أعلن سفير باكستان لدى روسيا "قاضي خليل الله" أن بلاده لا تستبعد اتخاذ إجراءات عسكرية ضد الهند، ردا على إلغاء الأخيرة الحكم الذاتي لولاية "جامو وكشمير"؛ الشطر الهندي من إقليم كشمير المتنازع عليه بين الجارتين.

وفي مقابلة مع وكالة "نوفوستي" الروسية، نُشرت السبت، قال "خليل الله" إن إسلام آباد تركز حاليا على تحضير ردود أفعال دبلوماسية وسياسية وقانونية على الإجراءات الهندية الأخيرة في كشمير.

وأضاف أنه "تم تشكيل لجنة خاصة ستقدم إلى الحكومة توصيات بهذا الشأن".

وتابع: "عندما يتعلق الأمر بأمننا القومي، فإن لدينا الحزم والقدرة على الدفاع عن أنفسنا، وأعلنا نفس الشيء في الوضع الحالي. سنرد على أي خطوة عدائية وأي مغامرة محتملة من قبل الهند".

وأشار إلى أن باكستان لا ترغب في اللجوء إلى خيارات عسكرية، مستدركا: "لكن في ظل تجاربنا السابقة، لا نستطيع تجاهل تعزيز الهند تواجدها العسكري في كشمير... جارتنا غير قابلة للتنبؤ، ولذلك علينا أن نكون على استعداد للتعامل مع أي سيناريو، وينبغي التركيز على استعدادنا للرد".

وحذر السفير من أن السلطات الهندية "قد تدبر حادثة أمنية جديدة في كشمير لإلقاء اللوم على باكستان"، مستشهدا بتفجير انتحاري أودى بأرواح 40 عنصرا من أجهزة الأمن الهندية، في فبراير/ شباط، وأصبح سببا للتصعيد العسكري بين الطرفين آنذاك.

وأكد أن بلاده لن تتخلى عن قرارها خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع نيودلهي ما لم تراجع الأخيرة قرارها بشأن إلغاء الحكم الذاتي لولاية "جامو وكشمير".

ولفت إلى أن باكستان تأمل في إقناع مجلس الأمن الدولي بالضغط على الهند؛ "كي تتصرف بمسؤولية لتسوية النزاع من خلال الأساليب الدبلوماسية".

وتأتي هذه التصريحات تعليقا على قرار نيودلهي، الإثنين الماضي، إلغاء الحكم الذاتي في "جامو وكشمير" ذي الغالبية المسلمة، وتقسيمه إلى منطقتين إداريتين، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، شملت وقف الاتصالات الهاتفية والإنترنت وبث القنوات التلفزيونية، وإعلان حظر التجوال واعتقال أكثر من 500 من النشطاء والسياسيين المحليين.

وتمنح المادة التي ألغيت سكان "جامو وكشمير" منذ 1974 الحق في دستور خاص يكفل لهم عملية صنع القرار بشكل مستقل عن الحكومة المركزية.

ويطلق اسم "جامو كشمير"، على الجزء الخاضع لسيطرة الهند، ويضم جماعات مقاومة تكافح منذ 1989، ضد ما تعتبره "احتلالا هنديا" لمناطقها، كما يطالب سكانه بالاستقلال عن الهند والانضمام لباكستان، منذ استقلال البلدين عن بريطانيا عام 1947، واقتسامهما الإقليم ذي الغالبية المسلمة.