استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

غريغوري غوس: التقارب السعودي - الإيراني.. حوافز وعوائق

الثلاثاء 27 مايو 2014 05:05 ص

عرض: الخليج الجديد

يتساءل «غريغوري غوس»، المحاضر بجامعة ڤيرمونت والباحث بمعهد بروكنجز-الدوحة، حول واقعية التفكير في أية إمكانية للتقارب بين إيران والسعودية، قطبي ما وصفه بـ«حرب الشرق الأوسط الباردة الجديدة». وأشار «غوس» إلى أن البلدين قد تنافسا طويلا على بسط السيطرة في العراق ولبنان وفلسطين، واليوم يديران من خلف الكواليس حربا في سوريا ليس أقل من أن توصف بأنها حرب بالوكالة.

وألمح «غوس» إلى أن البلدين يشكلان كلا على حِدة قيادة أحد طرفي الانقسام الطائفي الذي يزيد كل يوم من تأجيج الخلافات والصراعات في المنطقة الملتهبة، إلا أنه استبعد أنْ يشكل عائقا أبديا أمام فرص التقارب والتعاون.

وفي عرض سريع لتاريخ العلاقات بين الرياض وطهران أكد الباحث أن البلدين حافظا على علاقات دبلوماسية طبيعية حتى في ظل تأجج صراع النفوذ بين ضفتي الخليج. وأشار إلى التوجهات المحلية الجديدة قد تكون مفتاح العودة إلى علاقات يشوبها الهدوء عِوض الصراع المفتوح.

وأشار إلى أن من بين الأسباب الرئيسة في توتر العلاقات بين البلدين، هو شكل نظام الحكم في كليهما: جمهورية ثورية مقابل مملكة محافظة، كلاهما يزعم تمثيل "الإسلام" سياسيا. وأكد كذلك أهمية التنافس الجيوسياسي في منطقة الخليج، ومصالح الطرفين المختلفة حول قضايا النفط.

وركّز «غوس» على الدور الذي لعبه تصنيف «الخميني» للحكم الملكي بأنه «نظام غير إسلامي» في زيادة حدة التوتر بين البلدين، ودخولهما في صراع مفتوح، مع تمويل المملكلة للعراق أثناء الحرب العراقية الإيرانية (١٩٨٠-١٩٨٨)، وأشار الباحث إلى دخول الصراع المجال العسكري، حين أسقطت طائرات سعودية طيارتين إيرانيتين عام 1984، وكذلك أزمة الحجاج الإيرانيين عام 1987.

وأكّد «غوس» أن السعوديين سعوا لاستقرار سوق النفط العالمي، مما أجبرهم على التعاطي مع طهران بشكل أكثر واقعية. وأوضح أن وفاة الخميني كانت نقطة فارقة في مسار العلاقات بين طهران والرياض، إذ أبدى الرئيسان الإيرانيان «هاشمي رفسنجاني» و«محمد خاتمي» رغبتهما في تطبيع العلاقات مع الرياض، وقاما بإجراء إصلاحات في السياسة الخارجية الإيرانية لطمأنة الجوار العربي، وهو ما لم يستمر مع «أحمدي نجاد» فيما بعد.

التوجهات الداخلية كحافز للتقارب

انتخاب «حسن روحاني»، قد يفتح الباب أمام العودة للسير على خطى «رفسنجاني» و«خاتمي»، والذي كان قد أكّد أن تطبيع العلاقات السعودية - الإيرانية هي أولية في الدبلوماسية الإيرانية، وهو ما أكّده «روحاني» كذلك مؤخرا واصفا المملكة بـ«الصديقة والشقيقة» لإيران.

وفيما يتعلق بالجانب السعودي، فقد أن أوضح «غوس» أنه لا يبدو بهذا الوضوح الإيراني، مؤكدا تخوّف المملكة من استمرار الصراع الطائفي الإقليمي لأمد أطول، الأمر الذي جلب الأمير «محمد بن نايف»، المعروف بحربه ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ليحل محل «بندر بن سلطان»، والذي أدار الملف على مدار عامين ماضيين وقدم الكثير من التسهيلات لمقاتلي الجماعات الجهادية السلفية.

وأشار الباحث إلى عامل آخر في تخفيف حد التوتر بين البلدين، وهو انشغال السعودية بالصراع مع قطر التي تدعم جماعة الإخوان المسلمين، والمصنفة «جماعة إرهابية» في السعودية. هذا الصراع السني-السني يجعل السعودية أقل انشغالا من تركيز المواجهة مع إيران.

ويؤكد «غوس» أنه في الوقت الذي «لا تبدو فيه هذه التوجهات السياسية على المستوى الداخلي نهائية» إلا أنها تشير بشكل ما إلى أن تركيز البلدين الكبير «على العواقب السلبية للسياسات المحلية الإقليمية الطموحة قد يؤدي إلى رغبة الجانبين في النظر في سياسات أقل صدامية».

عوائق في وجه التقارب

وفيما يخصّ العوائق التي من الممكن أن تعرقل جهود التقارب بين البلدين، يذكر «غوس» إصرار الحرس الثوري على الحفاظ على مكتسبات إيران الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وبشكل أساسي بقاء «بشار الأسد» على رأس السلطة في سورية. نفوذ الحرس الثوري في تشكيل السياسة الخارجية الإيرانية، والذي ازداد في فترتي ولاية «أحمدي نجاد»، يقف حجر عثرة في تقارب وجهات النظر الإيرانية - السعودية.

ورغم عدم أهمية الرأي العام السعودي في تشكيل السياسية الخارجية للبلاد، كما يشير الكاتب، إلا أن الأزمة في سورية تلقى تعاطفا شعبيا كبيرا من جانب السعوديين، مما يزيد من صعوبة أن تلقى إشارات الاعتدال الإيرانية استجابة سعودية، مع تخوف القادة السعوديون من أن يعتبرها الرأي العام تساهلا تجاه إيران.

وأضاف «غوس» عائقا ثالثا في وجه التقارب الإيراني - السعودي، وهو انهيار الدولة أو ضعف سلطتها في الكثير من الدول العربية، مما يستدعي تدخلا من جانب القوى الإقليمية لملء هذا الفراغ.

خلُص الباحث إلى أن إمكانية هذا التقارب السعودي - الإيراني يتوقف بشكل أساسي على إرادة ضفتي الخليج السياسية. إلا أنه رأى أن عناصر السياسة الداخلية في البلدين تعمل ضد إمكانية تقارب وجهات النظر أو الدفع باتجاه تحسين العلاقات، مركزا على دور الحرس الثوري الإيراني والقيادة السعودية المُسنة التي لا يُعرف مَن سيخلفها وكيف ستصبح توجّهاته الإقليمية. وأكّد «غوس» أن قيادات البلدين “يفضلون منطقة أقل تقاتلا وعلاقة ثنائية أفضل”، إلا أنه تساءل عن مدى قدرتهم على اتخاذ “الخطوات اللازمة لتحقيق تلك الأهداف.”

وختاما، أشار الباحث إلى أن التقارب الإيراني-السعودي قد يفيد واشنطن بشكل كبير، إذا يخدم تحركات الولايات المتحدة تجاه إيران وسعيها لاتفاق نووي مع طهران، دون أن يصحب هذا التقارب الأمريكي-الإيراني تخوّفات من جهة الرياض.

 

المصدر: بروكنجز - الدوحة

  كلمات مفتاحية

فرنسا وبريطانيا وألمانيا: حان الوقت لوقف التوتر بمنطقة الخليج