اعترفت وزيرة الدفاع الإيطالية، "إليزابيتا ترينتا"، بوجود قاعدة تابعة لبلادها في مدينة مصراتة، لكنها شددت على أن الجنود الإيطاليين بالمدينة ليسوا هدفًا لهجمات أي من طرفي النزاع المسلح الراهن في ليبيا.

وجاء اعتراف الوزيرة الإيطالية، عبر حسابها على "فيسبوك"، أمس الخميس، جزءا من تعليقها على قصف لطائرات قوات الجنرال الليبي المتقاعد "خليفة حفتر" لمطار مصراتة، مشيرة إلى أن القاعدة عبارة عن مستشفى عسكري تم تأسيسه لأغراض إنسانية.

وقالت "إليزابيتا": "في اليومين الأخيرين ضربت طائرات الجنرال خليفة حفتر مطار مصراتة حيث توجد قاعدة إيطالية (..) إنها هجمات دقيقة للغاية لم تطل مستشفانا بأي شكل من الأشكال. وهذه الدقة تشير إلى أننا بالتأكيد لسنا هدفا للهجمات، نحن لسنا هدفا لأي من الطرفين المتحاربين في ليبيا".

وأكدت الوزيرة الإيطالية أن "وجود المستشفى العسكري الإيطالي في مصراتة الليبية لا يزال مهمًا، نظرا للأنشطة التي يقوم بها لصالح الشعب الليبي" حسب قولها.

وأشارت إلى أنه "في وضع لا توجد فيه أي إمكانية لحل النزاع عسكريًا، لا يمكن إلا للحل السياسي تحقيق السلام والاستقرار الدائمين، ووضع حد للأزمة الإنسانية".

وتابعت وزيرة الدفاع: "نواصل الإعراب عن قربنا من الليبيين، ونمارس نشاطا دبلوماسيا، يستخدم أيضًا مجال الصحة كأداة، يهدف إلى وقف استخدام السلاح وجلوس الجهات الفاعلة المختلفة حول طاولة حوار".

ونفت السلطات الإيطالية في أكثر من مناسبة وجود أي قاعدة لها في مصراتة، أو مناطق أخرى بليبيا، كان آخرها على لسان السفير الإيطالي السابق "جوزيبي بيروني"، الذي وصف الأنباء عن التواجد العسكري لبلاده في ليبيا بأنها "أخبار مزيفة".

والمستشفى الإيطالي في مصراتة جرى إنشاؤه خلال الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" بمدينة سرت لإسعاف جرحى قوات "البنيان المرصوص"، لكنّ قوات "حفتر" طالبت بإغلاقه مؤخرًا بدعوى عدم وجود دواعٍ إنسانية لبقائه بعد انتهاء المعركة بالمدينة.

وقال الناطق باسم القيادة العامة لقوات "حفتر" "أحمد المسماري": "لدينا دلائل على أن هذه المنشأة لم يعد لها أي دور إنساني، ولكنها تمثل مساعدة قيمة لـ(ميليشيات مصراتة) التي تقاتل جيشنا".

وتخوض قوات "حفتر" منذ الرابع من أبريل/نيسان الماضي مواجهات مع فصائل مسلحة بمصراتة، المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا، بضواحي العاصمة طرابلس.

وتعاني ليبيا منذ 2011 صراعًا على الشرعية والسلطة، يتركز حاليا بين قوات حكومة الوفاق برئاسة "فائز السراج"، ومقرها طرابلس (غرب)، وقوات "حفتر" في الشرق الليبي.