آدم ويثنال، ذي اندبندنت، 22/7/2014 - ترجمة: الخليج الجديد

وجد علماء الدليل الأول على أن فيروس «ميرس» القاتل (MERS) في الشرق الأوسط ربما يكون ينتقل بالهواء.  وقد قتل الفيروس التاجي المتسبب في متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (الشهير بـ"كورونا") ما لا يقل عن 327 شخصا من بين 850 شخصا سجلت إصابتهم به حول العالم منذ أن ظهر في السعودية منذ عامين.

وقد تأكد العلماء في السابق أن الفيروس لا ينتقل سوى بالتلامس مع الشخص أو الحيوان المصاب، حيث إن كثير من الناس في السعودية يمتلكون الإبل ويتعاملون معها.

ولكن تم الإبلاغ عن حالات إصابة بفيروس ميرس في أسيا وأمريكا وأوروبا - بما في ذلك على الأقل حالتين في بريطانيا - ويقول العلماء إن انتقال الفيروس عن طريق الجو هو أمر غاية في الخطورة. 

وقد اكتشف الأمر مجموعة من العلماء في جامعة الملك عبد العزيز بجدة في السعودية. ومن أجل بحثهم، قام «حسام أزهر» وفريقه بجمع ثلاثة عينات من الهواء خلال ثلاثة أيام متعاقبة من اسطبل للجمال بالقرب من جدة يملكه رجل يبلغ من العمر 43 عاما وهو مصاب بالفيروس والذي توفي مؤخرا من المرض.

وقد جمعت العينة من الهواء في نفس اليوم الذي تم فيه اختبار الجمل وكانت النتيجة إيجابية للمرض كما أنها اشتملت أيضا على الحمض النووي لفيروس ميرس والذي اكتشف لاحقا إنه متطابق مع تسلسل الجينات الفيروسي المكتشف في الإبل المصابة وصاحبها المريض الذي توفي لاحقا.

وقال «أزهر» في دراسة نشرت على الجريدة الإلكترونية للجمعية الأمريكية لعلم الأحياء المجهرية: «إن الرسالة الواضحة هنا هو أن الكشف عن الجزيئات التي تنتقل عبر الهواء Mers-CoV يستلزم مزيدا من التحقيقات والتدابير لمنع انتقال هذا الفيروس القاتل عبر الهواء».

الفيروسات التي تنتشر عبر الهواء - مثل فيروسات الانفلونزا على سبيل المثال - تعد أسرع انتشارا على نطاق المجتمعات البشرية، من تلك التي تنتقل عبر الاتصال المباشر بين البشر أو بين الحيوانات.

وفي مايو ظهر أن الفيروس القاتل يمكنه الانتشار من خلال الحيوانات المنزلية الأليفة مثل القطط والكلاب، وقال «أزهر»: «تظهر هذه الدراسة أيضا أهمية الحصول على تاريخ طبي مفصل وتأكيد محدد حول تعرض أي من الحيوانات لحالة إصابة بفيروس ميرس، وخصوصا لأن التقارير الأخيرة تتوقع ارتفاع مخاطر العدوي بالفيروس بين البشر الذين يتعاملون مع الجمال».  

وقد نصحت منظمة الصحة العالمية وكذلك وزارة الصحة السعودية عمال المسالخ وكذلك عمال حظائر الجمال بأن يأخذوا حذرهم من الفيروس من خلال ضمان النظافة الجيدة فيقوموا بغسل أيديهم بشكل مستمر بعد ملامسة الحيوانات وكذلك يقوموا بحماية وجههم إن أمكن ويقوموا بارتداء ملابس واقية.