توقيف امرأة في طهران بسبب حمالة صدر

الخميس 15 أغسطس 2019 01:42 م

في سابقة فريدة من نوعها، أوقفت عناصر "دورية الإرشاد" (الشرطة الدينية) في طهران امرأة بسبب عدم ارتدائها حمالة صدر تحت ملابسها، متذرعين بأن "إقدام هذه السيدة على ارتكاب هذا العمل القبيح، يتسبب في إثارة شهوات الرجال في الشارع".

وأثار خبر توقيف "نرجس"، الذي دام عدة ساعات، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث انقسم الرأي العام بين معارض ومؤيد لما تعرضت له.

المدافعون عنها كان معظمهن من النساء؛ إذ اعتبرت جمعيات نسوية أن سلوك "دورية الإرشاد لم يعد يُحتمل"، في حين باركت الفئات المتدينة عمل الدورية باعتبار أن "خروج المرأة بلا حمالة صدر موجب للفتنة الاجتماعية".

وأجرى موقع إلكتروني معارض، مقابلة مع "نرجس"، بعد إطلاق سراحها، قالت فيها إنها تعاني من "مرض تليف الثدي منذ سنوات، وهي تخضع لعلاج دائم، وتتناول أدوية، تسببت لها بحساسية جلدية حادة، إضافة إلى الأوجاع".

وتليف الثدي مرض شائع عند النساء في سن الإنجاب، وهو عبارة عن تكيسات أو كتل حميدة تؤدي إلى تضخم حجم الثدي، وتكون مؤلمة في حالات كثيرة؛ لذلك تلجأ المصابات به إلى تجنب ارتداء حمالات الصدر.

وأشارت "نرجس" إلى أنها لم تعد ترتدي حمالة صدر منذ إصابتها بهذا المرض، لا في المنزل ولا في العمل ولا في الزيارات، لكن لم يخطر في بالها يوما أن تصبح فريسة لدورية إرشادبعد مرضها، كما أن أحدا طوال هذه الفترة لم يلحظ أنها لا ترتدي حمالة الصدر؛ "فهموم الإيرانيين تتجاوز هذا الأمر السخيف والسطحي".

وتعمل "نرجس" في مجال التصوير الفوتوغرافي، وتملك أستديو تصوير في قلب طهران، وزبائنها من الجنسين.

وتصف لحظة اعتقالها: "خرجت من منزلي كالعادة، في ذلك اليوم، أرتدي لباسا شرعيا طويلا وفضفاضا، وأضع على رأسي منديلا طويلا يكفي لأغطي به شعري، وأعقده من الأمام لأخفي صدري. وحين كنت أهم بالخروج من محطة المترو، في ميدان فردوسي وسط طهران، حاصرتني 3 نساء من دورية الإرشاد، واقتربت إحداهن مني وشدت منديلي جانبا، ثم صرخت بي بعصبية: (أنت ترتكبين معصية بخروجك بهذا الشكل). ثم قدنني مخفورة أمامهن نحو سيارة الدورية، التي يجلس فيها رجلان، ثم إلى مركز التحقيق في طهران".

في مركز التحقيق، أُلقيت "نرجس" في غرفة معتمة معزولة عن العالم، بلا نوافذ ولا تبريد. وبعد ساعتين، أحست بالاختناق والإهانة؛ فقررت أن تصرخ بأعلى صوتها، لعل أحدا يسمعها، فأتاها سيل من الشتائم والكلام البذيء من مكبر للصوت. ثم بعد دقائق فتح أحد المأمورين باب الغرفة، وطلب منها أن تتبعه إلى غرفة أخرى. هناك كان يصطف عدد من المحققين، الذين باشروا بتوبيخها بأقذع العبارات، فما كان منها، إلا أن فتحت أزرار سترتها وكشفت عن صدرها، لتريهم ما فعله المرض بها، فهربوا جميعا من الغرفة، بعدها، حضرت امرأة تحمل ورقة، وطلبت منها أن توقع تعهدا بعدم الخروج من بيتها من دون حمالة صدر! ففعلت.

وفي الآونة الأخيرة، بدأت السلطة القضائية في إيران محاكمة النساء اللواتي لا يلتزمن بما تصفه بـ"الحجاب الجيد"؛ بتهمة "مخالفة العرف السائد في المجتمع الإسلامي"، وحذرت اللواتي يجاهرن بسفورهن على مواقع التواصل الاجتماعي بعقوبة السجن 10 سنوات.

كما أعلنت مراكز الحرس الثوري في المحافظات كافة أنها ستشن حربا على الجمعيات النسوية التي "تروج لأسلوب الحياة في الغرب".

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

حمالة صدر شرطة الإرشاد

منظمة العفو تطالب بالإفراج عن إيرانيات تظاهرن ضد الحجاب