ن.تايمز: الغارات الإسرائيلية تستهدف الممر البري من إيران للبنان

الخميس 29 أغسطس 2019 07:03 م

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الغارات التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي مؤخرا بمناطق عدة في الشرق الأوسط استهدفت الممر البري الذي أنشأه الجنرال "قاسم سليماني"، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، لنقل السلاح من طهران عبر العراق وسوريا إلى لبنان.

وأوضحت "نيويورك تايمز"، في تقرير أعده عدد من مراسيلها، أن الغارات الإسرائيلية استخدمت صواريخ موجهة بدقة وطائرات بدون طيار وأسلحة متقدمة أخرى، وتمثل تصعيدا جديدا في "حرب الظل" بين إيران وإسرائيل وتهدد بمواجهة أوسع بينهما.

ويعود إنشاء الممر إلى المخاطر التي واجهها استخدام إيران لطائرات بدون علامة لنقل الأسلحة إلى دمشق، إذ أجبرت الضربات الإسرائيلية المستمرة طهران على تحويل النقل إلى مطارات عسكرية في شمال سوريا.

 وعندما ضربت إسرائيل هذه المطارات قام "سليماني" بإنشاء الخط البري من طهران عبر العراق وسوريا إلى لبنان.

وعلى مدى 18 ساعة قام الطيران الإسرائيلي بقتل عنصرين في ميليشيا تدعمها إيران في سوريا وتفجير طائرة بدون طيار قرب مكتب لحزب الله بالضاحية الجنوبية ببيروت وقتل قائد في ميليشيا عراقية قرب القائم غرب العراق.

وكانت الهجمات جزءا من رسالة إسرائيلية مفادها تحذير جماعات إيران الوكيلة بأنه لا تسامح مع وجود أسطول من الصواريخ على حدود دولة الاحتلال، بحسب الصحيفة الأمريكية.

ويقول المسؤولون الإيرانيون إن الهجمات الإسرائيلية لن تمر بدون رد، ووصف الجنرال "سليماني" الغارات الإسرائيلية بأنها "أفعال مجنونة وستكون الأخيرة".

ورغم أن إيران لم تعلن عن نقل أسلحة وتكنولوجيا الصواريخ إلى جماعات وكيلة بالمنطقة، إلا أن "نيويورك تايمز" نقلت عن مصدر، قالت إنه مطلع على جهود طهران بالمنطقة، أن إيران حولت جهود تدريب الجماعات الوكيلة على المعارك في سوريا والعراق إلى تزويدها بالسلاح التكنولوجي العالي والتدريب.

وتعرضت القواعد العسكرية التابعة لميليشيات شيعية في العراق لضربات في الأسابيع القليلة الماضية، ولم يعلن أحد مسؤوليته عنها، مع أن قادة هذه الميليشيات اتهموا (إسرائيل) بها قائلين أن طائرة بدون طيار أصابت قافلة في القائم وقتلت قائدا.

فالأمر "لم يعد متعلقا بالوجود الإيراني في سوريا ولكن بشبكة إيران في المنطقة" حسب تقييم المحللة في معهد الشرق الأوسط بواشنطن "راندا سليم"، التي أشارت إلى أن الربيع العربي أضعف عددا من الدول العربية، وتحركت إيران للاستفادة من هذا الضعف لإقامة "علاقات رعاية" مع جماعات محلية وكيلة.

وفي الفترة الأخيرة قوّت إيران من شبكتها من خلال تقديم الخبرات العسكرية إلى الجماعة الحوثية في اليمن والميليشيات العراقية والقوات الموالية للنظام في دمشق.

كما قوت إيران التعاون بين الجماعات الوكيلة نفسها، فعناصر حزب الله دربوا مقاتلين في العراق واليمن، ونقلت إيران آلاف المقاتلين من العراق ومناطق أخرى للقتال مع قوات الحكومة السورية.

وظل تركيز دولة الاحتلال في السنوات الماضية على التوسع الإيراني مقتصرا على سوريا، وشنت الطائرات الإسرائيلية منذ عام 2017 أكثر من 200 غارة، شملت قوافل سلاح وقواعد عسكرية وأهداف أخرى مرتبطة بها، مع تجنب قتل مقاتلي حزب الله في سوريا وتوجيه ضربات في لبنان قد تؤدي إلى هجمات مضادة.

وأدى هذا إلى اتفاق غير مكتوب عرف بـ "قواعد اللعبة" بين (إسرائيل) وحزب الله، لكن الهجمات الأخيرة كسرت هذه القواعد بعد قتل عنصرين للحزب في سوريا وضرب مقرات له في الضاحية الجنوبية ببيروت.

وزاد من حرارة المواجهة تصريحات تصعيدية من جانب الطرفين، إذ سخر الجيش الإسرائيلي من "سليماني" ودشن الثلاثاء حسابا بالفارسية على تويتر للتقليل من شأنه أمام الرأي العام الإيراني، في مقابل تعهد زعيم حزب الله "حسن نصر الله" بالانتقام.

ويرى محللون أن اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية شجع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" على الظهور بمظهر الحازم، أما "نصر الله" فلا يريد أن يظهر بمظهر الضعيف في وقت باتت تؤثر فيه العقوبات الأمريكية على حزبه.

ولذا يتوقع الباحث بشؤون حزب الله في الجامعة اللبنانية "طلال عتريسي" ردا من الحزب لمنع تكرار الهجمات الإسرائيلية، موضحا: "هناك انتخابات ويريد (نتنياهو) إظهار أنه يحمي (إسرائيل)، ولكن إن لم يكن هناك رد فسيواصل الهجمات، ولن تكون مجرد حملة انتخابية ولكن استراتيجية جديدة".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

حزب الله حسن نصر الله بنيامين نتنياهو

لبنان يشيد بالإدانة الأممية الأولى لانتهاك إسرائيل سيادته

ف.بوليسي: انهيار لبنان يخرج الصراع الخفي بين إيران وإسرائيل في المتوسط للعلن