اتهمت المحققة الأممية "أغنيس كالامارد" ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان بأنه يراوغ للإفلات من مسؤولية قتل الصحفي "جمال خاشقجي"، عبر إصراره على وجود "طبقات فوق طبقات" في التسلسل الهرمي للسلطة تفصل بينه وبين قتلة "خاشقجي".

جاء ذلك في مقابلة مع "رويترز"، الثلاثاء، قبيل انضمام "كالامارد" لأسرة "خاشقجي" في إسطنبول، الأربعاء، لإحياء الذكرى الأولى لمقتل الصحفي السعودي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. 

وتعليقا على التصريحات الأخيرة لـ"بن سلمان" حول الجريمة، قالت خبيرة الأمم المتحدة المعنية بجرائم الإعدام خارج نطاق القانون إنها مجرد "استراتيجية لإصلاح الضرر في مواجهة الغضب في أنحاء العالم".

وأضافت أن ولي العهد السعودي "يخلق لنفسه مسافة، ويعفيها من المسؤولية الجنائية المباشرة عن جريمة القتل"، مردفة أنه "يضع طبقات فوق طبقات فوق طبقات من العناصر والمؤسسات وهو ما يشكل حماية له من المسؤولية المباشرة عن القتل".

كان "بن سلمان" نفى، في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" على شاشة قناة "سي بي إس" الأمريكية، أنه أصدر الأوامر بقتل "خاشقجي"، مستدركا أنه يتحمل في نهاية المطاف "المسؤولية كاملة" بوصفه القائد الفعلي للبلاد. وأدلى بتصريحات مشابهة لقناة "بي بي إس" الأمريكية.

وعندما سُئل "بن سلمان" خلال المقابلة كيف يمكن أن تكون الجريمة ارتكبت دون علمه، أجاب أنه من المستحيل بالنسبة له أن يعرف ما يقوم به يوميا 3 ملايين شخص يعملون في الحكومة السعودية. 

ومنذ مقتل "خاشقجي"، الذي كان كاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست ومعارضا لولي العهد السعودي، لم يُعثر على أثر لجثمانه، الذي يعتقد أنه مُزق إلى أشلاء.

وفي يونيو/حزيران الماضي، توصل تقرير لـ"كالامارد" إلى أن هناك أدلة موثوقة تستدعي إجراء المزيد من التحقيقات في مسؤولية ولي العهد وغيره من كبار المسؤولين السعوديين، بما في ذلك مستشاره الرئيسي "سعود القحطاني"، عن الجريمة، التي فجرت غضبا عالميا عارما، دفع وزارة الخزانة الأمريكية إلى فرض عقوبات على 17 سعوديا، كما أصدر مجلس الشيوخ الأمريكي قرارا ينحي باللائمة على"بن سلمان".

• الفرار من العقاب

واعتبرت "كالامارد"، في تصريحاتها، الثلاثاء، أن الطريقة الوحيدة التي يمكنها من خلالها تفسير اعترافه بمسؤولية الدولة، كنقيض للمسؤولية الشخصية، هي أنه "اعتراف بشكل ضمني على الأقل بأن الجريمة كانت قتلا من فعل الدولة".

وأضافت: "... هو يمثل الدولة، وهو فعلا بشكل ما رئيس الدولة".

وحذرت المحققة الأممية من إنه إذا لم تتحرك الدول في جميع أنحاء العالم لتبدي رد فعل مناسبا على مقتل "خاشقجي"، "فسيفتح هذا الباب أمام شعور بالحصانة من العقاب في قتل الأصوات المعارضة المستقلة".

ودعت الدول إلى توسيع نطاق العقوبات لتشمل ولي العهد وممتلكاته في الخارج، ما لم يتمكن من إثبات عدم مسؤوليته.

وردا على وصف "بن سلمان" عملية القتل بأنها "خطأ"، قالت "كالامارد" إن عملية قتل مسرحها "قنصلية، وتستلزم إعدادا وتخطيطا، وتعمدا مع سبق الإصرار على مدار 24 ساعة، لا تكون خطأ"، داعية إلى "تحقيق شفاف في تسلسل القيادة" فيما يتعلق بعملية القتل.

وطالبت المحققة الأممية ولي العهد السعودي بالاعتذار لعائلة "خاشقجي" وخطيبته.