استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

التحالفات الإقليمية ومستقبل المشرق العربي

الأحد 20 أكتوبر 2019 09:47 ص

  • حالة التشظي تتوسع دون أي تهدئة أو مراجعة دبلوماسية عميقة.
  • تسلم السعودية موقفها للراعي الدولي بين موسكو وواشنطن دون معالجة الموقف العربي المنهار!
  • لو كان وضع مجلس التعاون الخليجي موحداً لكان التحدي كبيرًا جداً فكيف بواقع الانقسام الحالي؟!
  • معركة أنقرة في سوريا ضد المسلحين الأكراد خلقت توازنات وتحالفات جديدة بل واقعاً جديداً.
  • ما هي الضمانات الإنسانية للاجئ السوري في ظروف صعبة جدا على عرب تركيا وسوريا؟
  • توافق روسي أميركي إيراني مع نظام دمشق انضمت له السعودية وغيرها سحب الأضواء من الصراع الإيراني الأميركي.
  • تغتنم موسكو السعي السعودي إليها.. سعي لن يوقف تحالف الرياض مع ترامب، وانضمام الرياض للترتيبات إشكالية عميقة.

*     *     *

تغيرات كبرى يعيشها المشرق العربي، لم يركد قِدرُها الذي يغلي اليوم، وهي تنعكس بصورة مباشرة وتأثير حالي واستراتيجي على المشرق العربي وإقليم الخليج العربي، ولو كان وضع مجلس التعاون الخليجي موحداً لكان التحدي كبير جداً وليس هيّناً، فكيف بواقع الانقسام الحالي.

فمعركة أنقرة الواسعة في سوريا، ضد المسلحين الأكراد خلقت توازنات وتحالفات جديدة، وسواءً كانت خطة الحرب في شرق الفرات، معدة سلفاً لتوريط تركيا، أو كانت متطلباً قومياً للأتراك فقد خلقت اليوم واقعاً جديداً.

فهناك تحالف روسي أميركي إيراني مع نظام دمشق، انضمت له السعودية وأطراف أخرى، سحب الأضواء من ملف الصراع الإيراني الأميركي، الذي كان ولا يزال تحت السيطرة.

ومن غير المرجح بالنسبة للمراقب السياسي، أن تستمر تركيا في مواجهة هذا التحالف، خاصة بأن تحالف سوتشي الذي لا يزال قائماً بين أنقرة وطهران وموسكو، وعبره تم تصفية الثورة السورية.

هو الجسم البديل الذي انضمت له أنقرة، منذ تدهور علاقتها بالولايات المتحدة وأوروبا، التي تجددت خطابات المواجهة الإعلامية معهما دون قطع شعرة معاوية.

فحكم "العدالة والتنمية" اليوم سيسعى لتقليل أضرار الحرب، بعد ضمان تحقيق المتطلب الانتخابي المهم في صراعه مع المعارضة، وهو التخلص من ملف اللاجئين السوريين والذي أكده الرئيس أردوغان، وهو نقل مليوني لاجئ سوري إلى المنطقة المؤمنة حديثًا.

وهو تأمين لا يمكن أن يقوم دون التنسيق مع روسيا وإيران، ويقنع الشعب التركي الذي يتزايد توتره من اللاجئين العرب.

وقد صرح الرئيس التركي بأن دخول النظام إلى منبج ليس سلبيًا، وتصريحه هنا موجه لموسكو وطهران بأن تركيا ستتعامل مع النظام مستقبلاً، لكونه الواقع المقبول من بقية الأطراف وخاصة حلفاء تركيا، لإنهاء ملف اللاجئين السوريين، الضاغط الأول في الملف الداخلي التركي.

وهناك أسئلة كثيرة عن حصيلة هذا المشروع، هل ستبقى تركيا بقوات مشتركة مع الروس، لحين التفاهم مع النظام، وما هو إطار التفاهم الذي سيتم، وما هي الضمانات الإنسانية للاجئ السوري، ظروف صعبة جدا على عرب تركيا وسوريا بالخصوص، لم تتضح معالمها إلى اليوم.

هذا التوافق المتوقع لن يوقف فيما يبدو، اغتنام موسكو لفرصة السعي السعودي الجديد لها، وهو سعي لن يوقف تحالف الرياض مع ترامب، وانضمام الرياض لهذه الترتيبات هو أيضاً إشكالية عميقة.

فهي تسلم موقفها للراعي الدولي بين موسكو وواشنطن، دون معالجة الموقف العربي المنهار، ليكون طرف تفاوض وتوافق نسبي مع تركيا، وحتى الحوار مع إيران يتم عبر باكستان وليس مسقط الأقرب، أي أن حالة التشظي تتوسع دون أي تهدئة أو مراجعة دبلوماسية عميقة.

فماذا لو كانت هذه الأحداث في ظل توافق خليجي؟

فلننظر هنا إلى ما بعد حرب شرق الفرات، كيف ستتشكل تسويات أو ترتيبات أمنية في ظل تقدم موسكو وحسمها، وتمسكها بالتحالف مع طهران، وهذه اليوم التجربة الثانية التي تخوضها الرياض مع موسكو.

ولن تتخلى موسكو عن حليفها الإيراني لحساب مصالح موقف موسمي، في حين نموذج الخليج العربي هو نموذج ابتزاز اقليمي رضخت له أطراف الأزمة الخليجية.

فلو كان الأمر عبر تشكل جسم جماعي، يجمع دول المجلس والشرعية اليمنية قبل تفكيكها اليوم، واسند بتنسيق عربي وليس صوت وهمي للجامعة أو الاعتماد على منظومة السيسي، فسيكون الموقف أفضل في الخلاف مع تركيا ليعالج بالحوار الدبلوماسي، لا بالصراع معها.

وبغض النظر عن أخطاء تركيا، وخطايا العرب في شعوب المشرق العربي، لكن المصلحة الواقعية تحتم ذلك، قبل التعامل مع النظام الإرهابي في دمشق.

فأهم أمر سيؤثر على المنطقة هو مستقبل الشعب المضطهد كيف يؤمّن داخل سوريا، أما الثورة فثبات روحها لا علاقة له بهياكل وهمية باسم الثورة، وانما ببعثها في إطار فكري نضالي حقوقي مستقل، يأخذ من مأساة الماضي وتلاعب الأصدقاء درسه الكبير، مستقبل ثورتك يصمد بيد شعبك، وتسقط حين تسلمها للحلفاء.

  • مهنا الحبيل - كاتب عربي مستقل مقيم بكندا

المصدر | الوطن القطرية

  كلمات مفتاحية