كيري يسعى لوقف إطلاق النار لكن السلام في غزة مازال "مبهما"

الثلاثاء 22 يوليو 2014 12:07 م

شينخوا

يقول خبراء في واشنطن إن الولايات المتحدة تدفع من أجل تحقيق وقف لإطلاق النار في الوقت الذي تتأجج فيه حرب في غزة، ولكن العقبات التي تعترض طريق السلام آخذة في التزايد.

فقد بدأت الولايات المتحدة يوم الأحد في الدفع من أجل تحقيق وقف لإطلاق النار في غزة وسط حرب برية إسرائيلية تهدف إلى وقف الهجمات الصاروخية ضد السكان المدنيين في إسرائيل حيث توجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الاثنين إلى مصر لبحث هذا الوضع الملح مع كبار المسؤولين هناك.

جاء الإندلاع المفاجئ للعنف بعد أشهر من محاولة فاشلة قام بها كيري للتوسط في إبرام اتفاق سلام ، وبعدما عرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما في وقت سابق من الشهر الجاري التفاوض لتحقيق وقف لإطلاق النار بين الجانبين قبل بدء الحرب البرية. وأودى القتال حتى الآن بحياة نحو 500 فلسطيني، وهو أمر يستلزم وجود دفعة ملحة من أجل تحقيق السلام .

بيد أنه لا بد من توافر عدد من العوامل لكي يتجسد وقف لإطلاق النار. لابد للجانبين من الموافقة على وقف الهجمات، ولابد من وجود وسطاء حقيقيين، ولابد من تعريف أي اتفاق بكل وضوح، حسبما قال الخبراء.

ولكن حتى اللحظة الراهنة، لم يظهر أى من الجانبين موافقة على وقف الهجمات حيث ترى إسرائيل أن توقف حماس عن إطلاق الصواريخ على مراكزها المدنية أمر حاسم فيما لا ترى حماس أن وقفا لإطلاق النار أمر ملح، هكذا ذكر الخبراء.

وسيتعين على وزير الخارجية كيري تولي مهمة تشكيل تحالف من وسطاء من طرف ثالث، إذ أن لبعض الخبراء تحفظات بشأن مصداقية مصر. ففي الوقت الذي يقول فيه البعض إن مشاركة مصر أمر حاسم في ضوء مشاركة القاهرة الوثيقة في مفاوضات السلام السابقة، يقول البعض إن مصر فقدت مصداقيتها مع حماس نظرا لمعارضة الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي للأنشطة الإسلامية المسلحة.

وصرح واين وايت، النائب السابق لمدير مكتب المخابرات بوزارة الخارجية الأمريكية الخاص لشؤون الشرق الأوسط، لوكالة أنباء «شينخوا» بأنه فيما استطاع الرئيس المصري محمد مرسي التفاعل مع حماس بمصداقية كبيرة، لم يستطع ذلك الرئيس السيسي، وهو خصم للجماعات الإسلامية المسلحة بما فيها حماس.

وقال الباحث آهارون ديفيد ميللر ببرنامج الشرق الأوسط في مركز ويلسون لـ«شينخوا» إن "حماس لا تثق في مصر حتى رغم أنها تحتاج لذلك"، مشيرا إلى اعتمادية حماس على مصر فيما يتعلق بأهم المعابر بين قطاع غزة ومصر.

وهنا يطرح سؤال حول ما نوع الاتفاق الذي سيبرم، إذا ما تم التوصل إليه.

وذكر ميللر "لقد تبين لنا أن أي اتفاق لن يمنح على ما يبدو أي من الطرفين النصر ولكنه سيلبى احتياجاتهما أو على الأقل سيمنح أحدهما النصر فيما لن يكون مكلفا للغاية بالنسبة للجانب الآخر، وهو توازن شائك يصعب التوصل إليه في الوقت الراهن".

ومن ناحية أخرى، دعا الرئيس أوباما يوم الاثنين المجتمع الدولي إلى الدفع من أجل وضع نهاية للقتال في غزة، مضيفا أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ولكنه يقول إن إسرائيل كبدت بالفعل حماس خسائر فادحة.

وفي حديثه من المخضرة الجنوبية بالبيت الأبيض، ذكر الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة لديها "مخاوف كبيرة بشأن تزايد عدد القتلى من المدنيين الفلسطينيين وإزاء الخسائر في الأرواح في جانب إسرائيل".

وأضاف أنه يتعين على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي التركيز على "تحقيق وقف لإطلاق النار ينهى القتال ويستطيع وقف عمليات قتل المدنيين الأبرياء في غزة وفي إسرائيل".

  كلمات مفتاحية