خطيبة خاشقجى: أحارب وحدي من أجل تحقيق العدالة

الأربعاء 2 أكتوبر 2019 12:00 ص

قالت "خديجة جنكيز" خطيبة الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" الذي تم اغتياله قبل عام في قنصلية بلاده بإسطنبول إنها لم تكن تتخيل أن تُترك في ساحة القتال وحدها في سعيها لتحقيق العدالة.

وتحدثت "خديجة"، في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، عن مشاعرها وأملها بتحقيق العدالة لخطيبها.

 وأضافت: "عندما طلب مني جمال الزواج، عرفت أنني لن أكون زوجته فقط. سأكون أيضا رفيقة حياته وشريكته في الأوقات الجيدة وسنده في الأيام الصعبة. ما لم أكن أعرفه هو أنه سيُقتل بوحشية في قنصلية بلده. لم أكن أتخيل أنني سأُترك للقتال وحدي في سعيي لتحقيق العدالة".

وزادت: "سافرت إلى العالم بحثا عن الحقيقة، وأدعو إلى العدالة، لم يتم اتخاذ أي خطوة عملية واحدة لمعاقبة الجناة الحقيقيين". 

واستطردت: "على الرغم من أن على السعودية محاكمة المتهمين بقتل جمال، إلا أن حكومتها تجعل الجميع ينتظرون بفارغ الصبر لنتيجة عملية تم تصميمها لتشتيت الانتباه عن أولئك الذين أصدروا الأوامر".

ومشككة في الإجراءات السعودية تجاه قضية قتل خطيبها، قالت: "من الواضح أن المشتبه بهم الذين تم سجنهم لم يقوموا بتنفيذ هذا القتل الفظيع من تلقاء أنفسهم. هذه المهزلة السخيفة تتجاهل حقيقة أن مرتكبي الجريمة الحقيقيين معروفون في جميع أنحاء العالم، بل هم من أعلى مستويات الحكم في السعودية".

وأضافت: "على الرغم من حدوث الجريمة في مبنى حكومي سعودي، إلا أنها تؤثر أيضا على العالم بأسره خاصة الولايات المتحدة وأوروبا. موت جمال بهذه الطريقة العنيفة شيء يتجاوز الدين أو اللغة أو الجغرافيا. إنها مسألة إنسانية، ويجب أن تهم العديد من البلدان، خاصة تلك التي تدعي أنها تتحدث عن حقوق الإنسان. ومع ذلك، على الرغم من تقرير الأمم المتحدة الذي يوضح من يتحمل مسؤولية مقتل جمال لم تفرض أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي تدابير من شأنها أن تجبر الحكومة السعودية على الاستماع".

"خديجة" انتقدت أيضا الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" قائلة: "كانت استجابة الرئيس ترامب مخيبة للآمال أكثر. فبدلا من المطالبة بالعدالة لأحد سكان الولايات المتحدة الذين تم استدراجهم للخطر واغتيالهم من قوة أجنبية، أشار الرئيس من البداية إلى أنه سيحدد أولوياته الوطنية الخاصة به فوق اعتبار حقوق الإنسان. لقد قدم هو وإدارته الدعم للتغطية على السعودية من خلال الإشارة إلى المملكة كحليف، ومواصلة دعم الزعماء السعوديين، والاعتراض على محاولات الكونغرس لمساءلة الحكومة السعودية عن انتهاكاتها الأخرى".

وأضافت: "من خلال رده، يتخلى ترامب فعليا عن أولئك الذين يناضلون من أجل الديمقراطية والحرية في الشرق الأوسط. إنه يستخف بمفاهيم مثل حقوق الإنسان وحرية التعبير -المبادئ الأساسية للدستور الأمريكي- ويقلل من أهمية القيم الأمريكية".

وتابعت: "في وقت سابق من هذا العام، زرت واشنطن بدعوة من الكونغرس. وكنت آمل خلال زيارتي أن ألتقي بالرئيس نفسه للفت الانتباه إلى هذه القضية. لقد نقلت إلى مسؤولي البيت الأبيض آمالي أن يتحقق طلبي لعقد اجتماع معه، لكن لم أتلق أي رد منه. أظهر لي هذا مدى قلة اهتمامه بهذه القضية أو بالقيم التي دعمتها الولايات المتحدة لعقود".

وزادت: "خلال الرحلة نفسها، شاهدت قوة أولئك الذين يقدمون مصالحهم من صفقات السلاح والطاقة والنفط على جريمة القتل من خلال إعطاء الأولوية لمصالحهم الخاصة. لكنني رأيت أيضا مدى حرج استجابة الولايات المتحدة لبعض أعضاء الكونغرس. قالوا لي إن الولايات المتحدة بلد مؤسسات، والرئيس لا تتوقف الأمور عنده فقط. هناك فصيل جاد من المشرعين الذين يمثلون ضمير البلاد. إنهم يريدون الكشف عن حقيقة جريمة القتل، ويودون رؤية العقوبات المفروضة على السعودية. بعد مشاهدة هذا الأمر، كل ما آمله هو أن يسود الضمير والقيم الجماعية للبلد على المصالح والوضع الراهن".

واعتبرت "خديجة" أنه "رغم أنه تم إحراز تقدم ضئيل حتى الآن، إلا أن الوضع لا يجب أن يظل هكذا".

وأعربت عن اعتقادها بأن "وجود أشخاص رفيعي المستوى يرغبون في تحقيق بعض العدالة قد يغير مسار هذه القضية".

وختمت بقولها: "لم يفت الأوان بعد. ما زلت آمل أن تقرر الولايات المتحدة الدفاع عن الحق. في غضون ذلك، سأواصل السعي لتحقيق العدالة لجمال. وآمل أن ينضم إليّ الناس والحكومات في جميع أنحاء العالم في سعيي هذا".

وقتل خاشقجي في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، في قضية هزت الرأي العام الدولي وأثارت استنكارًا واسعا لم ينضب حتى اليوم. 

وفي يوليو/تموز الماضي، نشرت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان تقريرا أعدته مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالإعدام خارج نطاق القضاء، "أغنيس كالامار"، من 101 صفحة، وحمّلت فيه قيادة السعودية مسؤولية قتل "خاشقجي" عمدا. 

وأكدت "كالامار" وجود أدلة موثوقة في القضية تستوجب التحقيق مع مسؤولين سعوديين كبار، بينهم ولي العهد "محمد بن سلمان".

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

مقتل خاشقجي مسؤولية قتل خاشقجي خديجة جنكيز