قال سائقون إن شاحنات تركية بدأت بمغادرة ميناء ضباء السعودي، لدخول المملكة، بعد فترة انتظار دامت 12 يوما، وسط درجة حرارة عالية، تسببت في إصابة بعضهم بالإعياء.

وشكل هذا التطور سببا إضافيا لتوتر اقتصادي بنكهة سياسية بين السعودية وتركيا، حيث لم تبرر السلطات السعودية، سبب عدم سماحها للشاحنات بالدخول طوال هذا الوقت.

ونقلت وكالة "الأناضول" عن سائقين أتراك أنهم بدأوا مساء الجمعة بالخروج من ميناء ضباء المطل على البحر الأحمر، بعد انتظار منذ 21 يوليو/ تموز الماضي.

وأضافوا أن موظفي الجمارك في الميناء السعودي استلموا الوثائق منهم في ساعات المساء.

وقالوا إن 60 شاحنة غادرت الميناء من أصل 85 وإن العدد المتبقي سيخرج السبت.

وأكد السائقون أنهم عاشوا ظروفا صعبة خلال الأيام التي انتظروا فيها بالميناء؛ جراء درجة الحرارة العالية التي تسببت بتدهور صحة أحد زملائهم.

وقال أحد السائقين، ويدعى "عارف فورال"، إنهم انطلقوا من ميناء الاسكندرون التركي ووصلوا ميناء ضباء في 21 يوليو/تموز.

وأضاف أنهم أكملوا الإجراءات الرسمية في الميناء، وبعدها طُلب منهم الانتقال إلى ساحة الانتظار، ولم يُسمح لهم بدخول البلاد لأيام.

وأوضح "فورال" أن موظفي الجمارك السعوديين في الميناء لم يقدموا لهم أي معلومات حول سبب انتظارهم، ولا عن مدة الانتظار.

وكانت وزيرة التجارة التركية، "روهصار بكجان"، قد أجرت اتصالات هاتفية مع الجانب السعودي، من أجل مرور سائقي الشاحنات من الجمارك السعودية دون مشاكل في ميناء ضباء.

والأربعاء، ذكرت مصادر دبلوماسية، أن السفير التركي لدى الرياض، والقنصل العام في جدة، يتابعان عن كثب وضع سائقي الشاحنات، ويجريان اتصالات مكثفة مع السلطات السعودية لتسهيل مرور الشاحنات من الجمارك في أقرب وقت ممكن.

وقبل أيام، كشف مسؤول تركي أن السلطات السعودية منعت 80 شاحنة تركية كانت تحمل منتجات نسيج وموادا كيميائية من دخول أراضيها، واحتجزتها في ميناء ضبا، شمال غربي المملكة.  

بدوره، اعتبر نائب رئيس حزب "الشعب الجمهوري"، أكبر أحزاب المعارضة  في تركيا، "محمد غوزل منصور" أن السعودية تفرض حظرا سريا على الصادرات التركية.

ومنذ بداية الصيف الحالي، دعا رجال أعمال سعوديون ووسائل إعلام  تديرها الحكومة إلى مقاطعة السياحة والاستيراد من تركيا.

وفي يونيو/حزيران الماضي، دعا مدير غرفة التجارة والصناعة في الرياض "عجلان العجلان"، عبر "تويتر"، إلى مقاطعة البضائع التركية.

يذكر أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" أجرى اتصالا هاتفيا بالعاهل السعودي، الملك "سلمان بن عبدالعزيز"، الأربعاء الماضي، في تطور لافت وسط خضم أزمة مكتومة بين أنقرة والرياض، على خلفية قضية مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، والدعم الذي قدمته تركيا لقطر منذ اندلاع الأزمة الخليجية منتصف 2017.