من انتقد دون إساءة..».

وكتب «منصور النقيدان» وفي نفس اليوم مقالة طالب فيها بإعادة قراءة «ابن تيمية» ومحاكمة شيخ الإسلام؟!، مدافعا عن مقالة «علي بن تميم» بتوضيح أقبح من مقال صديقه «بن تميم» مدعيا أن: «علماء المسلمين انتقدوا فكر ابن تيمية»، قائلا: «كثير من فقهاء عصره وفضلائهم كفروه، أو بدعوه وضللوه، ورموه بالكذب والادعاء، وكثير ممن ترجم له من غير طلابه وممن جاء بعدهم لمزوه، وأشاروا إلى وصمه بالزندقة».

وتهجم الكاتب «علي الحمادي» مدعيا أن أتباع «ابن تيمية» حولوه إلى معبود كـ«يغوث ويعوق ونسرا»، فقد شن هجوما كبيرا على السلفيين واتهمهم بعدة تهم كاذبة حيث قال: «لا يكاد يمر يوم إلا وتفتعل معركة دفاعية عن ابن تيمية.. فصار المتزمتون يريدون من الناس أن يضحكوا لضحكته، ويغضبوا لغضبته، ويجلدوا بسوطه، ويقطعوا بسيفه، وبسبب الآلة الإعلامية الهائلة لأولئك المريدين فإنهم تمكنوا من الإيحاء بأن لقب “شيخ الإسلام” حكر عليه دون بقية أعلام المسلمين».

اعتقال السلفيين؟

جانب من المغردين الذين أطلقوا هاشتاج بعنوان «الإماراتي علي بن تميم يطعن شيخ الإسلام» نسبوا الهجوم إلى من وصفهم بالمبتدعة. حيث أوضح المغرد «القطري» قائلا: «هدفهم الطعن بالسنة الصحيحة واستبدالها بالصوفية.. من أضرحة ورفعها وعمل زيارات وقريبا التبرك».

وعلق «تامر الشريفي» قائلا: «لا يطعن في ابن تيمية إلا رافضي أو صوفي أو حاقد على أهل السنة والجماعة».

وكتب آخر: «عذرا كتاباته وأطروحاته لا تمثل الإماراتيين بل تمثل الفئة الفاسدة من الفكر المنحرف والمخالف للدين».

وكتب حساب «الشاعر السياسي»: «لا تحتضنك محطات الإعلام ولا تشتهر وتنال المناصب ما لم تشتم بن تيمية ومعاوية رضي الله عنه».

وأضاف «د.محسن المطيري»: «الليبرالي يعادي الإسلاميين بلا تفريق!» .

ورد «المعتصم بالله» السلفي علي مقال «بن تميم» قائلا: «إن كان ابن تيمية أحرق كتب ابن حيان فكيف ترجمت في الغرب؟!».

وعلق «د.صنهات بدر العتيبي» قائلا: «المدعو علي بن تميم (كمثل كلب في حضن عاهرة) يتطاول على قامة في العلم والأدب بحجم شيخ الإسلام أبن تيمية -رحمه الله- !! يا زمان العجايب».

  كلمات مفتاحية

الإمارات محمد بن زايد الإعلام ابن تيمية علي بن تميم علي أبو الريش الإخوان المسلمون إيران

غضب خليجي بعد وصف صحفي إماراتي «بن تيمية» بـ«الجاهل المنافق»

«الإرهاب».. ابن تيمية أم انهيار الدولة؟!

مذيع مصري «داعش صنيعة بن تيمية رب الإرهاب في العالم»

حروب أبوظبى

بالفيديو.. «إبراهيم عيسى»: السلفية والوهابية تؤديان إلى «الإرهاب والقتل»