معركة يونسكو 2017.. الكواري يكشف ظلم ذوي القربى

الجمعة 4 أكتوبر 2019 10:44 ص

أصدر وزير الدولة القطري، المرشح السابق لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" "حمد بن عبدالعزيز الكواري"، كتابا جديدا حمل عنوان "ظلم ذوي القربى... الطريق إلى اليونسكو"، كشف فيه كواليس المعركة الانتخابية التي جرت في شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 2017.

وكانت تلك المعركة قد انتهت بخسارة "الكواري" مقابل المرشحة الفرنسية "أودري أزولاي"، بـ30 صوتاً مقابل 28 صوتاً، في الجولة الخامسة من الانتخابات لاختيار مدير للمنظمة، بعد أن تقدّم في الجولات الأربع السابقة على جميع المرشحين، وكان قاب قوسين أو أدنى من الفوز.

وأكد "الكواري" في معرض تفسيره لضياع فرصة تولي المجموعة العربية لأول مرة إدارة "يونسكو" أن بعض الدول العربية حطموا "آمال العرب على صخرة الأنانية والنرجسية والعناد وعدم قراءة الواقع بعقلانية وحكمة".

وعرض "الكواري" لأول مرة كيف تحركت في أرجاء العالم ما وصفها بـ"آلة ضخمة يقودها ذوو القربى من دول الحصار" (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، للتأثير السلبي والضغط بكل الوسائل لثني من قرر التصويت للمرشح العربي عن قراره.

وأكد "الكواري" أن الدورين الإماراتي والمصري السلبيين والمعطلين، اللذين قامت بهما أبوظبي والقاهرة لعرقلة ترشيحه، بدأ قبل اندلاع الأزمة الخليجية وحصار قطر في يونيو/حزيران 2017.

وأشار إلى محاولة اتحاد الكتاب والأدباء العرب الذي تسيطر عليه الدولتان، عقد اجتماع والتصويت لجعل المرشحة المصرية، "مشيرة خطاب"، مرشحة للعرب، على الرغم من أن اجتماع وزراء التربية العرب في تونس في 17 مايو/أيار 2016 في إطار المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الإليسكو" صوّت لاختيار "الكواري" مرشحاً عربياً لذلك المنصب الدولي.

وكانت حصيلة الاقتراع تصويت معظم الدول العربية لصالحه، عدا مصر ولبنان، فيما تحفظت الجزائر.

وكان "الكواري" قد أعلن في شهر مارس/آذار 2016 ترشحه رسمياً، ونال ترشحه إجماع دول مجلس التعاون الخليجي، كما صرح بذلك نائب الأمين العام للجامعة العربية الراحل "أحمد بن حلي".

اللافت ما كشفه كتاب "الكواري" عن تواصل قطري مع الحكومة المصرية، لدعمه كمرشح عن العرب، حيث "كانت الأمور تسير باتجاه الموافقة على المرشح العربي ووصلتني رسالة غير مباشرة من وزير مصري عبر القائم بالأعمال المصري في الدوحة، أن هناك جهداً كبيراً في الدولة لإقناع الحكومة المصرية بدعم المرشح القطري الذي درس في مصر".

لكن وزارة الخارجية المصرية دفعت باتجاه ترشيح مصري لليونسكو على خلاف رأي وزارة التعليم، وجرى سحب الملف من التعليم وانتقل إلى وزارة الخارجية المصرية، وتم سحب مندوب مصر لدى "يونسكو" "محمد سامح عمرو"، وتعيين السفير "إيهاب بدوي" بدلاً منه.

كما كشف "الكواري" عن العديد من المفاجآت، منها أن سلطنة عمان كانت تفكر بدفع مرشح لها، لكن وزير الثقافة العماني "هيثم بن طارق آل سعيد"، أخبر "الكواري" أنها عدلت عن ذلك، ومادام أنه تقدم بالترشيح فإنه مرشح سلطنة عمان كذلك.

وأشار إلى تحول الموقف السوداني من المرشح القطري، والتصويت ضده في الجولة الخامسة والأخيرة، إذ دعمت الخرطوم المرشح القطري في الدورات الأربع، وقبل الدورة الأخيرة أعلن المندوب السوداني في "يونسكو" وسفيرها في باريس، "نصرالدين والي"، في اجتماع المجموعة الأفريقية، أن السودان غير موقفه ولن يصوت لقطر بهدف التأثير على المجموعة الأفريقية.

وأبلغ المندوب السوداني، المرشح القطري اعتذاره وتأثره، مبرراً الموقف بأن السودان يتعرض لضغوط سياسية واقتصادية من قبل دول الحصار لا يمكن مقاومتها.

وذكر "الكواري" في كتابه بهذا الشأن، إن صوت الخرطوم شكل خسارة كبيرة لأن المرشح القطري خسر الانتخابات بفارق صوت واحد فقط.

ويروي الكتاب قصة انفجار وزير الخارجية المصري "سامح شكري" الذي حضر إلى باريس قبل أسبوعين من الانتخابات، صارخا ومتهجماً بصوت عالٍ أمام الصحفيين، على السفير الكيني "جورج جوديا"، الذي رد عليه قائلاً: "لستُ موظفاً في الخارجية المصرية ونحن أعلم بمصالح قارتنا ولن نغيّر موقفنا بالقوة أو بالضغوط، إن كان لديك ما تقوله فليكن مع الخارجية الكينية".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حمد الكواري يونسكو منظمة اليونسكو

«الكواري»: الإمارات حاربت المرشح القطري لـ«اليونسكو» منذ أول يوم

تعيين حمد الكواري رئيساً لمكتبة قطر الوطنية