استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

في الخليج العربي قنبلة نووية موقوتة تكاد تنفجر

الأربعاء 7 أغسطس 2019 11:03 ص

في الخليج العربي قنبلة نووية موقوتة تكاد تنفجر

اليوم أمريكا في عداء مع إيران لسبب واحد هو موقفها من إسرائيل.

لا بد من مبادرة خليجية لحل الأزمة الراهنة قبل انفجار القنابل النووية الموقوتة ونكون من الخاسرين جميعاً.

انشغلوا بحصار دولة قطر وقطاع غزة والحرب الدامية باليمن ومحاولات العبث في لبنان والصومال وليبيا.

سياسة الإدارة الأمريكية الخارجية الراهنة لا يمكن التنبؤ بها فقواتها على أرض دول الخليج العربي لكن سرعان ما تنقلب الموازين.

*     *     *

لا جدال عندي بان كل مايجري على الساحة الخليجية من اضطرابات وتزاحم جحافل جيوش الدول الغربية والأمريكية على أرضنا ومياهنا وأجوائنا، كل ذلك تعود أسبابه إلى النظام العربي المتهالك [مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ].

انشغل القادة العرب عن هموم الأمة الهامة والعاجلة وهي الإسراع في عجلة التنمية الشاملة والنهوض بالتعليم والصحة والقضاء على الفساد والمفسدين والانشغال بالتصنيع السلمي والحربي. لكنهم انشغلوا بالتآمر على بعضهم البعض!

الرياض وأبوظبي والقاهرة منشغلون بمحاربة التيار الإسلامي دون تمييز، أحدهم قال أمام وسائل الإعلام " جئت لاجتث الإسلاميين من جذورهم "، وآخر آل على نفسه أن لا يبقي لهم وجودا ليس في دولته ولكن في أي قُطر عربي فنراهم يحاربون بالمال والسلاح في ليبيا والسودان واليمن والصومال وحتى الجزائر وموريتانيا، وثالث يطاردهم في سيناء.

انشغلوا بحصار دولة قطر وحصار قطاع غزة والحرب الدامية في اليمن ومحاولات جادة بالعبث في لبنان والصومال.

وعلى شن الحرب في الخليج ضد إيران ولا أستبعد أنهم أعلنوا أنهم سيتحملون تكلفة تلك الحرب -إن حدثت لا سمح الله-، ولا أدري إن كانوا يعلمون بان أبراجهم المبنية من زجاج المنتشرة في عواصم الخليج لن يبق أحدها قائمة ولو بقنابل ارتجاجية فما بالك بصواريخ وذخيرة خارقة حارقة.

*     *     *

حاولوا جر أمريكا لإعلان الحرب على إيران عندما حدث تفجير بعض الناقلات في ميناء الفجيرة ( الإمارات العربية المتحدة )، وتسابق القوم باتهام إيران بأنها وراء تلك التفجيرات، ولم يستطيعوا إثبات ذلك بل على النقيض أعلن الشيخ عبد الله بن زايد وزير خارجية الإمارات بانه لم يثبت تورط إيران وقيدت العملية ضد مجهول.

واختفت ناقلة إماراتية بالقرب من مسندم وقيل اختطفتها إيران بالقوة وكذب خبر الاختطاف، واليقين أن الباخرة / الناقلة الإماراتية تعرضت لخلل فني الأمر الذي استدعى البحرية الإيرانية لإنقاذها ومساعدتها بجرها إلى الميناء الإيراني على الخليج لإصلاح الخلل الذي حدث كما أعلنت وكالات الأنباء الإيرانية وغيرها.

وفجرت ناقلتي نفط في خليج عمان (فرانت التير النرويجية، والباخرة الثانية هي كوكوكاكاريدجيس تحمل علم بنما) ــ لم تغرقا ــ واتهمت إيران والحرس الثوري على وجه التحديد بانه الفاعل لذلك الحدث، واستبشر دعاة الحرب على إيران من بعض الحكام العرب وإسرائيل "الحليف الجديد" وقيل أن الساعة اقتربت من إعلان الحرب على إيران.

ولم تتخذ الولايات المتحدة أي قرار عسكري ضد إيران رغم لغة الحرب الكلامية الشديدة الصادرة عن أركان الإدارة الأمريكية، وأسقطت إيران طائرة أمريكية بدون طيار وهذه الطائرة من أحدث أنواع الطائرات الأمريكية بدون طيار والتي انتجت منها أمريكا عشر طائرات فقط حتى الآن.

*     *     *

أوروبا الغربية لها رؤى مختلفة، البعض يريد تشكيل قوة بحرية أوروبية لحماية الناقلات في الخليج العربي، والأمريكان بدورهم يدعون لتشكيل قوة دولية لذات الهدف المعلن، والبعض الآخر من الاوروبيين يرفض مبدأ تشكيل تلك القوة، والروس يحذرون وكذلك الصين من أي محاولة قد تؤدي إلى إرباك السلم والأمن في هذه المنطقة الهامة من العالم.

في الجانب الآخر من الصورة العرب، لم نسمع صوتا لجامعة الدول العربية في هذا الشأن ولم يتحرك أمينها العام لتقريب وجهات النظر العربية وتقديم مشروع عربي لحل هذه المعضلة بين العرب وإيران والحيلولة دون تدخل القوى الأخرى.

وكذلك لم نسمع من الأمين العام لمجلس " التهاون " الخليجي رأيا ولم نر له حركة بهدف مشروع خليجي يؤدي إلى إحلال السلم والأمن وعدم استنزاف الأموال العربية لصالح الغرب وأمريكا. كنت أتمنى لو أن عقلاء الخليج سارعوا إلى تشكيل قوة بحرية وبالتعاون مع إيران لحماية الخليج من أي مخاطر أمنية.

ولا يعني ذلك تجاهل التدخلات الإيرانية في أماكن أخرى في عواصمنا العربي، ليبقى ذلك الخلاف نتعاون جميعا على حله، لكن الأمر العاجل اليوم العمل على الحيلولة دون أن يتفجر الموقف ونحن نكون من الخاسرين.

*     *     *

الكل يعلم بان سياسة الإدارة الأمريكية الخارجية الراهنة لا يمكن التنبؤ في شأنها، هي اليوم صديقة وحليفة وقواتها على أرضنا (كل دول الخليج العربي) ولكن سرعان ما تنقلب الموازين، اليوم أمريكا في عداء مع إيران لسبب واحد هو موقفها من إسرائيل، وعندما يتغير ذلك العامل فان إيران أقرب إلى الحضن الأمريكي من العرب رغم أموالهم المستنزفة.

نتيجة للأزمة الاقتصادية التي تعتصر إيران ونتيجة لمساع أوروبية فان العلاقات الأمريكية الإيرانية قد تتحسن بعقد لقاء ثنائي أو متعدد الأطراف مع إيران وفي تقديري إيران ستقدم بعض التنازلات المبدئية لصالح الغرب وأمريكا وإسرائيل، ومن ثم تنفرج أزمتهم الاقتصادية وتتقوى مكانة إيران لدى الغرب كله ونحن سنكون الحصان الخاسر.

آخر القول: لا بد من مبادرة خليجية لحل هذه الأزمة الراهنة قبل أن تتفجر القنابل النووية الموقوتة ونكون من الخاسرين جميعاً.

* د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية