روسيا تعتقل أكثر من 800 شخص في حملة ضد المعارضة

الأحد 4 أغسطس 2019 08:53 ص

اعتقلت الشرطة الروسية، السبت، أكثر من 800 شخص من المشاركين في احتجاج بالعاصمة موسكو، للمطالبة بانتخابات حرة، بينهم الناشطة البارزة "ليوبوف سوبول"، بعدما حذرت السلطات من أن المظاهرات غير قانونية.

وألقت الشرطة القبض على "سوبول"، وهي حليفة للسياسي المعارض المسجون "أليكسي نافالني"، من سيارة أجرة واقتادتها سريعا إلى سيارة فان، قبل دقائق من بدء ما وصفه ناشطون معارضون للكرملين، بأنه "مسيرة سلمية للاحتجاج على استبعاد مرشحيهم من انتخابات تجرى الشهر المقبل".

وبعد بدء الاحتجاج بقليل، شاهد مراسل من "رويترز"، مئات الأشخاص يحتشدون عند إحدى نقاط الاحتجاج بوسط موسكو.

وبعد دقائق بدأ صف من شرطة مكافحة الشغب في دفع الناس للابتعاد عن المنطقة.

وقالت جماعة "أو.في.دي-إنفو"، وهي منظمة مراقبة مستقلة، إن الشرطة اعتقلت 828 شخصا وضربت بعضهم بعد أن طرحتهم أرضا.

وشهد مراسلون من "رويترز"، اعتقال العشرات.

وقالت الشرطة إنها احتجزت 600 من بين 1500 شخص، شاركوا في الاحتجاج.

وتظهر صور التقطت من المظاهرات التي خرجت في عدة مناطق من العاصمة موسكو، أن عدد من شاركوا فيها أكبر مما ذكرته الشرطة.

ونشر ناشطو المعارضة لاحقا صورا على الإنترنت من تقارير للشرطة تشير إلى أن نحو 10 آلاف شاركوا.

وكان احتجاج السبت، أصغر حجما من احتجاج مماثل قبل أسبوع، لكنه يظهر تصميم بعض منتقدي الكرملين، وخاصة من الشبان، على مواصلة الضغط من أجل انفتاح النظام السياسي في روسيا.

وأطلقت الشرطة لاحقا كثيرا ممن اعتقلتهم، ومن بينهم "سوبول"، التي غرمتها السلطات 300 ألف روبل (4596 دولارا) لانتهاكها قوانين الاحتجاج الصارمة في روسيا.

والسبب الرئيسي لغضب المحتجين، هو منع عدد من المرشحين من أصحاب الفكر المعارض، وبعضهم حلفاء "نافالني"، من خوض انتخابات المجلس التشريعي لمدينة موسكو التي تجرى في سبتمبر/أيلول.

وعلى الرغم من أن هذا الاقتراع محلي، إلا أنه يعتبر مؤشرا على ما سيحدث في انتخابات برلمانية على مستوى البلاد في عام 2021.

وتقول السلطات، إن مرشحي المعارضة أخفقوا في الحصول على توقيعات صحيحة كافية تضمن لهم التنافس في الانتخابات المحلية في موسكو بينما يصر مرشحو المعارضة على أن ذلك غير صحيح ويريدون المشاركة في انتخابات يعتقدون أن بوسعهم الفوز فيها.

إدانة دولية

وقال مراقبون، إن وجود الشرطة في هذا الاحتجاج كان من بين أكبر المرات التي انتشرت فيها في مظاهرة من هذا القبيل.

وقطعت السلطات خدمت الإنترنت في بعض المناطق وطوقت الشرطة مساحات من وسط موسكو لمنع الناس من التجمع.

واعتقلت الشرطة أكثر من 1300 شخص في احتجاج مماثل قبل أسبوع، خلال واحدة من كبرى العمليات الأمنية في السنوات القليلة ،الماضية مما أثار انتقادات دولية واسعة النطاق.

ويقول الناشطون إن الدستور الروسي، يكفل لهم حق الاحتجاج، لكن السلطات تقول إنه تلزم موافقتها المسبقة على توقيت الاحتجاج وموقعه، وهو ما لم يتم في احتجاج السبت.

وأفاد ناشطو المعارضة، بأن السلطات رفضت مرارا السماح بتنظيم احتجاجات في وسط موسكو، مما جعلهم ينظمون المظاهرة على أي حال.

وتتجاوز نسبة شعبية بوتين 60%، وهي أعلى بكثير من كثير من زعماء العالم، لكنها أقل من النسبة التي اعتاد تسجيلها بسبب الاستياء من انخفاض الدخل منذ سنوات.

وكان "بوتين"، الضابط السابق بجهاز المخابرات الروسي والذي يبلغ من العمر 66 عاما، فاز العام الماضي بفترة جديدة له في السلطة مدتها 6 سنوات تنتهي في 2024.

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

روسيا تستدعي دبلوماسيا أمريكيا احتجاجا على التدخل بشؤونها