استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

بيني موريس وأحبولة هتلر إسرائيلي

الخميس 19 سبتمبر 2019 01:12 م

بيني موريس وأحبولة هتلر إسرائيلي

عاد للانضواء في الرواية الصهيونية واعتبر تهجير الفلسطينيين وتدمير عمرانهم ضرورة حتمية لبناء دولة الاحتلال.

شاع نموذجه فيما يخصّ الحقوق الفلسطينية أو سياسات الاستيطان والضمّ ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وتغطية الفاشية العارية بأغلفة واقية عديدة!

*     *     *

قبل أسبوع كتب حيمي شاليف، المعلّق في "هآرتس" الإسرائيلية، يشفق على دولة الاحتلال من إعادة إحياء هتلر وموسوليني، عبر شخص رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو؛ فمَن الذي تنطح للردّ عليه؟

أحد جهابذة الليكود، مثلاً؛ أو هذا الحاخام أو ذاك، من عتاة أحزاب اليمين الإسرائيلي المتدين والعنصري؟ كلا، لا أحد من هؤلاء حتى الساعة؛ أو، بالأحرى، لا أحد من أصنافهم امتلك الوقت لاستباق بيني موريس، المؤرّخ الصهيوني… دون سواه!

ولقد كتب أنّ ذلك الانبعاث النازي/الفاشي "لن يحدث هنا"، وذلك "رغم مساعي نتنياهو لتقويض الضوابط التي تمنع صعود دكتاتور في إطار ديمقراطية فعالة"؛ والسبب الجوهري هو أنّ نتنياهو "ليس معادياً للديمقراطية في الجوهر، فمن المؤكد أنّ الديمقراطية هي التي أتت به إلى السلطة"، وكلّ ما في الأمر أنه يحاول "الإفلات من قبضة العدالة".

أيضاً: أنصار نتنياهو "يقفون خلفه مثل جدار حصين"، لكنهم "لن يتغلبوا على مؤسسات القانون"، و"ما دام هناك مواطنون محترمون، موجودون اليوم، فإن الشرطة والشاباك سيمكّنان الجهاز القضائي من القيام بمهمته على نحو نزيه".

وأخيراً: "اليهود اليوم يختلفون عن الألمان في الثلاثينيات، لأنّ التقاليد الديمقراطية ترسخت هنا"، و"الموجة الخلاصية" التي يمتطيها نتنياهو لا تزال منحصرة في "أقلية الشعب"، حتى إذا كانت تزداد باضطراد.

بيني موريس هذا كان، ذات يوم، وراء نحت التسمية الشهيرة "المؤرخون الجدد"، أي مجموعة الباحثين في تاريخ دولة الاحتلال والقضية الفلسطينية، ممّن نبشوا الملفات والوثائق والمخطوطات بعقلية متحررة من "ثوابت" الرواية الصهيونية؛ فخطّأوا وشككوا وأماطوا اللثام عن قدر كبير من المغالطات والأكاذيب والخرافات، وامتلكوا استطراداً شجاعة التغريد خارج السرب.

إلى جانب موريس كان سيمحا فلابات وتوم سيغيف وتشارلز كامين، ثمّ آفي شلايم وإيلان بابيه وسواهم. بيد أنّ صاحب التسمية سرعان ما انقلب على محتواها، وعلى الباقين في صفوفها.

فتعاقبت مؤلفاته التي لم تعد إلى الانضواء في الرواية الصهيونية الكلاسيكية، فحسب؛ بل زاودت على كثير من "المسكوت عنه" فيها، كاعتبار تهجير الفلسطينيين وتدمير عمرانهم بمثابة ضرورة حتمية، وحيوية، من أجل بناء دولة الاحتلال.

نموذج بيني موريس شائع في هذه الأيام تحديداً، بالنظر إلى مزيد من اختلاط الأوراق (وبالتالي انكشاف الادعاءات الكاذبة والفرضيات الملفقة)، حول الفوارق الفعلية بين "يمين الوسط" و"يسار الوسط"، وبين أمثال نتنياهو وبيني غانتس ويائير لابيد وعمير بيريتس وتسيبي ليفني وأفيغدور ليبرمان وإيليت شاكيد؛ في ما يخصّ الحقوق الفلسطينية، بادئ ذي بدء، أو سياسات الاستيطان والضمّ ومصادرة الأراضي وهدم البيوت و… تغطية الممارسات الفاشية العارية بأغلفة واقية عديدة!

وحين صرّح أيمن عودة، رئيس "القائمة المشتركة" حيث أغلبية المرشحين من أصول عربية، أنّ نوّاب قائمته في الكنيست مستعدون للمشاركة في حكومة “يسار/ وسط” يترأسها غانتس؛ ردّ ممثلو "أزرق أبيض" بالرفض القاطع، مذكّرين عودة بما ذكّره به حزب "عوتسما يهوديت" أيضًا: قائمتكم مؤيدة للإرهاب!

ومن طرائف انتخابات الكنيست المقبلة أن ينهض رجل مثل إيهود باراك من رميم عظامه، وشركات السلاح والاستشارات التي يديرها، ليطرح نفسه مصارعاً قادراً على الإطاحة بحامل اللقب الحالي، نتنياهو، صاحب رقم الـ10 سنوات الذهبي في رئاسة الحكومة.

وكأنّ أحداً بين إسرائيليي هذه الأيام يتذكّر "بطل" عملية فردان، بيروت، ربيع 1973. أطرف من هذا أنه، في زحمة التسابق على إثارة الضجيج والعجيج خلال الحملات الانتخابية، وقع في أحبولة تأييد نائب رئيس هيئة أركان سابق هو يائير غولان، العضو المؤسس في حزبه الجديد "إسرائيل الديمقراطية"؛ صرّح بأنّ ما يجري في دولة الاحتلال اليوم يشبه ما شهدته ألمانيا قبل 90 سنة، أي صعود النازية، ليس أقلّ!

أمّا الأطرف فهو أنّ الحكاية تعيد الأحبولة إلى المؤرّخ القديم، بيني موريس، دون سواه!

* صبحي حديدي كاتب صحفي سوري من باريس.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية