أكدت حركة النهضة التونسية، الأربعاء، أنها لم تحسم موقفها بعد من ترشيح زعيمها "راشد الغنوشي" لرئاسة البرلمان، على خلفية النتائج الأولية التي تؤشر إلى فوز الحركة بالمركز الأول في الانتخابات.

جاء ذلك بعدما تداولت الأوساط السياسية التونسية، الأيام الماضية، الحديث عن ترشيح "الغنوشي" لرئاسة البرلمان، وسط احتجاجات محدودة واعتراضات على نتائج الانتخابات رغم عدم الإعلان النهائي عنها رسميا بعد.

وقال المتحدث باسم الحركة "عماد الخميري" إن النتائج النهائية، التي لم تعلنها الهيئة المستقلة للانتخابات حتى الآن، ستحدد ملامح تركيبة البرلمان وحكم الأحزاب الممثلة في المجلس، مشيرا إلى أنه "من السابق لأوانه الآن الحديث عن ترشيحات لرئاسة الحكومة أو  البرلمان".

وأضاف أن "النهضة" ستجري محادثات مع الكتل السياسية حول هذه التركيبات، وفقا لما نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية.

وحول التنديد بعمليات تأثير جرت على الانتخابات التشريعية التونسية، قال "الخميري" إن تونس تفخر بالديمقراطية الناشئة، خاصة في ظل الهيئة العليا المستقلة التي تشرف على الانتخابات، وكذلك القضاء المستقل الذي يشرف على الطعون المقدمة، لافتا إلى أن الأحزاب السياسية الكبرى المشاركة في الانتخابات أعلنت مواقف إيجابية من العملية الانتخابية حتى الآن.

وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية التونسية التي أجريت، الأحد الماضي، 41.3% على الصعيد المحلي و16.4% بالخارج.

وأدلى مليونان و760 ألفا و217 ناخبا تونسيا بأصواتهم محليا، فيما بلغ عدد الناخبين بالخارج 63 ألفا و65 ناخبا من إجمالي 6 ملايين و680 ألفا و339 ناخبا تمت دعوتهم إلى مراكز الاقتراع.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها، يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول، أبوابها في تمام الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي، وأغلقت الساعة السادسة مساء، فيما تم تخصيص توقيت استثنائي لـ252 مركز اقتراع بعدد من المحافظات الحدودية، حيث فتحت أبوابها من الساعة العاشرة إلى الرابعة مساء.

وتعهد "الغنوشي"، في مؤتمر صحفي، مساء الأحد الماضي، بأن تسعى "النهضة" إلى حكومة كفاءات، موضحا أنهم سيدعمون حكومة رئيس الوزراء الحالي "يوسف الشاهد" حتى تستطيع الحركة تشكيل حكومة شراكة.

ووفق أرقام مؤسسة "سيغما كونساي"، فقد حصل حزب "حركة النهضة" الإسلامي على المركز الأول بنسبة 18.29%، تلاه حزب "قلب تونس"، والذي يترأسه المرشح الرئاسي المحتجز "نبيل القروي" بنسبة 16.28%.

ووفقا لهذه النتائج، غير الرسمية، فإنه يتوقع أن تحصد "النهضة" ما بين 44 إلى 46 مقعدا في البرلمان التونسي، و"قلب تونس" ما بين 41 إلى 43 مقعدا، وسيكون على كل منهما محاولة البحث عن تحالفات تمنحه الأغلبية اللازمة لتشكيل حكومة تنال ثقة البرلمان.