أعلن الإعلامي المصري المقرب من النظامين المصري والسعودي "عمرو أديب" على قناة "MBC"، الخروج لفاصل إعلاني قصير، بعد أن أقر بوجود احتجاجات في مصر، خلال برنامجه "الحكاية"، المذاع مساء الجمعة، لكنه خرج لفاصل طويل قبل أن يعود ليخبر المشاهدين بأن الميادين المصرية هادئة. 

كان "أديب" خصص الحلقة للدفاع عن الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" في وجه موجة الانتقادات المتصاعدة ضده. 

ونفى "أديب" في بداية الحلقة وجود تظاهرات، وأكد أن "البلد في حالة استقرار"، ثم أقر بوجود "مجموعات محدودة تم إلقاء القبض عليها في عدد من المدن"، وهاجم قناة "الجزيرة" بسبب تغطيتها الإعلامية. 

وبشكل عام، لوحظ تجاهل القنوات الفضائية المؤيدة للنظام المصري للمظاهرات، عدا برنامج "الحكاية".

وأفرد "أديب" مساحة كبيرة في برنامجه المذاع على قناة "إم بي سي مصر" السعودية، للتشكيك في مصداقية مقاطع الفيديو المصورة للاحتجاجات،  وادعى أنها عبارة عن "عدد محدود من الثواني ويتم تكرارها للإيحاء بضخامة المظاهرات".

واعترف "أديب" بوجود "مظاهرات محدودة وتجمعات حول الميدان وبعض المحافظات"، متهما جماعة "الإخوان المسلمين" بمحاولة ركوب احتفالات جمهور النادي الأهلي بالفوز بكأس السوبر المحلي أمام الزمالك، وإظهارها بأنها مظاهرات ضد النظام.

وقال "أديب"، وقد بدا عليه بعض الاضطراب وتخلى عن طريقته المسرحية الصارخة، إن الميدان مفتوح والحركة معتادة فيه، والمترو لم يغلق، مرحّبا بالمظاهرات، لكن بعد "استقرار البلاد".

وأشار المذيع إلى أن قنوات "الأعداء"، ويقصد بها قنوات المعارضة بالخارج، ستتلاعب بالفيديوهات وتضخم الحدث البسيط.

وقال إنه ليس لديه ما يخفيه ولا يخشى الحديث عنه، مؤكدا أنه "يتناول الشأن المصري بالصور الحية وليست المسجلة ولا المفبركة كما تفعل قوات أخرى".

وسادت حالة من الارتباك على الإعلام المؤيد للنظام المصري في تعاطيه مع المظاهرات التي شهدتها  القاهرة وعدة محافظات، منذ مساء الجمعة، وطالبت بتنحي الرئيس "عبدالفتاح السيسي".

ورغم محاولة إنكار خروج مظاهرات تارة، والتقليل منها تارة أخرى، وتشويهها تارة أخرى، ظلت القنوات التليفزيونية تبث أغاني وطنية حماسية، وبرامج تسجيلية عما أسمته انجازات "السيسي".

بدأ الحشد الإعلامي المضاد والمحذر مع تناول دعوات خروج مظاهرات الجمعة؛ حيث حاولت وسائل الإعلام المختلفة حشد المصريين نحو المكوث في منازلهم، تارة بالتخويف من "التظاهر غير القانوني"، وتصوير الدعوات أنها لهدم مصر، وتارة بسوء الأحوال الجوية.

إلا أنه عقب خروج المظاهرات، عاشت وسائل الإعلام في البداية حالة من الإنكار، ومحاولة إقناع المواطنين في المنازل ومتابعي وسائل التواصل الاجتماعي، بأن مشاهد المظاهرات، التي تثتها قنوات عربية وانتشرت على مواقع التواصل، "مفبركة وقديمة".
 

وخرجت مساء الجمعة، مظاهرات حاشدة في ميدان التحرير وسط القاهرة والشوارع المحيطة به، وعدد من المحافظات، تطالب بتنحي "السيسي"، وإسقاط نظامه.

جاء خروج المصريين في التظاهرات استجابة لدعوة رجل الأعمال والمقاول الذي فضح الفساد في الجيش "محمد علي"، وطالب الشعب، الخميس، بالتظاهر للمطالبة برحيل "السيسي".

ويتعرض "السيسي" لانتقادات حادة، وسط دعوات للنزول إلى الشوارع والميادين للمطالبة برحيله، بعد اعترافه ببناء قصور واستراحات رئاسية لا حاجة لها، زاعما أنه "مخلص ووطني وشريف"، وأنه "يبني دولة جديدة"، متجاهلا تدهور الأوضاع المعيشية في البلاد، وتفاقم حجم الديون الداخلية والخارجية.