انفصال جنوب اليمن.. عوائق داخلية وشروخ في تحالف الشرعية

الجمعة 30 أغسطس 2019 04:43 م

في الوقت الذي يسعى فيه الانفصاليون اليمنيون الذين سيطروا على العاصمة المؤقتة عدن إلى استعادة استقلال الجنوب، يواجه حلمهم عوائق داخلية كبرى في ظل انقسام الجنوب نفسه تجاه الانفصال الآن، كما أنهم يواجهون السعودية، التي تتمتع بنفوذ كبير في الجنوب.

وتمثل معركة الجنوب اختبارا أمام السعودية التي تقود منذ عام 2015 تحالفاً عسكرياً داعماً للقوات الحكومية المعترف بها دولياً، والتي يتوجب عليها الوساطة لإبقاء التركيز على قتال المتمردين الحوثيين في الشمال.

ويقاتل الانفصاليون الجنوبيون إلى جانب قوات الحكومة معا في صفوف التحالف العسكري ضد الحوثيين المقربين من إيران، والذين يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء ومناطق واسعة في البلد الفقير منذ 2014.

لكن الصراع الممتد للعام الخامس على التوالي، وضع ملايين السكان في اليمن على حافة المجاعة.

حلم الانفصال

القتال في صف واحد لم يمنع معركة ترسيخ النفوذ بين الانفصاليين والقوات الحكومية المحتدمة في الجنوب، وخصوصاً في عدن، عاصمة الدولة الجنوبية السابقة.

ومنذ رحيل الاستعمار البريطاني، أصبح الجنوب دولة مستقلة عام 1967، حتى الإعلان عن الوحدة مع الشمال عام 1990، وكان الجنوب لديه مؤسسات خاصة به واقتصاد منفصل.

لم تمض سوى 4 سنوات من التوحيد، حتى ساد شعور بالاستياء لدى قطاعات الجنوبيين تجاه سكان الشمال المتهمين بتوحيد البلاد بالقوة، ما أدى إلى اندلاع نزاع مسلح، بحس تقرير "أ.ف.ب".

وكتب رئيس الدائرة السياسية بالمجلس الانتقالي الجنوبي "خالد بامدهف" في مقال في صحيفة الشرق الأوسط هذا الأسبوع: "لقد وضع شعب الجنوب تحت وطأة الاحتلال الشمالي الذي لا يمتُ لدولة الوحدة بأي صلة"، مضيفاً أن "صنعاء ذهبت بعيداً في تنفيذ مخططها في الاستيلاء على الجنوب، أراضي وثروة، فحلت دولة الجنوب وشردت قادتها وكوادرها وفككت كل المؤسسات المدنية".

في العاشر من أغسطس/آب الماضي، اندلعت التوترات مع سيطرة الانفصاليين على مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة، إثر اشتباكات مع القوات الحكومية قتل وأصيب فيها العشرات.

بعدها بأيام سيطر الانفصاليون على معسكرات حكومية خارج عدن في محافظة أبين المجاورة وتقدموا شرقا نحو محافظة شبوة.

انقسام جنوبي

عقب تلك المعارك تصاعدت مجددا خطابات الانفصال، إذ أكد المجلس الانتقالي الجنوبي أنه يصر على استعادة "استقلال الجنوب".

وفي خطاب ألقاه ليل الثلاثاء، قال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي،  "عيدروس الزبيدي"، إننا "نؤكد لكم ثباتنا على العهد الذي قطعناه على أنفسنا أمام شعبنا، والمتمثل باستعادة استقلال الجنوب وبناء دولته الفدرالية المستقلة كاملة السيادة".

تواجه معركة استقلال الجنوب معارضة حادة، لأن المجلس الانتقالي الجنوبي لا يمثل كافة الأصوات في الجنوب ويؤكد بأن "هذا سيؤدي إلى نزع الشرعية بشكل تام عن التدخل الأجنبي في اليمن وأهدافه".

وبعد المعارك الأخيرة، أبعد الانفصاليون حلفاء محتملين، من بينهم انفصاليون جنوبيون آخرون ورجال تكنوقراط، كان بإمكانهم "مساعدة قضيتهم".

شروخ في تحالف الشرعية

ويرى مراقبون أن الخلافات بين الحكومة والإنفصاليين قد تكون مؤشراً على تصدعات بين السعودية والإمارات التي قامت بتدريب وتسليح الإنفصاليين.

و"الحزام الأمني" هي القوة الجنوبية الرئيسية التي تدربها وتسلحها الإمارات العربية المتحدة، الشريك الرئيسي في قيادة التحالف العسكري.

يشكل القتال بين الانفصاليين والحكومة اليمنية اختباراً أمام مهارات الرياض الدبلوماسية.

ربما يكون قيام دولة مستقلة في الجنوب اليمني حلما لن يحدث في المستقبل القريب، لكنه في الوقت نفسه فكرة لن تختفي في أي وقت قريب.

المصدر | أ.ف.ب + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

انفصال جنوب اليمن مشكلة الجنوب اليمني دولة جنوب اليمن قضية الجنوب اليمني فصل الجنوب اليمني فصل جنوب اليمن

الشورى اليمني يدعم هادي ويدين تدخل الإمارات في عدن