تواصلت المظاهرات بمدينة نيالا غربي السودان، الثلاثاء، لليوم الرابع على التوالي، للمطالبة بتوفير الخبز والوقود، ووقف الفلتان الأمني بولاية جنوب دارفور، وإقالة الوالي.

وأفاد شهود عيان الأناضول، أن المتظاهرين جددوا مطالبتهم بإقالة الوالي المكلف "خالد هاشم محمود"، ووقف الفلتان الأمني، وتوفير الخبز الوقود، ومنع بيعها في السوق الموازية (السوداء).

ودخل كل من وزيري الداخلية "الطريفي إدريس"، والحكم الاتحادي "آدم يوسف"، ومدير عام الشرطة "عادل محمد أحمد بشاير"، في اجتماعات مكثفة مع الوالي، لبحث الأزمة وتداعياتها.

وقتل الأسبوع الماضي 8 أشخاص بينهم ضابط جيش برتبة ملازم، وأصيب آخرون في أحداث محلية "قريضة" جنوبي نيالا عاصمة جنوب دارفور، التي وقعت على خلفية سرقة أبقار، تطورت لاحقا إلى تبادل نار بين مسلحين وقوات الشرطة والجيش.

وأيام السبت والأحد، والإثنين على التوالي، تظاهر الآلاف من الطلاب بمدينة نيالا، للمطالبة بحل أزمتي نقص الخبز والوقود.

والأحد ذكر "تجمع المهنيين"، أن أجهزة الشرطة قابلت محتجي "نيالا" بالغاز المسيل للدموع والرصاص الحي.

وقال "الوالي محمود"، "إنه لم تحدث أي إصابة لطالب بعيار ناري، في مظاهرات شهدتها مدينة نيالا مركز الولاية، غربي السودان".

لكن وكالة أنباء السودان الرسمية، ذكرت عن مصادر طبية قولها، إن احتجاجات طلاب المدارس على ندرة الخبز بمدينة نيالا، تصدت لها الشرطة بالغاز المسيل للدموع وأدت إلى 20 إصابة بالإغماء.

كما قالت قوى "إعلان الحرية والتغيير" بالسودان، إنها شرعت في "خطوات عملية" مع الحكومة الاتحادية وحكومة ولاية جنوب دارفور، للتحقيق ومحاسبة المسؤولين عن "الانتهاكات" بمظاهرة نيالا.

ويعاني السودان من أزمات معيشية مستمرة، تمثلت في شح السلع الاستراتيجية وارتفاع أسعار صرف الجنيه السوداني أمام الدولار، وندرة في السيولة بالأسواق السودانية.

وشهد السودان تطورات متسارعة ومتشابكة ضمن صراع على السلطة، منذ أن عزل الجيش "عمر البشير" من الرئاسة في 11 أبريل/نيسان الماضي، تحت وطأة احتجاجات شعبية، بدأت أواخر 2018، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية.

وفي 21 أغسطس/آب الماضي، أدى رئيس الوزراء "عبدالله حمدوك"، اليمين الدستورية رئيسا للحكومة، خلال المرحلة الانتقالية التي تستمر 39 شهرا، وتنتهي بإجراء انتخابات.

ويأمل السودانيون أن ينهي الاتفاق بشأن المرحلة الانتقالية، الموقع في أغسطس/آب الماضي، اضطرابات متواصلة في البلد منذ أن عزلت قيادة الجيش، "البشير".