هجمات أرامكو.. هل فشلت أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية؟

الأحد 29 سبتمبر 2019 10:40 م

إذا هاجم التسوس أسنانك وأصابها بالتجويفات، وقال طبيبك إن السبب هو أن أسنانك لم تكن نظيفة بما يكفي، فإن الحل لن يكون التوقف عن تنظيف أسنانك بالفرشاة لأنها فشلت في حمايتك.

ويتطلب الأمر الكثير من الاستمرار والمداومة لحماية فمك وأسنانك، وتنطبق نفس النظرية على الدفاع الصاروخي.

وعلى الرغم من هذا المبدأ العسكري الراسخ، فإن الهجوم الأخير بالطائرات بدون طيار، وربما بصواريخ كروز، على منشآت معالجة النفط التابعة لـ"أرامكو" السعودية، المملوكة للدولة، يثير مرة أخرى الصيحات أن أنظمة الدفاع الصاروخي قد عفا عليها الزمن.

لكن هذه الأقوال بعيدة تماما عن الحقيقة، وبدون وجود هذه النظم الدفاعية، لكانت الهجمات على حقول النفط السعودية أسوأ بكثير.

وكان الهجوم ضارا بشكل خاص لأنه خفض إنتاج المملكة العربية السعودية من النفط إلى النصف، بما يعادل نحو 50% من إجمالي إنتاج النفط على مستوى العالم، وكانت التوترات في المنطقة مرتفعة بشكل خاص بالنظر إلى النزاع المستمر في اليمن والضغط الدبلوماسي والتجاري الأمريكي على إيران.

وبينما أعلنت حركة "الحوثيين" في اليمن مسؤوليتها في البداية، يعتقد مسؤولو الاستخبارات الأمريكية والسعودية أن الهجوم كان من صنع إيران.

وكان أغرب المنضمين إلى مجموعة منتقدي أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية هو الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، الذي عرض - ساخرا ربما - بيع نظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس-400" للمملكة، وليس من المستغرب أن يكون الرئيس الإيراني "حسن روحاني" قد ضحك من هذه الفكرة.

وعلى الرغم من هذه النكات، فإننا لا نعرف سوى القليل عن هجوم "أرامكو"، وتحقق الولايات المتحدة والسعودية، وغيرها من وكالات الاستخبارات المتحالفة معهما في تفاصيل ما حدث.

وبينما ننتظر معرفة المزيد عن الظروف الدقيقة للهجوم، وأنواع الأسلحة التي تم استخدامها وكيف تم نشرها، يجب ألا نتعجل في إعلان أن أنظمة الدفاع الصاروخي قد أصبحت فجأة بلا فائدة في عصر الطائرات بدون طيار، إنها رواية إعلامية قوية، لكنها غير قائمة على وقائع.

ولكي نكون واضحين، لا تعد أنظمة الدفاع الصاروخي البسيطة الحل وحدها، بدلا من ذلك، هناك حاجة إلى أنظمة دفاع جوي مدمجة متعددة الطبقات، لمحاربة الأنواع المختلفة من التهديدات القادمة، وربما يتعلم السعوديون الآن هذه الحقيقة القاسية حول تعقيدات الحرب الحديثة.

وتم بناء نظام "باتريوت" للحماية من الأهداف عالية التحليق، مثل الطائرات أو الصواريخ الباليستية، في حين أن الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز قصيرة المدى تطير في كثير من الأحيان في مستويات منخفضة للغاية بحيث لا يمكن اكتشافها.

ولكي يكون فعالا، يتطلب نظام "باتريوت" التكامل مع أنظمة أخرى مثل "ثاد" والأنظمة المضادة للطائرات بدون طيار، وفي عصر الطائرات بدون طيار، يجب الاستمرار في تطوير تقنيات لاكتشاف الطائرات الصغيرة بدون طيار، والبحث عن طرق للحماية بشكل أفضل من هجماتها.

بعد قضاء بعض الوقت في السعودية، تحت حماية نظام صواريخ باتريوت، يمكنني أن أشهد بشكل مباشر على أهمية هذه الأسلحة الدفاعية، حيث يتمتع نظام الصواريخ "أرض-جو" أمريكي الصنع بأحدث التقنيات التي تواصل إنقاذ الأرواح وحماية البنية التحتية في جميع أنحاء العالم.

وأخيرا، يجب أن نقبل أنه حتى أفضل نظام دفاع صاروخي ليس من المحتمل أن يكون قادرا على إيقاف كل قذيفة واردة.

وفي الواقع، يبقى أفضل نظام للدفاع الصاروخي هو ضمان عدم إطلاق الأسلحة في المقام الأول.

وفي غضون ذلك، يجب على أمريكا الانتظار لمعرفة المزيد حول ما حدث في المملكة، ومواصلة تطوير أنظمة الدفاع الصاروخي متعدد الطبقات.

إنه عالم خطير، ومن المؤكد أن البقاء فيه يتطلب تطوير نظم التسلح خلال الأعوام القادمة.

المصدر | غريغوري كيلي - ذا هيل

  كلمات مفتاحية

مسؤول عسكري أمريكي يناقش بالرياض تعزيز الدفاعات ضد إيران

رويترز: أمريكا وجهت ضربة إلكترونية إلى إيران عقب هجمات أرامكو