قال مسؤولون أتراك إن هناك "اتصالات سرية" تجري بين أنقرة وحكومة النظام السوري، لتفادي حدوث مواجهة عسكرية مباشرة بين الجانبين، في شمال شرقي سوريا، وذلك بعد تماس قواتهما بشكل كبير، خلال الأيام الماضية.

ونقلت وكالة "رويترز" عن 3 مسؤولين أتراك (لم تسمهم) قولهم إن الجانبين، مدفوعين بالحرص والحذر، أقاما قنوات اتصال سواء في شكل اتصالات عسكرية ومخابراتية مباشرة، أو بطريق الرسائل غير المباشرة عبر روسيا للحد من خطر المواجهة.

وقال مسؤول أمني تركي: "نحن على اتصال مع سوريا بشأن المسائل العسكرية والمخابراتية منذ فترة لتجنب أي مشاكل في أرض الميدان".

وبين أن أول اتصال جرى كان بشأن حالة تصعيد في شمال غربي سوريا، وهي حالة منفصلة عما يجري في الشمال الشرقي الآن، وذلك عندما شنت قوات سورية مدعومة من روسيا، في وقت سابق من هذا العام، هجومًا في إدلب التي تنتشر بها قوات تركية.

وأضاف المسؤول أن "التواصل مع سوريا يتم إلى حد كبير عبر روسيا، لكن هذا الاتصال كان يجرى بشكل مباشر بين تركيا وسوريا في بعض الأحيان لتجنب الدخول في مواجهة مباشرة بين الجنود السوريين والأتراك".

وكانت روسيا قد سارعت إلى عقد اتفاق بين النظام السوري والتنظيمات المسلحة الكردية، وأبرزها قوات سوريا الديمقراطية، تتنازل بموجبه تلك التنظيمات عن مناطق سيطرتها لقوات "الأسد"، مقابل عدم ترك المجال للجيش التركي للتقدم في المنطقة التي تقول أنقرة إنها تريد إنشاءها بعمق 20 ميلا في شمال شرقي سوريا.

وقبل أيام، قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إن انتشار قوات "الأسد" بتلك المناطق لا يمثل مشكلة لأنقرة، طالما كانت الأمور مضبوطة باتفاقات، مؤكدا أنه سيناقش هذا الأمر مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، خلال لقائه معه في موسكو، الثلاثاء.

ونقلت "رويترز" عن مسؤول تركي كبير قوله: "سنتلقى أيضًا معلومات عن وجهة نظر سوريا والخطوات التي ستتخذها خلال الاجتماع مع بوتين".

وتوعدت أنقرة جيش النظام السوري بالرد بقسوة على أية محاولات منه للاشتباك مع القوات التركية، المتواجدة حاليا في شمال شرقي سوريا، وبدوره قال النظام السوري إنه سيواجه أية محاولة للتوغل التركي.