لا تقف خلفه أي مؤسسة حزبية أو عسكرية أو مالية.. إلا أنه كان من بين 4 مرشحين أظهرت مؤشرات أولية تقدمهم في الانتخابات الرئاسية التونسية التي أجريت الأحد، وخاضها 24 مرشحا.

إنه أستاذ القانون الدستوري التونسي؛ "قيس سعيد"، الذي يلقب بـ"الروبوكوب" أو الرجل الآلي، فهو يتحدث بلا توقف، حرصا على أن تكون حملته معتمدة على التواصل المباشر مع الناخبين.

لم يقم "سعيد"، الأب لثلاثة أبناء بأي اجتماع حزبي، بل جاب العديد من الأماكن الشعبية. وأوضح في هذا السياق، في تصريح إعلامي سابق "أنا مرشّح مستقلّ ولا أمثّل أيّ حزب... أقوم بحملتي بوسائلي الخاصّة وأرفض كلّ دعم". تُسانده في ذلك مجموعة من طلبته ومن الشباب المتطوعين.

اعتمدت حملته على زيارات أجراها في الأسواق والأحياء الشعبيّة، وناقش مع التونسيّين مشاكلهم ومطالبهم وجها لوجه.

أكد "لست في حملة انتخابية لبيع أوهام والتزامات لن أحقّقها"، حيث يقدم برنامجا سياسيا يستند على إعطاء دور محوري للجهات، وتوزيع السُلطة على السلطات المحلية عبر تعديل الدستور.

وتابع "الوضع اليوم يقتضي إعادة بناء سياسيّ وإداري جديد، حتى تصل إرادة المواطن. فهو يخلق الثورة للاستفادة منها"، مضيفا "علينا أن ننتقل من دولة القانون إلى مجتمع القانون...".

يتبنى الأستاذ الجامعي مواقف محافظة من عدة قضايا أبرزها رفع عقوبة الإعدام وإلغاء عقوبة المثلية الجنسية، وفق موقع "الحرة".

كما يرفض المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، الذي يثير جدلا واسعا في تونس، قائلا إن "القرآن واضح" في هذا السياق.

ورأى مراقبون أن "سعيد" سيهمش ويقصى من السباق، لضعف الدعم وتواضع الموارد التي يمتلكها، إلا أن المؤشرات الأولية لنتائج انتخابات الأحد، تقول أن على هؤلاء إعادة حساباتهم.

كشفت مصادر موثوقة أن مؤشرات التصويت الأولية تظهر تقدم كل من مرشح حزب "قلب تونس" السجين "نبيل القروي"، والمرشح المستقل "قيس سعيد"، ومرشح حركة النهضة "عبدالفتاح مورو"، والمرشح المستقل وزير الدفاع "عبدالكريم الزبيدي".

وأظهرت إحصائيات تقديرية لوكالة "سيحما كونساي" لاستطلاعات الرأي تصدر "سعيد" السباق الرئاسي، بواقع 19.50% من الأصوات، تلاه "القروي" بـ15.5%، ثم "مورو" المرتبة الثالثة بـ11%، و"الزبيدي" بـ9.4%، في حين حل رئيس الوزراء "يوسف الشاهد" في المرتبة الخامسة بـ7.5%.

وأغلقت صناديق الاقتراع، في تمام السادسة مساء بالتوقيت المحلي ( 17:00تغ).

وبلغت نسبة الإقبال على التصويت في عموم البلاد 35% قبل ساعة فقط من إغلاق مراكز الاقتراع، حسبما أعلن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات "نبيل بفون" ، في مؤتمر صحفي.