السعودية وإيران.. تقرير "عسكري" يدق ناقوس الخطر

الأربعاء 18 سبتمبر 2019 11:18 ص

السعودية وإيران.. تقرير "عسكري" يدق ناقوس الخطر

صناع السياسة بواشنطن  لم يقرنوا أقوالهم بأفعالهم حتى الساعة.

ما هي نقاط الضعف المحتملة في البنى التحتية في السعودية؟

ما الذي يمكن أن تفعله أمريكا للدفاع عن السعودية ضدّ الهجمات الإيرانية؟

ما الاستراتيجيات والتكتيكات والقدرات التي قد تستخدمها إيران ضد السعودية؟

*     *     *

لم تمر الهجمات التي تعرضت لها مصافي نفط شركة "أرامكو" السعودية من دون أن تثير مخاوف المحللين والخبراء العسكريين في واشنطن، وتحديدا داخل الأجهزة والوكالات الأمنية والاستخباراتية.

وعلى رغم التزام البنتاغون الصمت المطبق على ما يمكن أن تؤول إليه الأمور في التعامل مع تهديدات إيران المتنامية، زادت هذه الهجمات ضد "أرامكو" من حدة التوترات بين إيران والولايات المتحدة، ومن المخاوف بشأن مدى قدرة طهران العسكرية على تهديد البنية التحتية للملكة السعودية ودول الجوار.

هل إيران قادرة على تعطيل البنى التحتية للسعودية وخصوصا في مجال النفط؟

يقول مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "س.أس.آي.أس"، وخبراؤه مقربون من صناع القرار داخل البنتاغون، إنه على الرغم من أن لدى المملكة العربية السعودية نقاط ضعف للدفاع عن المنشآت الحيوية في قطاعات النفط وتحلية المياه والكهرباء والشحن، إلا أن التواجد العسكري الأميركي داخل أراضيها رفع من جهوزية الردع لديها.

وتتوزع التعزيزات الأميركية في السعودية، على الشكل الآتي، ووفقا لمعلومات خاصة بـ"الحرّة":

- أنظمة دفاع صاروخي متطورة تشمل الجيلين الأخيرين من أنظمة بطاريات باتريوت.

- مقاتلات حربية "استراتيجية" في قاعدة "الأمير سلطان الجوية"، من بينها قاذفات "بي-52" ومقاتلات حربية من طراز "أف-35" وأف-22"،

- عدد كبير من القوات الأميركية (مئات ربما آلاف)، وهي موزّعة على قيادات أسلحة الجوّ والبحر والمشاة وأيضا وحدات العمليات الخاصة، وانتشارها ذو طابع سري.

ويؤكد تقرير "سي.أس.آي.أس" أن إيران تمكنت حتى الآن من تنفيذ سلسلة هجمات، لم تقم واشنطن بالرد عليها سوى باللجوء إلى سياسة العقوبات القاسية، والتي يمكن أن تؤدي، ربما، إلى انهيار الاقتصاد في طهران.

لكن، وفقا للخبراء العسكريين، فإن هذه الإجراءات لن تكون كافية لتحقيق هذه الأهداف، وعلى الولايات المتحدة "التركيز على ردع المزيد من التصعيد الإيراني" و"الامتناع عن الأعمال التي تهدد بقاء النظام" وتوفير "المنحدر" السياسي لإيران كيّ تتراجع.

وفيما يعترف خبراء "سي.أس.آي.أس" أن وجود حاملة الطائرات ومجموعاتها الضاربة "يو أس أس لينكولن" الأميركية في المنطقة لا يؤدي بالدور المطلوب، فإنهم يرون أن على واشنطن إرسال مزيد من التعزيزات الاستخباراتية والمراقبة وطائرات الاستطلاع المسيّرة وغير المسيّرة الى المنطقة، والاستعداد لمواجهة "قوة صاروخية" تتمتع بها إيران والتي في امكانها تهديد أمن المنطقة ولا سيما السعودية في شكل خاص.

ويقيم موجز "سي.أس.آي.أس" التهديد الإيراني للسعودية من خلال الإجابة على العديد من الأسئلة:

- ما هي أنواع الاستراتيجيات والتكتيكات والقدرات التي يمكن أن تستخدمها إيران ضد الرياض؟

- ما هي نقاط الضعف المحتملة في البنى التحتية في السعودية؟

- ما الذي يمكن أن تفعله الولايات المتحدة للدفاع عنها ضدّ الهجمات الإيرانية؟

والتقرير، الذي في الواقع سألت "الحرّة" عن مضمونه، بحيث اعترفت بعض مصادر العسكرية في واشنطن بصحته، وخصوصاً حيال أن إيران ماضية في استخدام مجموعاتها الارهابية وعلى نطاق ضيّق ومن دون توسيع رقعة الهجمات، يقترح على الولايات المتحدة سلسلة إجراءات للتصدي لعمليات استهداف حقول النفط والغاز الطبيعي في المملكة.

 

هجمات استباقية أمريكية

ويقول التقرير، في هذا الصدد، إن على واشنطن المبادرة الى تنفيذ هجمات استباقية تردع نحو 2500 صاروخ إيراني قادرة على ضرب عمق السعودية، وردع الضربات الإيرانية عبر القيام بأعمال هجومية متناسبة ردًا على أيّ عدوان إيراني.

ويعزو التقرير تركيزه على السعودية كساحة حرب محتملة، كون الرياض وطهران هما المنافسان الرئيسيان للنفوذ الإقليمي، وخصوصا وأن المعلومات المتوافرة تشير إلى أن إيران تمتلك العديد من القدرات التي تهدد البنى التحتية الحيوية والأصول البحرية للمملكة العربية السعودية.

ويعتبر أن كافة أراضي المملكة العربية السعودية مهددة بالصواريخ الإيرانية، وعدد الصواريخ الإيرانية القادرة على الوصول إلى البلاد سيتخطى أي نظام دفاع صاروخي متواجد فيها حاليا.

ويضيف مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن إيران تحتفظ بأكبر قوة صاروخية بالستية في الشرق الأوسط ، قادرة على ضرب أهداف على بعد 2500 كم من حدودها.

ويشير إلى أن إيران تواصل صناعة الصواريخ وتحسينها من حيث المدى والسرعة والتدمير، ويمكنها أن تستخدم قوتها الصاروخية المحمولة على الطرق إلى حد كبير لاستهداف البنى التحتية الحيوية في المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى.

وأبرز الأهداف التي يمكن أن تضربها إيران، وفق التقرير، هي حقول النفط السعودية وميناء رأس تنورة ورأس الخيمة ومحطة أبقيق وصولا إلى ينبع، الواقعة على البحر الأحمر، والتي تقع ضمن مدى الصواريخ البالستية المتوسطة المدى الإيرانية.

ويكشف التقرير بأن خبراء في صناعات الصواريخ الخفيفة والمتطورّة قدموا في العامين الماضيين من الصين وروسيا وكوريا الشمالية لمساعدة الإيرانيين على تطوير انتاجهم الصاروخي البالستي.

 

مخزون الصواريخ البالستية في إيران

كما يلفت إلى أن إيران تمتلك مجموعة من الصواريخ ذات الدفع الذي يعمل بالوقود السائل، وهي مجموعة "شهاب"، والتي يمكنها ضرب أهداف بين 300 إلى 2000 كلم.

وتمتلك طهران أيضا مجموعة صواريخ "جوهر"، وهي تتميز بمكونات التنقل والتوجيه المحسنة عن بعد مثل صواريخ "قيام" و"غدير" و"عماد".

وطبقا للمصدر نفسه، أنتجت إيران صواريخ تعمل بالوقود الصلب مصممة محليا، وهي مجموعة صواريخ "فتح" مداها بين 200 و 2000 كلم، وذلك ووفقا لمصادر عسكرية حصلت عليها "الحرة"، فإنها صممت وفقا لتكنولوجيا صينية.

كما تمتلك إيران صواريخ "كروز" برية هجومية مثل "سومار" و"مشكاه"، ويبلغ مداها نحو 2500 كلم، وأخرى باسم "فاتح" يصل مداها الى 300 كلم، و"ذوالفقار"، التي يصل مداها إلى 700 كلم، والتي بإمكانها، ووفقا للتقرير، إصابة أي هدف في السعودية ودول الخليج.

ويختم التقرير، الذي لم يصدر أيّ رد فعل رسمي من البنتاغون في شأنه، أن صناع السياسية بواشنطن يتمتعون بالحكمة وبالقدرة على التحدي والمواجهة، إلا أنهم وحتى الساعة لم يقرنوا أقوالهم بأفعالهم.

المصدر | موقع "الحرة"

  كلمات مفتاحية

أوبك تأمل بدور روسي لتخفيف التوتر بين السعودية وإيران