إسرائيل فضحت تجسسه.. مسؤول عربي يطعن بلاده دون علمه

السبت 14 سبتمبر 2019 11:21 ص

عرضت الصحافة الإسرائيلية، تفاصيل حساسة لعملية تجنيد مسؤول عربي لصالح استخبارات دولة الاحتلال، أكدت خلالها أنه لم يكن على علم بتجنيده لصالح تل أبيب، وكان يتقاضى راتباً أقل من ثلاثة آلاف دولار شهرياً.

وفي تحقيق نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الجمعة، كشف خبيران أمنيان إسرائيليان المزيد من تفاصيل الشخصية العربية رفيعة المستوى، الذي قال التحقيق إنه "نقل معلومات وأسرار بالغة الحساسية عن دولته طيلة خمس سنوات ماضية، دون علمه بذلك، ومنحته المخابرات الإسرائيلية لقب (طوربيدو)".

معدا التحقيق "يوسي يهوشاع" و"رؤبين فايس"، أكدا أن "ضابط الاستخبارات الإسرائيلية (د) ابن الـ38 عاما من وحدة 504 المكلفة بتجنيد العملاء بالدول العربية، أبلغهما بأن هذا العميل حقق نجاحا منقطع النظير في تاريخ عمل الوحدة، حيث تم تجنيده بعد عملية رصد وتعقب دقيقة استمرت عدة أشهر، تخللها جمع معلومات دقيقة عنه وعن أقاربه وأعماله ومجالات اهتمامه".

  • كيف تم تجنيده؟

التحقيق الذي ترجمه موقع "عربي21"، أشار إلى أن التقرب من هذه الشخصية العربية، وتجنيدها دون علمها، تمت عبر مقرب منه، "أبلغنا أنه يمكن أن يقدم العون في أي تعاون تجاري محتمل، والتقى المشغل الإسرائيلي معه باعتباره رجل أعمال كبير".

وتم التحضير للقائه "بعناية فائقة وترتيب لوجيستي مدروس، فَنُقل بسيارة فارهة لمكان اللقاء الفاخر، بهدف بناء الثقة، والتعارف، وإيهامه بأنه يتعامل فعلا مع رجل أعمال ثري".

وبدأ العميل تدريجيا بنقل المعلومات والأسرار عن دولته لمشغله دون علم منه، واستمرت اللقاءات في عدة دول حول العالم، وأماكن مختلفة وسيناريوهات "مخطط لها بدقة"، دون كشف قيمة المعلومات الاستخباراتية التي قدمها العميل المذكور، "حفاظا على السرية، وعدم انكشاف خديعته، خاصة وأنه يواصل عمله حتى اليوم".

المشغل الإسرائيلي يقول التحقيق إنه "كاذب محترف في العمل، يجيد العربية، وينتج كيمياء سريعا مع الغرباء، ومستعد للابتعاد عن أسرته فترات متباعدة، ويتم اختياره وأمثاله من بين 700 يتقدمون لهذه الوظيفة الاستخباراتية".

وبحسب الاستخبارت الإسرائيلية، فإن "طوربيدو" كان وصل لمنصب كبير جدا في دولته، وله قدرة وصول إلى معلومات حساسة للغاية تُعنى بها الاستخبارات، معتبرة إياه "هدفا طموحا جدا".

  • الإيقاع به

يؤكد التحقيق أن العميل العربي، بدا خلال جمع المعلومات عنه أنه "ليس متطرفا تجاه العمل في خدمة (إسرائيل)، ولم يعتبر خطا أحمر من ناحيته، رغم أنه كان قريبا جدا من كل المحافل في دولته، وعلى اتصالات جد وثيقة".

وقال ضابط الاستخبارات الإسرائيلي (د): "خلال لقاءاتي معه كنت أبث له الإحساس بأني لست متحمسا أو مستعجلا للحصول على المعلومات، أردت أن أخلق فيه توقعا، بأن يفحص بريده كل يوم، وينتظر جوابي، مع أنه كان يتجول حول العالم دون أن يعلم أن المخابرات الإسرائيلية تتابعه، ومهتمة بالتعرف على كل تفاصيل حياته وشخصيته، ترقبا لرصد ثغرة للتسلل منها، والإيقاع به".

وأضاف أن "طرق التجنيد المألوفة لإسقاط العملاء والجواسيس لم تصلح مع هذه الشخصية العربية، لأنه ينبغي حيازة المعلومات عن الهدف المحدد، وبناء سيناريو ملائم خلال ثلاثة شهور، أو الانتقال للبحث عن شخصية أخرى مرشحة لتجنيدها للتجسس".

  • الحوالات المالية

وأكدا أن "طريقة التجنيد المباشرة عبر الكشف للمرشح للتجسس عن هوية المشغل كمخابرات إسرائيلية، لا تكون ملائمة في أحيان كثيرة، خاصة مع مسؤولين كبار في دول معادية، وينبغي استبدالها بطريقة تجنيد خلاقة، لأن هناك احتمالا واردا بأن يبلغ استخبارات بلاده، وعندئذ قد يتحول عميلا مزدوجا، ويلقم إسرائيل بمعلومات مغلوطة عمدا".

أول لقاء بين العميل العربي الذي لم تكشف جنسيته وبين المشغل الإسرائيلي (د)، تم في دولة أجنبية، وبعد فحص المكان واتخاذ تدابير الأمن والسلامة، جاء اللقاء قصيرا، وفيه قدم الاثنان سيرة ذاتية لكل منهما، وكانت الانجليزية لغة الحديث، بحسب التحقيق.

وخلال لقاءات المسؤول العربي خلال السنوات الخمس الماضية، كان الضابط الإسرائيلي يتأكد من التغطية الأمنية، التفاصيل الصغيرة التي تشمل نوع البدلة التي يرتديها العميل، ونوع ساعة اليد التي يضعها بيده، والهاتف المحمول الذي يستخدمه، والفندق الذي يلتقون فيه، فيما تكون غرفة اللقاء "مزروعة بأجهزة تنصت وتصوير دقيقة".

أما تسليمه أجور العمالة غير المقصودة، فقد فضّل العميل العربي تحويل حوالات بنكية لحسابه الشخصي أو بالعد النقدي، "وحينها فهمنا أننا من الممكن أن نتقدم معه بعيدا"، يقول الضابط الإسرائيلي.

ولفت إلى "أن ما كان يتقاضاه أقل من ثلاثة آلاف دولار شهريا، وصرنا نلتقي مرة كل عدة شهور في دولة مختلفة، وأدمن علينا وكأننا أصدقاء نلتقي في مطاعم فاخرة".

المصدر | الخليج الجديد + عربي 21

  كلمات مفتاحية

التجسس لصالح إسرائيل

روسيا تطلب من أمريكا تأكيد مكان مسؤول سابق متهم بالتجسس

وزير خارجية إسرائيل يلتقي نظيرا عربيا لمناقشة تهديدات إيران