أردوغان: مهمتنا بسوريا مكافحة الميليشيات الكردية والدولة الإسلامية

الثلاثاء 15 أكتوبر 2019 01:46 م

أكد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، الثلاثاء، أن مهمة جيش بلاده في شمالي سوريا هي مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" ومسلحي الميليشيات الكردية، مشددا على أن تركيا ليس لديها مشكلة مع أي عرقية في سوريا.

جاء ذلك في مقال لـ"أردوغان"، أكد فيه أن أي دولة في العالم لم تشعر بألم الأزمة السورية أكثر من تركيا منذ أن بدأت الحرب الأهلية السورية في عام 2011، وفقا لما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

وأضاف الرئيس التركي: "استقبلنا 3.6 ملايين لاجئ سوري -أكثر من أي بلد آخر- وأنفقنا 40 مليار دولار لنقدم لهم التعليم والرعاية الصحية والسكن".

وتابع: "لقد أجبرتنا ثقافة الضيافة لدينا على تحمل عبء استضافة ملايين من ضحايا الحرب بمساعدة قليلة جدًا من المجتمع الدولي. ولكن في مرحلة معينة، وصلت تركيا إلى الحد الأقصى".

وذكر "أردوغان" أن حكومته حذرت مرارًا وتكرارًا من أن تركيا لن تتمكن من منع اللاجئين من التدفق إلى الغرب دون دعم مالي دولي، لكنها لاقت آذانا صماء؛ "لأن الحكومات، التي حرصت على تجنب المسؤولية، صورت ما قصدنا منه بيان الحقيقة على أنه تهديد"، حسب تعبيره.

واستطرد الرئيس التركي: "خلصت حكومتي إلى أن المجتمع الدولي لن يتحرك، لذلك قمنا بوضع خطة لشمال سوريا، وقد شاركت هذه الخطة مع قادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي".

وأردف: "تمشيا مع تلك الخطة، أطلقت تركيا الأسبوع الماضي عملية نبع السلام لإنهاء الأزمة الإنسانية ومعالجة العنف وعدم الاستقرار اللذين يشكلان الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية في منطقتنا".

وشدد "أردوغان" على أن غياب خطة بديلة للتعامل مع أزمة اللاجئين يعني أنه يجب على المجتمع الدولي إما الانضمام إلى جهود تركيا أو البدء في قبول اللاجئين.

ولفت إلى أن الجيش التركي سيقوم، مع الجيش الوطني السوري (المعارضة المسلحة)، بإزالة جميع العناصر الإرهابية من شمال شرق سوريا، كجزء من عملية نبع السلام، مشيرا إلى أن هؤلاء المسلحين يمنعون اللاجئين السوريين، بمن فيهم حوالي 300 ألف كردي، من العودة إلى ديارهم.

وتابع الرئيس التركي: "مهمتنا في نفس الوقت هي مكافحة حزب العمال الكردستاني، المنظمة الإرهابية المعروفة، إلى جانب الفروع السورية التابعة لها، وتنظيم الدولة الإسلامية".

وشدد "أردوغان" على أن تركيا ليس لديها أي نزاع مع أي مجموعة عرقية أو دينية في سوريا، مضيفا: "من وجهة نظرنا، جميع مواطني الجمهورية العربية السورية -الذين لا ينتمون لجماعات إرهابية- متساوون".

وأضاف: "كما نعترض على التسوية بين حزب العمال الكردستاني والأكراد السوريين، نرفض التسوية بين تنظيم الدولة، الذي قتل الآلاف من الأبرياء، والإسلام".

وتعهد الرئيس التركي بضمان عدم مغادرة مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" الأجانب لشمال شرق سوريا، مشيرا إلى أن حكومته على استعداد للتعاون مع بلدانهم والمنظمات الدولية لإعادة تأهيل أزواجهم وأطفالهم.

وأشار إلى أن نفس الدول التي تلقي محاضرة لتركيا حول فضائل مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" اليوم، فشلت في وقف تدفق المقاتلين الأجانب في عامي 2014 و2015، مضيفا: "ربما تود حكومة دولة أوروبية معينة -لن أسميها- أن تشرح للعالم كيف استقل أحد مواطنيها متن طائرة إلى إسطنبول في عام 2014 مع وجود ذخيرة حية في حقيبته التي تم فحصها".

واعتبر الرئيس التركي أن منع فرنسا لمبيعات الأسلحة إلى تركيا يأتي في إطار مماثل، متسائلا: "لماذا تجاهلت إذن تحذيراتنا المبكرة والمتكررة بشأن الهجمات الإرهابية الوشيكة؟".

وردا على موقف جامعة الدول العربية من "نبع السلام"، كتب "أردوغان": "يحتاج أعضاء الجامعة، الذين وصفوا عملية تركيا في شمال سوريا بأنها غزو، إلى الإجابة على بعض الأسئلة، بما أنهم غير راضين عن جهود تركيا لجمع شمل اللاجئين السوريين بأراضي أجدادهم: كم عدد ضحايا الحرب الذين اعترفوا بهم؟ وكم ساهموا في الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة الإنسانية في سوريا؟ وما المبادرات السياسية التي دعموها لوقف الحرب الأهلية؟".

وأجاب الرئيس التركي على التساؤلات بالتأكيد على أن مواقف الجامعة لا تعكس نبض الشارع العربي، واصفا إياها بأنها فاقدة لأي شرعية.

واختتم "أردوغان" مقاله بالتذكير بأن المجتمع الدولي فقد فرصة لمنع الأزمة السورية من جر منطقة بأكملها إلى ورطة من عدم الاستقرار، مشيرا إلى أن "نبع السلام" تمثل فرصة ثانية أمام الاتحاد الأوروبي والعالم لمساعدة تركيا على إنهاء الحروب بالوكالة في سوريا واستعادة السلام والاستقرار في المنطقة.

المصدر | الخليج الجديد + وول ستريت جورنال

  كلمات مفتاحية

نبع السلام

مجلس الوزراء السعودي يجدد إدانة نبع السلام التركية