ن.تايمز: حمزة بن لادن قُتل.. وأمريكا شاركت بالتخلص منه

الخميس 1 أغسطس 2019 07:09 م

أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن "حمزة"، نجل زعيم تنظيم القاعدة السابق "أسامة بن لادن" مات مقتولا، وأن الولايات المتحدة شاركت في عملية التخلص منه.

وجاء تأكيد الصحيفة، الأربعاء، نقلا عن مسؤولين أمريكيين (لم تسمهما)، كشفا عن بعض تفاصيل عملية التخلص من "حمزة"، دون ذكر مكانها أو طبيعة الدور الذي أدته واشنطن بها.

وذكر المسؤولان أن نجل "بن لادن" قتل في وقت ما خلال العامين الأولين من حكم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، وقبل إعلان وزارة الخارجية عن مكافأة مليون دولار لمن يقدم معلومات عن مكان وجوده في شباط/ فبراير الماضي.

ونوهت نيويورك تايمز إلى أن المخابرات والجيش الأمريكي لم يتأكدا في وقت إعلان وزارة الخارجية من مقتل نجل زعيم تنظيم القاعدة السابق.

ورغم أن "حمزة" يحمل اسما مهما ونسبا بارزا في تنظيم القاعدة، إلا أن الأخبار عن وفاته تعد نصرا رمزيا للحكومة الأمريكية، أكثر من كونها تخلصا من تهديد؛ لأن تنظيم القاعدة لم يشن هجمات ضد أهداف أمريكية منذ سنوات، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وفي السياق،  دعا العميل السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) "علي صوفان"، للحذر "لأنه ليس من عادة تنظيم القاعدة تجاهل موت زعيم والاحتفال به بصفته شهيدا"، مشيرا إلى أنه "إذا كانت تقييمات الحكومة الأمريكية صحيحة فإن مقتله سيحدث ضررا على خطط تنظيم القاعدة في التحرك نحو الجيل الثاني لقيادتها".

ونوه "صوفان"، الذي حقق وكتب كثيرا عن تنظيم القاعدة، إلى أن "حمزة بن لادن" لم ينتقد تنظيم الدولة الإسلامية على خلاف قادة تنظيم القاعدة، مرجعا الدافع وراء ذلك إلى "توقعات بعودة أفراد تنظيم الدولة، الذي انفصل عن القاعدة، ويتبنى أيديولوجيتها، إلى التنظيم الأم وقبوله زعيما لهم" حسب قوله.

وبعد مقتل "أسامة بن لادن" عام 2011 على يد الفرقة 6 من قوات نيفي سيل الأمريكية الخاصة في آبوت أباد بباكستان، بدأ قادة القاعدة في تحضير "حمزة" لتولي زعامة التنظيم، وتزوج ابنة أحد القادة، وتعهد بالانتقام لمقتل والده.

وقدم "حمزة" نفسه كصوت للتنظيم في أغسطس/آب 2015، وتوقفت الرسائل الواردة منه منذ عدة أشهر، بحسب موقع "سايت"، الذي يتابع الجماعات الإرهابية، والذي أشار إلى أن "القاعدة" وزع رسالة في ديسمبر/كانون الأول 2017، ذكر فيها "حمزة" أن ابنه، البالغ من العمر 12 عاما، قتل في غارة جوية.

ولفت الموقع إلى أن الرسائل لم تذكر تفاصيل أكثر من حديثها عن فضل الشهادة، ما يشير إلى أن نجل "حمزة" قتل في غارة استهدفت والده.

وبينما لم يكشف مصدرا نيويورك تايمز عن مكان مقتل "حمزة"، نقلت الصحيفة عن الباحث في معهد الدفاع عن الديمقراطية "توماس جوسلين" أن "حمزة" كان يتحرك على الحدود الباكستانية الأفغانية، في إشارة ترجيح للمكان المحتمل.

كما نقل التقرير عن مسؤول أمني سابق، قوله إن المخابرات الأمريكية قامت بجهود قوية للتأكد من وجود "حمزة" في قرية بمنطقة القبائل (وزيرستان)، وذلك في الفترة 2012- 2013، مشيرا إلى أن عملاء المخابرات استطاعوا التأكد من وجوده في القرية، لكنهم لم يستطيعوا تحديد مكانه فيها.

وفي الوقت الذي يشك فيه "جوسلين" بفكرة أن "حمزة" كان قائدا قادما لتنظيم القاعدة، إلا أنه يؤكد أنه أدى دورا مهما في ترتيب العلاقة مع حركة طالبان، وبصفته متحدثا باسم تنظيم القاعدة، مضيفا: "كانوا يعدونه لأن يكون رقم واحد في يوم ما، لكنه لم يكن الوريث الشرعي اليوم".

ويشير التقرير إلى أن "حمزة" وإخوته فروا إلى إيران بعد انهيار تنظيم القاعدة عام 2001، حيث اعتقل هناك، وفي مرحلة ما سمح له بالخروج، ليأخذ عائلته وينتقل إلى المناطق الحدودية التي تحدث عنها "جوسلين".

وفي السياق، ذكر الخبير في الإرهاب بجامعة جورج تاون "بروس هوفمان" أن إيران منحت اللجوء لقادة القاعدة لمنع التنظيم من شن هجمات ضدها، مشيرا إلى كون تنظيم القاعدة وإيران عدوان لأمريكا، ما يعني أن العلاقة بينهما "زواج مصلحة" حسب تعبيره.

ولاحقت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) تنظيم القاعدة بعد هجمات أيلول/ سبتمبر 2001، وقتلت قادته في غارات بالطائرات المسيرة، فـ "سعد بن لادن" قتل في عام 2009 في غارة جوية بباكستان، أما "خالد" فقتل مع والده في آبوت أباد عام 2011، بينما لا تزال الوكالة تلاحق "أيمن الظواهري"، الذي تولى قيادة القاعدة بعد مقتل "أسامة بن لادن".

وعن العلاقة بين زعيم القاعدة ونجل "بن لادن"، ذكرت نيويورك تايمز إلى أن "حمزة" عمل على ما يبدو بشكل قريب مع "الظواهري"، خاصة في مجال توطيد العلاقات مع حركة طالبان في أفغانستان.

ولذا اعتبر المدير السابق للمركز الوطني لمكافحة الإرهاب "نيكولاس جي راسموسين"، صحة الأنباء حول مقتل "حمزة" مؤشرا على أن "صف القيادة في تنظيم القاعدة بات أكثر هشاشة".

واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالإشارة إلى أن عددا من قادة القاعدة لا يزالون على قيد الحياة، منهم "سيف العدل" و"عبدالله أحمد عبد الله"، المطلوبين لـ (FBI) بتهمة تدبير تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كل من نيروبي ودار السلام في شرق أفريقيا عام 1998، ويعتقد أنهما موجودان في إيران.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

حمزة بن لادن أسامة بن لادن دونالد ترامب تنظيم القاعدة أيمن الظواهري

وزير الدفاع الأمريكي يؤكد وفاة حمزة بن لادن

تفاصيل جديدة عن مقتل حمزة بن لادن