استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

التجسير بين عالمين افتراضي وحقيقي

الأربعاء 2 أكتوبر 2019 08:40 ص

التجسير بين عالمين افتراضي وحقيقي

نجح التجسير أخيراً في خلق التواصل المباشر بين العالم الافتراضي والعالم الحقيقي.

عدم الرضا والقلق من الفعل العام يدفع الناس للخوف من المستقبل والشباب يحتجون على تركة أسلافهم الثقيلة من المشكلات.

البطالة والفقر وتهميش الشباب خاصة هي العناصر الأساسية التي تُستخدم لتهييج هؤلاء، ودفعهم للتظلم والاحتجاج في الشوارع والميادين.

 مواطنون ينتقدون لكن لا يمسون بكرامة وطنهم وهذا لا يعني إبقاء الأمور على حالها، فالوضع ليس حسناً على الإطلاق.

*     *     *

هنالك على الأقل عشرون كتاباً وفيلماً سينمائيا غربياً في عنوانها كلمة جسر أو (Bridge) بالإنجليزية. وفي معظمها نرى ان هذه الافلام تنتهي نهاية حزينة.

وحديثنا اليوم عن العالم الافتراضي، والذي يُتّهم بأنه المسؤول عما تشهده أماكن كثيرة في العالم من عنف وجرائم، وعما نشاهده على شاشات التلفزة وكل وسائل الاتصال من مظاهرات واحتجاجات وإضرابات.

وقد صار التحفيز لمثل هذه الأعمال يبدأ من العالم الافتراضي. وقد بدأنا نرى أن كلاً من منصة فيسبوك ومنصة تويتر بدأتا تلغيان حسابات لآلاف لأشخاص أو لمجموعات تحض على العنف والجريمة من ناحية، والاحتجاج والتظاهر لأهداف سياسية.

وقد تفاوتت الاحتجاجات في أرجاء العالم في أسبابها ودوافعها وحجمها. ونجح بعضها إلى حد كبير كما حصل في السودان وتونس، وبشكل أقل في الجزائر في تحقيق اهدافها.

ولكن الكل يقول إن وراء هذه الحركات والمظاهرات – كما حصل إبان فترة الربيع العربي- دول بعضها كبرى تطبيقاً لنظرية الفوضى الخلّاقة، أو للعبث بنتائج الانتخابات، أو لتغيير الانظمة، أو وراءها دول إقليمية. وان هذه المحاولات يجري الإعداد لها والتحفيز عليها في العالم الافتراضي او عالم الانترنت والمنصات التواصلية العالمية.

وإذا كان هنالك أسباب كافية فإن المُحَرّضين يحولون هذه الشكاوى إلى تحفيز على الفعل، والخروج إلى الشوارع للاحتجاج. والبطالة والفقر وتهميش الشباب خاصة هي العناصر الأساسية التي تُستخدم لتهييج هؤلاء، ودفعهم للتظلم والاحتجاج في الشوارع والميادين.

وهنالك سبب أهم وهو عدم الرضا والقلق من الفعل العام الذي يدفع الناس لأحضان الخوف من المستقبل. والشباب يحتجون أن آباءهم وأجدادهم قد تركوا لهم ثروة ثقيلة من المشكلات.

فتظاهرات الجمعة الماضي في 163 دولة احتجاجاً على انتكاس البيئة والتغير المناخي تدل على قلق الشباب من عناصر الطبيعة وتأثيراتها على حياتهم المستقبلية. وقس على ذلك هنالك احتجاجات تطالب بأمور اخرى مثل الاصلاح السياسي وحل مشكلة البطالة والفقر او للمطالبة بالحقوق الاساسية.

وهنا يبدو أن التجسير قد نجح أخيراً في خلق التواصل المباشر بين العالم الافتراضي والعالم المعاش الحقيقي، وصار انتقال الأثر الذي نراه على حسابات واتس آب، وفيسبوك وتويتر وغيرها ينتقل إلى دنيا الواقع بسرعة متزايدة في معظم انحاء العالم.

أما عندنا فإضراب المعلمين لم يخلق احتجاجات عامة مثل التي حصلت مع مشروع قانون ضريبة الدخل المُعدل الاول أو القانون المُعدل الذي أُقِر.

والسبب أن الأردنيين يأخذون وقتهم، ويقبلون أن الاحتجاجات والصراخ والنديب الذي يحصل على شاشات الهواتف والآي بادز، والحواسيب لا يترجم نفسه فوراً إلى احتجاجات ملموسة في دنيا الواقع.

ولكن هنالك الكثير الذي يشكو منه المواطنون لأنهم وإن انتقدوا لا يريدون المساس بكرامة وطنهم. ولكن هذا لا يعني إبقاء الأمور على حالها، فالوضع ليس حسناً على الإطلاق.

* جواد العناني سياسي وخبير اقتصادي، نائب رئيس الوزراء ورئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق.

المصدر | الغد الأردنية

  كلمات مفتاحية