شكك "عبدالملك العجري" عضو الوفد المفاوض لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، الخميس، في جدية ودوافع دعوة الولايات المتحدة إلى إجراء محادثات لحل النزاع اليمني باعتبارها "شريك أساسي في العدوان على اليمن وتقف وراء استمراره"، لكنه لم يستبعد قبولها.

وجاء تصريح "العجري" تعليقا على إعلان مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشرق الأدنى "ديفيد شينكر"، من السعودية، أنّ واشنطن تجري محادثات مع الحوثيين بهدف إيجاد حل "مقبول من طرفي النزاع اليمني".

وأضاف أن دوافع الولايات المتحدة لإطلاق دعوتها ربما تكون "انتخابية أو للتخلص من ضغوط الرأي العام" وفقا لما نقلته وكالة سبأ بنسختها الحوثية.

وتابع "العجري" أن موقف جماعته "منذ البداية أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية قانونية وأخلاقية عن كل تداعيات الجرائم التي يرتكبها الطيران (التابع للتحالف الذي تقوده السعودية)".

وأردف: "أمريكا ترى أن وجود يمن قوي مناهض للهيمنة إلى جانب محور المقاومة سيقف عقبة أمام كل مشاريعها في المنطقة من أوسلوا إلى الشرق الأوسط الجديد والكبير إلى صفقة القرن التي يبشر بها (جاريد كوشنر) صهر (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب إضافة إلى ضمان أمن (إسرائيل)".

وأشار القيادي الحوثي إلى أنه "على فرض حصول أي حوار مع الولايات المتحدة فسيكون باعتبارها جزء من الحرب وتملك الكثير من مفاتيح إيقافها".

وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" عن محادثات مع الحوثيين المقرّبين من إيران، وذلك بعدما كثفوا، في الأشهر الأخيرة استهدافهم للسعودية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.

وفي ظل إدارة الرئيس السابق "باراك أوباما"، أجرى مسؤولون أمريكيون اتصالات مقتضبة مع الحوثيين في يونيو/حزيران 2015، بعد 3 أشهر من بدء العملية العسكرية للتحالف الذي تقوده الرياض في اليمن، بهدف إقناعهم بالمشاركة في محادثات سلام ترعاها الأمم المتحدة في جنيف.

لكن مؤتمر جنيف، على غرار جولات مفاوضات أخرى، لم ينجح في وضع حد للنزاع اليمني.

ومنذ 2014، يشهد اليمن حرباً بين الحوثيين والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به دوليا والمدعوم من السعودية "عبدربه منصور هادي"، ما تسبب في سيقوط أكثر من 10 آلاف قتيل و56 ألف جريح منذ 2015 بحسب منظمة الصحة العالمية، فيما يؤكد العديد من المسؤولين في المجال الانساني أن الحصيلة الفعلية أعلى من الأرقام المعلنة بكثير.