أثار توسع السعودية في توزيع دعوات خاصة على عدد كبير من الوزراء والنواب ورجال أعمال أردنيين التساؤلات حول نوايا المملكة، التي مرت علاقتها مع الأردن بأزمة مؤخرا.
ووفق ما نشرته "القدس العربي"، الثلاثاء، فإن من قام بتلك الخطوة هو السفير السعودي في الأردن؛ الأمير "خالد بن فيصل"، ابن شقيقة العاهل السعودي؛ "سلمان بن عبدالعزيز".
وبالرغم من أن توزيع مثل هذه الدعوات من الأمور المألوفة، إلا أنه كان يتم في نطاق محدود.
ووفقا لمصادر مقربة من وزير الأوقاف الأردني، "عبدالناصر أبوالبصل"، توسع السفير السعودي في قائمة حجاج الشخصيات الهامة، وبطاقات الدعوة الخاصة، التي تتضمن تدابير سفر وضيافة على نفقة السعودية، وحجا من فئة الخمس نجوم.
ووصلت الدعوات إلى عدد كبير من الوزراء الأعيان والنواب، وبينهم نواب بالمعارضة. أما الجديد هذا العام فهو تخصيص بعض الدعوات لطبقة رجال الأعمال وصناعيين وكبار التجار.
كما زادت حصة رموز وقادة العشائر الأردنية على نحو واضح، وشملت أيضا رموزا وقادة عشائر من جنوب الأردن.
وكان من اللافت أيضا، أن غالبية دعوات الوزراء كانت خالية من "ترتيبات ضيافة" معتادة، بالإضافة لتأخر التأشيرات، مما أثار انزعاج الوزراء، قبل أن تسترضيهم السفارة السعودية لاحقا.
سبعة وزراء على الأقل في الحكومة الأردنية والعديد من أعضاء البرلمان كانوا في طريقهم إلى أداء مناسك الحج اعتذروا بصورة تنطوي على "احتجاج صامت" وغير علني قبل محاولات الاستدراك.
أما رئيس الوزراء، "عمر الرزاز"، فقرر التراجع عن أداء فريضة الحج هذا العام، رغم تلقيه دعوة شخصية مباشرة من فئة الخمس نجوم.
وأثار التوسع في توزيع الدعوات الخاصة التساؤلات حول ما إذا كانت هذه خطوة سعودية للتقارب مع الأردن، ولكن التأخر في إصدار تأشيرات الوزراء، وعدم احتواء الدعوة على تفاصيل الضيافة، في البداية، أثار مزيدا من الحيرة حول الرسالة التي تستهدف الرياض توصيلها.
وشهدت العلاقات بين السعودية والأردن، مؤخرا، حالة من الشد والجذب، بسبب موقف كلا الطرفين من الخطة الأمريكية لتسوية القضية الفلسطينية، والمعروفة بـ"صفقة القرن"، وسط تكهنات عن ضغوط خليجية على الأردن للموافقة عليها، ورفض أردني رسمي لها بسبب موقفها من القدس المحتلة.
