المواجهة الإسرائيلية ـ الإيرانية: مفاجآت مقبلة؟

الاثنين 26 أغسطس 2019 11:18 ص

  • المعركة تنتقل من صراع مع أدوات إيران إلى اشتباك مباشر معها بالأجواء والبحار الدولية وربما في إيران نفسها.
  • الأحداث الأخيرة في العراق وسوريا وضاحية بيروت الجنوبية إعلان عن تمدد غير مسبوق لنطاق المواجهة الإسرائيلية.
  • استراتيجيتا إيران و(إسرائيل) بلا قواسم مشتركة للتفاوض مما يجعل تداعياتهما شديدة الخطورة على المنطقة العربية.

*     *     *

ظهرت في الأسابيع القليلة الماضية تغيرات لافتة في معطيات المواجهة الإسرائيلية ـ الإيرانية وهي تغيرات تدل على تطور نوعي وخطير.

أحد التغييرات كان انتقال القصف الجوي الإسرائيلي إلى مراكز ترسانة عسكرية ومواقع لتنظيمات محسوبة على إيران ضمن «الحشد الشعبي» في العراق، وكذلك الإعلان بشكل مباشر عن إمكان امتداد هذه الغارات إلى اليمن.

وتشكل الأحداث الأخيرة التي حصلت في الضاحية الجنوبية لبيروت بلبنان، بالتناظر مع عملية أخرى في منطقة عقربا في ريف دمشق بسوريا، إعلانا عن انفتاح نطاق المواجهة ـ الإسرائيلية بشكل غير مسبوق.

مصادر جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلنت أن القصف الأخير كان محصلة لعملية استخباراتية كبيرة، وكان المسؤولون الإيرانيون قد تحدثوا قبلها عن «مفاجآت» تحضرها بلادهم.

فيما رفع الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله من وتيرة التهديدات مع عرض ذي دلالة لمشاهد استهداف الحزب لناقلة إسرائيلية خلال حرب 2006.

تزامنت هذه الوقائع مع اتصال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أيام بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين «لنقاش أوضاع المنطقة»، وكذلك تصعيد كبير في عمليات الحوثيين اليمنيين ضد المواقع العسكرية والمدنية السعودية.

فيما حققت إيران انتصارا دبلوماسيا بإعلان سلطات جبل طارق الإفراج عن ناقلتها النفطية العملاقة المحتجزة، من دون أن تفرج عن ناقلة تحمل العلم البريطاني تم احتجازها في نوع من الرد الإيراني على طريقة «العين بالعين والسن بالسن».

التطور الجديد النوعي في المواجهة كان، حسب أنباء من مصادر مختلفة، قيام «الحرس الثوري» الإيراني باستهداف إسرائيل بطائرة مسيرة، وتندرج العمليتان الإسرائيليتان الأخيرتان إذن في الرد على هذا التهديد.

وكذلك في نقل الهجمات إلى عقر دار «حزب الله» في لبنان، والهدفان المرجوان من ذلك إجهاض تلك العمليات، من ناحية، وإبلاغ «حزب الله» وإيران أنها غير متأثرة بتهديدات حسن نصر الله.

أما نقل العمليات إلى العراق والتهديد بالوصول إلى اليمن، وكذلك إعلان الرغبة في المساهمة في حماية مضيق هرمز، يعني أن المعركة يمكن أن تنتقل من الصراع مع أدوات إيران إلى الاشتباك المباشر مع الإيرانيين في الأجواء والبحار الدولية، وربما في إيران نفسها.

بهذه النقلات تنتقل إيران وإسرائيل إلى مرحلة جديدة غير مسبوقة من المجابهة لم يعد واضحا أين يمكن أن تنتهي.

وإذا كانت هذه العمليات، ضمن الاستراتيجية السياسية الإيرانية، تصب في نطاق التفاوض مع أمريكا على إعادة الاتفاق النووي ووقف العقوبات..

فإنها، ضمن الاستراتيجية الإسرائيلية، قد تصب في إعادة النفوذ الإيراني إلى الجغرافيا الإيرانية فحسب..

وهما استراتيجيتان صعب أن تجدا قواسم مشتركة للتفاوض عليهما، مما يجعل تداعياتهما شديدة الخطورة على كامل المنطقة العربية.

أما سياسة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إيران فتبدو أكثر بساطة، وتتعلق حاليا بإعادة التفاوض على الاتفاق الإيراني، وهناك عناصر تشير إلى رغبة متزايدة لدى إدارة ترامب للوصول إلى حلول وسط.

وآخر هذه العناصر كان وصول وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى فرنسا ولقاؤه بمسؤوليها الكبار أثناء اجتماعات قمة السبع والتي يحضرها ترامب نفسه.

يبدو أن المنطقة مقبلة فعلا على مفاجآت كثيرة!

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية