استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

نتنياهو إذ يخوض آخر معاركه

الثلاثاء 20 أغسطس 2019 01:35 م

نتنياهو إذ يخوض آخر معاركه

نتنياهو يلعب بالنار وهو مستعد لحرق أصابعه، إن أمكن له إنقاذ رأسه.

آخر وأخطر أوراق نتنياهو قرع طبول الحرب على جبهتين: إيران وقطاع غزة.

نتنياهو يتصرف كـ«الذئب الجريح» ومع كل استطلاع للرأي العام يثير مخاوفه تزداد شراسته.

في غزة ترتفع وتائر التصعيد الإسرائيلي، وإسرائيل لا تريد ذرائع لإشعال حرب على القطاع المحاصر.

يقامر نتنياهو بإدخال المنطقة في دوامة جديدة غير مسبوقة من النار والدماء مع إصراره على التحرش بإيران في عقر مياهها.

*     *     *

يخوض بنيامين نتنياهو ما يعتقد أنها «آخر معاركه السياسية». لا شيء مضمون في انتخابات أيلول/سبتمبر المقبل، سوى غلبة اليمين. لكن غلبة اليمين لا تعني بالضرورة «تعويم» رئيس الحكومة الإسرائيلية.

فثمة رؤوس كثيرة وكبيرة تتطلع للمنصب الذي سجل الرجل فيه رقماً قياسياً، وثمة مناكفات من على يمين الرجل، قد تودي بمستقبله السياسي، حتى وإن أدت إلى إضعاف «جبهة اليمين»، وتمكين بعض خصومه من وسط ويسار الخريطة الحزبية من احتلال مواقع أوسع في الكنيست القادم.

ولأن معركة نتنياهو السياسة، تبدو جزءاً لا يتجزأ من معركته الشخصية كرجل مطارد بالفضائح والاتهامات التي تتهدده بقضاء ما تبقى من عمره خلف القضبان، فإن الرجل لن يدخر سلاحاً إلا وسيستخدمه من أجل درء السيناريو الأسوأ.

آخر وأخطر هذه الأوراق، لجوؤه لقرع طبول الحرب على جبهتين: إيران وقطاع غزة.

على الجبهة الإيرانية، لا ناقة للرجل وحكومته وكيانه بما يجري هناك، وحكاية «تأمين طرق الملاحة الدولية وحرية العبور في المضائق الدولية»، لا تنطلي على أحد.

واشنطن تعرض، وتل أبيب تستجيب للمشاركة في «الحلف البحري» الذي تسعى واشنطن في تشكيله وقيادته، وهو موجه بشكل خاص ضد إيران.

ومن استراتيجية يسعى من خلالها ترامب وأركان إدارته لتركيع إيران، ودائماً بحجة ظاهرة: تغيير سلوك النظام، فيما الأجندة الخفية هي تغيير النظام ذاته، بدلالة شروط بومبيو الاثني عشر. لا ندري إن كان نتنياهو يدرك أو لا يدرك ما الذي ينتظره هناك.

وفي غزة ترتفع وتائر التصعيد الإسرائيلي، وإسرائيل لا تريد ذرائع لإشعال حرب على القطاع المحاصر.

يكفي أن تقول إنها رصدت محاولة لتنفيذ عملية عبر الجدار والأسلاك الشائكة، أو استعداد لإطلاق صاروخ من هنا أو هناك، حتى يصبح ذلك سبباً كافياً لتبرير أي عمل عسكري ضد غزة، مهما بلغ حجمه وشدته.

وقائع الأيام الفائتة تثير القلق على هذا الصعيد، وثمة في إسرائيل من رصد جنوح رئيس الحكومة لإشعال فتائل مواجهات دامية، وتجييش الرأي العام وشد عصب اليمين، لكسب الانتخابات والبحث عن «طوق نجاة» من سيف القضاء ومطرقته.

جبهة ثالثة يشعلها نتنياهو للغرض ذاته، هذه المرة في الضفة الغربية والقدس. مسلسل الانتهاكات لحرمة المسجد الأقصى يقترب من إعادة «سيناريو الحرم الإبراهيمي» في الخليل، والزحف الاستيطاني بدأ يطوق رام الله، العاصمة المؤقتة للسلطة الفلسطينية.

أما مسلسل أسرلة القدس وتهويدها وتدمير منازل سكانها وتهجيرهم، فتلكم حكاية أخرى، لا تتوقف فصولها أبداً.

يدرك نتنياهو أنه يلعب بالنار، ولكنه مستعد مع ذلك لحرق أصابعه، إن أمكن له إنقاذ رأسه. يدرك نتنياهو أن يقامر بإدخال المنطقة في دوامة جديدة، وغير مسبوقة، من النار والدماء، خصوصاً مع إصراره على التحرش بإيران في عقر دارها وعلى أبواب موانئها.

لكنه مع ذلك، يقرر الذهاب في هذه المغامرة، وربما حتى خواتيمها، ما لم يقف المستوى العسكري/الأمني له بالمرصاد، ويعيد وضع الأمور في نصابها.

نتنياهو يتصرف كما «الذئب الجريح»، ومع كل استطلاع للرأي العام يثير مخاوفه تزداد شراسته وخطورته. لقد اختلط لديه «الخاص» بـ«العام»، و«الشخصي» بـ«السياسي».

ولهذه تبدو معركته الأخيرة أكثر خطورة وأكثر ميلاً للمجازفة والمخاطرة، وأغلب الظن أن خشيته من «انقلاب السحر على الساحر» هو ما يدفعه للتريث والتروي وإن بحدود، فإن اقترب أيلول، من دون أن تتوفر لديه «قرائن الفوز والبراءة» أو أقله تعطيل القضاء وإرجاء إجراءاته، فقد نكون على موعد مع صيف ساخن في القطاع، وربما «ما بعد القطاع».

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية